حكاية العمر
يا وطني الذي لم يُخلق بعد
وما زال طيفًا في حكايا الحالمين
تاهَ النّعاسُ من عين الحقيقة
والرّمشُ للقياكَ أضناهُ السّهر
لو تعرف ماذا اقترفوا باسمك
وكم مزّقوك في خطاباتهم الحمقاء
أجهضوا أمل قيامتك المجيدة
ونصبوا المتاريس في زوايا الدّروب
أؤمنُ بزمنٍ سيشهدُ على معجزاتك
أتُرايَ أكحّلُ العينَ بسناك ؟
هل أراكَ رجلًا من أرز ؟
قامتُه تُعانقُ المدى
جبهتُهُ تُقبّلُ السّماء
وعطرُ خلودِه جنّة
هل أراكَ رجلًا من كبرياء ؟
يمسحُ من انكساراتنا دموعًا حارقة
يمحو ألقابَ أصحابِ المعالي
ويُنصفُ الذاكرة بقصص الشرفاء
هل أراكَ رجلًا من حريّة ؟
تُحطّمُ أغلالَ الضعفِ والخنوع
تستعيدُ تاريخًا زوّرهُ المرتشون
وتُكلّلُ هامات المستقبلِ بغارِك
يا وطني الذي أجهضهُ خائنٌ
عِدني أن تولدَ من رحمِ امرأةٍ حرّة
ومن أبٍ مُقاوم
حضّرتُ لكَ المزودَ من خشبِ الأرز
وفي بيتِ فيروز ركنًا آمنًا
حتى لا يضطهدك فرعون
ولا يشيَ بك يهوذا
ولا يحرق دربُك أبو لهب
سأكتبُك في كلّ قصيدة
وسأبقى أنتظرُ على مفارقِ العمرِ
حبيبًا تيّمني .. اسمه ” لبنان “..