آخر الرهبان
هل في بيوت الفاسدين
مرايا ؟…
أم أنّ أقنعة الطغاةِ عديدةٌ
وضميرهمْ مسـحَ الخطايا ..
هل في محاجرهم عيونٌ
كي يروا
أحزاننا
نحن السبايا
هل يسمعونَ أنيننا حين المذلّةُ
تجرحُ الآمالَ
تغتالُ النوايا
هل ينظرونَ إلى الشوارعِ
حيث تُرتكبُ الشرورُ
وحيثُ تنتشرُ الرزايا
هل صدقوا حقاً بأنهمُ
الفوارسُ
حين صار الشعبُ أوهنَ من مطايا
أنا لا ألوم السافلينَ
ألومُنــا
حين انسحقنا
وحينَ بعنا صامتينَ
جميعنا كلَّ القضايا
أستحضرُ الأرواحَ
هذا الشعبُ ميْتٌ بانتظار الدفنِ
يا بئسَ المَنايا
أستحضرٌ الماضي السحيقَ
وأنحني للحبر
تاريخي ورايا
لا أنثني أبداً
كجذع الأرزِ ميثاقي
وهذي الأرضُ أغنيتي
وأوتاري معايا
أشتدُّ مثل الريحِ لو سرقوا
غصونَ الروحِ
أمنحُ جنحَ قافيتي طيورَ العزّ
أصدُقُ في هوايا
أنا طائرُ الفينيق
يشبهني
وكفّي جمرةُ التحليقِ
أسندُ لو تميلُ الأرضُ بالشعر المعاندِ
قبةَ الإيمانِ
أبتكرُ العطايا
أنا آخرُ الرهبانِ في حقلِ السنابلِ
أمنحُ الأضلاعَ أرغفةً
إذا جاعتْ عصافيرُ القصائدِ
بئرُ صمتي منتهايا
أنا حينما أمشي على خطّ الفجيعةِ
أحتسي كأسَ الشهادةِ
أكسرُ الأوثانَ في كل الزوايا
الشعرُ سيفُ العارفينَ
ونزفهمْ
وإذا صمتُّ عن الصراخِ
يكونُ في شعري سوايا .