كن منصفًا ..
إيّاك والمساومة على فرح لجأ إليك ..
إيّاك أن تقطفَ ورد خدّيه وترميه في مهبّ الخذلان ..
أمّا روحك ، فأنت أنيسُ وحدتها .. دلّلها ورافقها إلى درب الأمان بخطًى ثابتة..
وأمّا عينك ، فأنت بريقُ توهّجها .. كحّلها بكحل الأميرات ليصيرَ الدمع عليها محرّمًا ..
وإذا ناداك الحبُّ ، أنصت إليه بكامل نبضك وافرد له مساحات العمر ليصبغ شيب الانتظار باللقاء ..
والحزن اللئيم الذي يحسد شفاهك لا تمكّنه منك ، ولا يغرّنّك انكساره ، هي مناورة كلّ الغزاة ..
وفي رحلة الحلم ، عانق قمرًا واسهر معه على ضفاف النور ليُلبِسكَ بردته التي حاكتها الملائكة ..
وعلى مفارق الذكريات ، احفر اسمك وحفنة كلمات لا يمحوها المطر ولا خربشات العابرين ..
إيّاك ودمع النّدم الأحمر ، هبْ ساعاته للنسيان شذرات تلتهمها ناره المستعرة ..
اضحك .. شاغب .. سابق عمرك وانتظره على ضفّة القيامة ..
وفي آخر وداع اترك له جسدك وعطرك وسرّك وارحل بسلام ..
هل بعد الرّحيل تُعَدُّ الأيّام ؟! ..
ولا تنسَ .. كن منصفًا !
الكاتبة رانية مرعي/ لبنان