الناريخ: 09/06/2021
المقال رقم 23/2021
جائزة حيفا للعمارة لمشروع إعادة إعمار مرفأ بيروت – مسابقة فينيسك
بقلـم: رشـا بركــات (رايتـش) – حكايــات رشـا
-×-×-×-×
“الفلسطينيون درة الشرق الأوسط”…
هذا اسم لمقالة كتبها الصحافي اللبناني الشهير ورئيس تحرير جريدة السفير سابقاً، الأستاذ طلال سلمان. ما أجمل أن يتم تسمية شعبنا الفلسطيني بالدرة… لكننا، درة لا تقدر بثمن (اسمحوا لي أن أدلل شعبي فأنا أحيا في الدلال).
لقد خلقت الحياة وفقاً للصراع والنزاع. هذا الأمر لا يمكن أن ننكره حتى لو كنا من المطالبين بالمحبة والسلام الحقيقي والترفع والتآخي. ومن كبريات الصراع في عصرنا الحالي هو النزاع حول قضية فلسطين وشعبها وبالتالي ما يعيشه شعبنا من تهميش وطمس هو نتيجة طبيعية لرسم هذا النزاع.
مقالة أستاذنا طلال سلمان تلك، جاءت نوعية في زمن الحروب سابقًا منذ سنوات. فبمجرد الإعتراف ببعض إنجازات شعبنا الفلسطيني في صحافة واجهت ولا زالت تواجه سياسات القمع والزوال، يعتبرعملًا بطوليًا يستحق الثناء عليه وله. إضافة إلى أنني شخصيا، كقارئة، شهادتي مجروحة بمسيرة وقلم الهامة اللبنانية، الطلال، طلال سلمان.
حكايتي اليوم هي توثيق إضافي لإنجازات شعبنا الفلسطيني المتألم والنوعي في آن. ذلك لأن هناك حدثاً جديداً طرأ وفوزاً براقاً لشعب يستحق الحياة، كل الحياة. لقد سبق وكتبت مقالات أو حكايات بطريقتي الغير كلاسيكية أيضاً حول إنجازاتنا ونوَعت الاختصاصات والعناوين ولكنني اليوم سأتناول:
جائزة حيفا للعمارة لمشروع إعادة إعمار مرفأ بيروت في مسابقة فينيسك 2021
لقد جمع 4 أصدقاء فلسطينيين أنفسهم في عمل جماعي ليكوَنوا فريقا بأربعة أفراد فقط تخرجوا من جامعتنا الفلسطينية العريقة “بيرزيت” كمهندسين معماريين وهم المهندسين مجد المالكي، آلاء أبو عوض، ميس بني عودة وديالا أنطونيا. علم الأصدقاء بمسابقة فينيسك وقرروا أن يسجلوا أسماءهم وأن يتناولوا دراسة مشروع إعادة إعمار مرفأ بيروت وخاصة بعد ذلك الإنفجار اللعين الذي أطاح بالمدينة والوطن، لبنان الجميل.
كيف لا، والشعبين الفلسطيني واللبناني لطالما كانا من نسيج واحد كما أكرر هذه النقطة في أغلب كتاباتي. أرض واحدة تم تقسيمها بايادي لصوص أسموا أنفسهم بدول عظمى. وكيف لا كذلك، بينما الطلال وثّق في جريدته السابقة إنجازات الفلسطيني في لبنان وغيره. وأنا لا أقول أن الفلسطيني هو درة الشرق إنما هو درة العالم كله….
كان طموح شبابنا في هذا المشروع أن يبتدعوا أفكارا يمكن أن يتم تطبيقها ليس فقط على صعيد بيروت وإنما ليكون مشروعا يمكن أن يشكل سيناريوعلمي يتم الاعتماد عليه في إعمارعدة مناطق وبلاد كمنطقة غزة الفلسطينية مثلاً وتطويرعدة مجتمعات كمجتمعنا الفلسطيني كذلك. عملاً عالمي ومهم جدا. وقد تم.
هدف المشروع هو خلق حلقة وتشكيلها في إطار التعليم والإنتاج المادي والمعرفي المستدام. تعليم مهني وزراعي لإعادة أحياء بيروت بنفسها. (كذلك يمكن الاستفادة منه لتنمية مدن أخرى). هذه الحلقة تشكل ديناميكية وتخلق فرص أعمال وتعليم تنمو كالعجلة وتتطور على أساس مستقل أي من شأنها أن تدعَم سياسة الإكتفاء الذاتي والاستقلالية المستقبلية. تم وضع الدراسة على أساس خلق أيدي عاملة قادرة أن تنتج في وحدات إنتاجية موضوعة في “الميناء” (بيروت) وذلك من خلال المواد الموجودة وإعادة استخدامها في عدة نواحي كإعادة بناء البيوت وأعمال إنتاجية متنوعة (اعتماد نظريات علمية في إطار الانتاجية وإعادة التدوير). فكرة خلق حلقة تشغل نفسها بنفسها أمر عظيم يجب حسن تناوله والعمل به. وقد كنت أنا في السابق قد أسسست مشروعي سنة 2017 إنجاز لتنمية القدرات مستندة على الإطار والهدف نفسه أي مشروع أسميه العجلة يعمل بديناميكية ويشغل نفسه بنفسه ولكنه لم يلقى أي دعم وبقيت أعمل بشكل فردي وخرجت طلابا وفق اقامتهم في بعض المخيمات الفلسطينية.
مشروع شبابنا الفلسطيني الهندسي والتنموي في آن، هو اقتصادي بامتياز ويدخل في إطار ليس فقط مناطقي إنما وطني، صناعة وطن من جديد. وقد حاز على الجائزة وهي تعطى لأول مرة وشكراً لشعبنا الفلسطيني الذي يصر على التفوق دوماً برغم كل الطمس. كذلك شكراً للدماء الفلسطينية التي لم تكل يوماً عن دعم لبنان.
الجدير بالذكر، أن شبابنا الأحبة لم يروا لبنان قط، الحدود جبل ومعاناة العوائق جمة. ما جعله تحدي أكبر لهم ليتابعوا مسيرة التفوق والنجاح بطعم التحدي والتصميم ليضع مشروعهم في الصف الأول بالتفوق أيضاً وفقاً لظروفه. فلجأوا إلى جمع المعلومات والتقييم من خلال الأخبار والمتابعات عبر التواصل الإجتماعي. الأمر الملفت كذلك، أنهم قرروا وضع صوامع في المرفأ للتذكير، لتشكل ذاكرة جماعية لمدينة بيروت وتكون جزء من الحياة اليومية.
هنيئاً للجائزة وللفوز وللتفوق الفلسطيني ولكن، إنه من المعلوم أن شعبنا يعمل وفق النوعية والحضور والأهداف والبناء والتحفيز المجتمعي والتطوير المستدام. يا طلال لبنان، شعبنا الفلسطيني يقول لك، سأبني مرفأ بيروت، سأتابع عملي في إعادة إحياء لبنان ونهوضه في كافة المجالات التعليمية والتنموية والإنتاجية، ليبقى الوطن، وسيبقى الوطن