الموسيقى لغة الرّوح لا تحتاج إلى ترجمة وقواميس، لأنّ الرّوح كاملة وسامية وهي المعلّم الأكبر للمثل والقيم وهي ذات منشأ إلٰهيّ.
والموسيقى هي قانون الحياة المتفلّت من المادّيات، وأجنحة الخيال، وبوصلة العقل.
وهي الملهم إلى اكتناه أسرار الحياة، فهي أعمق من الفلسفة وأنبل من العلوم، وأسمى من القيم، وهي تُدرج في عالم المثل العليا فترقى إلى الألوهيّة.
والموسيقى هي صوت الله في ذواتنا، وصوت الوجود في أجسادنا.
تحمل مشاعرنا لتبلغ بها الذّروة وتكمّل نقصها الشّعوريّ مهما كان نوعه: سواء أكان حزينًا أم فرِحًا..أم أيّ شعور آخر.
وهي الصّديق الذي يشاطرنا روحنا فلا يشعرنا بالوحدة بل يسعدنا ويرفعنا نحو القمّة ولا يهبط بنا.
إنّها سمفونيّة ديمومة الحياة بتمثيلها للطّبيعة الحيّة في حواسنا بكامل جغرافيّتها من دون أن نتسلّق الجبال ونهبط الوديان، فهي صرخة عنفوان جبالها، وصدى تواضع أوديتها وزقزقة، طيورها، وخرير مياهها وهدير شلّالاتها وأمواجها، وسقسقة سواقيها، وحفيف أوراقها، ووصوصة نجومها وغنج قمرها وسكينة ليلها، وصخب نهارها.
من هنا تتّخذ الموسيقى أزليّة وجودها وأبديّته.
والموسيقى صادقة حيث تعيدك إلى صفاء شعورك من دون تمثيل أدوار بعيدة عن شخصيّتك، وهي اللّغة الوحيدة الّتي تترجم بها أحاسيسك عندما تعجز عنها الأبجديّات.
وهي ليست في أصولها علمًا يُصيب منها بعض النّاس ولا يصيب منها البعض الآخر، فهي جواهر ودرر خام قائمة بذاتها والإنسان هو من يستخرجها ويقدّمها قربانًا على مذبح الإبداع، فهي سرُّ نبض القلب وخلجاته.
وهي روح لأنّها تتماهى مع كلّ الأجناس البشريّة، والفئات العمريّة، ومن هنا تُصنّف بأنّها لغة عالميّة.
إنّ في الموسيقى لصلاة ومناجاة.
هنيئًا لكلّ يدٍ عزفت، فأبدعت، وابتهلت، وناجت، فأرقصت الوجود.
تتماهى مع كلّ الأجناس البشريّة، والفئات العمريّة، : مسألة فيها نظر