(إلى أمي)
/حُبٌّ حَقيقيّ /
بقلم الشاعرة مريم جنجلو
-×-×-×-×
غدًا،
حينَ تنتَهي الحَربُ الدائرةُ هُنا،
وَأشارَ ناحيةَ صَدرِه،
بِدِعَةٍ،
سَوفَ نُسلِّمُ الجسَدَ،
عتادَنا الوَحيد.
مِن بَينِ طحالِب الذاكرة المَخطوفةِ،
نَسحَبُ أشلاءَهُ بِوُجومِ شاهِدٍ سرّيّ،
على معركةٍ غفلَ عنها التاريخُ،
لانشغالِ الرواةِ بِأخبارِ قادةٍ،
تُبرِقُ رؤوسُهُم بخوذاتٍ مِنَ ذَهَب.
نُغِلُّهُ في خَدِّ أصغَرِ أقحوانة،
رَضِعَت من أديمِ هذي الأرضِ،
الحُبلى بالصّلصالِ، بِالعظام،
وَبِنَهَداتٍ حَرّى،
لَمّ يتَّسِعْ الوَقتُ لَها،
لِتبوحَ بِكُلِّ شَيءْ.
رَيثَما يَجِفّ،
وَمِن طيبِهِ المُخَضَّبِ،
بِارتجافَةِ النَّبضِ الأولى
تَكونُ الرّوحُ قد تهيّأَت،
لِلسَرَيانِ كَما ينبوعٍ ريفيٍّ بِكْرٍ،
بينَ شُقوقِ جَسَدٍ جَديد.