“ما غَصَّ بِهِ جلجامش”
(قصيدة للشاعرة رولا ماجد )
-×-×-×-×-×-
أنجبتُ حرفًا أبكمًا وطرحتُ مدرسةَ الخيالِ بوجهِهِ ونقشتُ طينَ عيونِهِ بعيونِهِ، أنهلتُهُ حتّى نما… ونفختُ فيه الوحيْ
زوَّجتُهُ من سومريّة نُطفتي
أهديتُهُ: بستانَ ألغامٍ وزهرَهْ!
ودعوتُ آلهةَ العصورِ ليشهدوا
عُرسَ النخيلِ على نخيلِ الطينْ!
ورقصتُ عصرًا تلو عصرِ ثمالةِ الإكسير
ثمّ ضحكتُ حين علمتُ
أنّ رمادَهُ متوقِّدٌ والموتُ جمرَهْ!
وأقولُ للأسوار:
كيف اختزلتِ سُدى خُطاي بفكرةٍ..
وقطعتِ نسلَ لهاثِيَ المخنوقْ؟!…
دربٌ يُعيدُ إليكِ ذاكرةَ اليقينِ
يقولُ إني: كنتُهُ وعبرتُهُ
لكنّني أيقنتُ أنَّ رجوعَهُ وَصلُ الوصولِ
وفي سكونِ السورِ عِبرَهْ!
***
سأقول في سرّي وأضحكُ دمعةً:
عشتار حتّى أصبحت عشتار…
مرّتْ على بعضي لتكمِلَ ضلعَها
كسرتْ صدى مرآتها لتكونني
عشتار
رشّتْ من غباري عرشَها لأكونها
ما كنتُها، لكنّني أحببتُها سرًا
وساومتُ الشعورا
عشتار…
ريحٌ تصيحُ بوجهِ بابي
كلّما شرّعتُ نافذةَ الخطايا
كلّما حطّمتُ في وجهي المرايا
كلّما رمّمتُ في قلبي الكسورا
عشتار…
قصرٌ تهدَّمَ داخلي فبنَيْتُ من جسدي قُصورَا
وحفرتُ بئرَ فضيلتي للمُحرقينَ
رفدتُ من مائي جُسورَا
أحيَيْتُ موتى الأسرِ ثمّ دفنتُهم في معبدي
أسرى ويَتَّمْتُ القُبورَا!
عشتار…
اِرمي النعوتَ كما رميتُ مقاصدي!
باذخ هو حرفك…
نتنفس من محبرة جذلى
فنحيا بيقين الوله
وعلى انبياء العشق
نصلّي.