التاريخ: 07/06/2021
زعلــي طوَل
بقلـم: رشـا بركــات (رايتـش) – حكايــات رشـا
“زعلي طوَل أنا واياك وسنين بكيت…”
من منَا لم يسمع أغنية فيروز التي تجاهر فيها بحزنها من محبوبها، فتحاسبه على فعلته وتقول له زعلي طوَل…فأنا مثل فيروزتنا، زعلي طوَل ولكن ليس من شخص إنما من قضية ولاعبين في ساحاتها.
أجاهر بحزني تماماً كما فعلت الفيروز فهل أصبحت فيروزتي قدوتي؟ هل اتحدنا في الإعلان والتعبير؟
زعلي طوَل من كل من رسم لشعبنا الفلسطيني طريق الشوك وجعله يحتضر وينادي بأدنى حق من حقوقه الإنسانية التي كان يجب أن يحصل عليها منذ سنوات. ففي لبنان الحبيب (الحبيب كوطن وجغرافيا وفئات مظلومة من الشعب وليس على الصعيد السياسي)، الفلسطيني الذي ولد فيه لا يستطيع أن يمتلك كوخاً ليعيش فيه باستقرار مع عائلته بينما نرى تبرير هذا الأمر تحت عنوان “حق العودة”! عفواً، الفلسطيني الأمريكي الذي يمتلك شركات في الخارج لا زال يطالب بحق عودته لفلسطين المقدسة… الفلسطيني الذي تربى في لبنان لا يحق له أن يتوظف في وظائف كثيرة أو أن يتدرج وينضم إلى نقابات…لا يحق له أن يرث! الفلسطيني لا يمكنه أن يخطط لمستقبله لأنه مهدد في كل لحظة وثانية بأن …يندثر….
زعلي طوَل لأن الفلسطيني يدفع أكثر من غيره في عدة ميادين وفي المقابل لا يحق له بأي ضمانات من ضمنها الاجتماعي والصحي وغيرهم…هذا السيناريو قديم ولكن، بقي.
ما أصعب حياتك عندما تشعر بأنك شخص يتم استغلاله في كل لحظة وكل دقيقة وكل ثانية. أنه عليك أن تعطي دون أن يكون لك الحق بالمطالبة بأي حق وإلا فستكنَى بالمعتوه أو السلبي أو الإرهابي أو الخائن…
حكايتي اليوم، عن إنسانية مبتورة وعن حقوق غائبة وفي المقابل، عن حركات لمعنيين ليست على مستوى وطني ومخلص وأمين من قبل بعض الذين أرادوا أن يسموا أنفسهم أنهم من الشعب الفلسطيني وإليه. لقد جعل هؤلاء أنفسهم قيَمين على حياة الفرد الفلسطيني دون أي كفاءة فمثلاً، بدل أن يطالبوا بالحقوق لقضية اللاجىء الفلسطيني في لبنان ككل، راحوا ينادون بإسم مخيم وفتحوا الصفحات تحت اسم مخيمجي ومخيم ومخيمات وأعدوا البرامج والفيديوهات ولم يتركوا طريقة إلا وقد ذكروا بها اسم مخيم ولم يذكروا فيها قضية لاجىء فلسطيني بشكلها الواسع والمحق والشريف على كامل الأراضي اللبنانية… هل هذه المناداة هي لكسب اموال على مستوى مخيم والمتاجرة باسم طريق مخيم متضرر أو بيت متصدع أو معاناة داخلية تقتصر فقط ضمن مخيم ولا تشمل قضية الإنسان الفلسطيني اللاجىء في لبنان والذي يجب أن ينال حقوقه الإنسانية الطبيعية ككل البشر؟ أنا أرى أن هذا الأمر ليس بريئاً بتاتاً لأنه يفتح أبواب المناقصات والمساومات والشركات المساهمة…إنه خيانة للذات الفلسطينية ولقضية اللاجىء….زعلي طوَل، طال زعلي…
الواقع اللبناني يعاني منذ سنوات بسيطة ولكن واقع اللاجىء الفلسطيني في لبنان ينزف منذ زمن.