“لاتونا” تؤدّي صلاتها للشمس
( قصيدة للشاعرة سليمى السرايري )
-×-×-×-
تحت شجرة الغار
اخضرار و أزهار توليب
“لاتونا” وطفلان من ضياء
كأنّي معقودة في غصن حلم
الشجرة تردّد اسمينا
كلّما مرّ عاشق أضاع محبوبته
أصواتٌ تنفذ إلى أغوار الماء
هناك، تجاعيد ترفل في الأسطورة
عاشق يحترق
“طيبة” تعلّق صراخها في الدخان
لم أدمن بعد حدود الوجع
مدلّجة تلك التفاصيل
عند قدمي “إيروث”
ديانات الحب واحدة
دموع الوله متشابهة
كأنّي عانقتُ الأشياء المنفصلة
جمعتها من طرفيها
لترقص حين تُحيي الفصول أعراسها
العذراء حالمة ، تعود إلى الأرض
تفّاحة تحتضن
“أيريدا” تُداعبها أقواسا قزحيّة
خفيفة كريشة
هناك عند المنعطف، تغنّي
سنمضي الآن في بهجة المآدب
حيث العشاء الأخير
واللون الضارب في الفرشاة
صقيع خارج الأسوار
سماء في البعيد
تبلّل ثغر القمر بقبلات “الأولمب”
منظومة الأرض، تنهض من سباتها
غريبة كتلك الشرائع والأعراف
لا أحد يفرّ من القدر
الكلّ يردّد ما يشبه الأناشيد
“زيوس” يغربل الملح
فاتحا صناديقه للفرح……
عبر تراتيل الليل،
ثمّة رعشة ياسمين
جنادب صغيرة
فتات أنجم
أطياف ملوّنة
أبواق أصداف
ثمّة أسراب عصافير مستعجلة نحو المجهول
كلّ شيء يطير نحو الأفق
“لاتونا” تؤدّي صلاتها للشمس
تترعُ كؤوس المجد
على أصابعها ينام الغَمام
وحده البحر يصدر ذلك الصوت الغريب
نعتلي مركبة
ونمضي كالطرف الآسر نحو الأسر…