( * قصيدة للشاعرة سليمى السرايري / تنشر للمرة الأولى / تونس )
-×-×-×-×-
ويكبرُ السّؤالُ
***
اخْبِريني أيّتها الأرضُ
كيف صار الشّوقُ مصابيحَ
تُنيرُ صَمْتَ البُيوتِ
وتحمِلُنا كسماءٍ مُظلَّلَةٍ بالحقيقةِ
كعاشِقَةٍ معلّقةٍ بأهدابِ التَّمَنِي
كأمٍّ مازالت تُهَيءُ خُبْزًا لأحفادِها اليتامىَ
وترسُم على شِفاهِ الوقتِ مفاتيحَ الحريّةِ.
أيّتُها الأرضُ الّتي تحتضِنُ أطرافَها
كأقْوَاسِ الفراغِ
ككواكِبَ تتأرجحُ من أحلامِ الصِّبايَا
أخبِريني عن القدسِ ،
ياقُوتيِّةِ اللَّوْنِ
حريريِّةِ الإسمِ
ذهبيًّةٍ، تسطعُ في سماءِ فلِسطينَ
عن تُرابِ الحقيقةِ المِوشّاةِ بزغاريدِ الثَكَالَى
يا أرضَنا الطِّيًبةَ
أتِيهُ انا في أروقتِك المعبّئةِ بالهُتافِ
وبالجراحِ
وأُدْرِكُ ما خلّفته الحرائقُ
على أصابِعِ العجائز
حين يضرِبُها الصَّقيعُ في بيتٍ مهدَّمٍ
يسأل ُ الطّفلُ عن دمِ أبيهِ
عن دمِ أمَّه وإِخوتِه
وعن ساحةِ المدرسةِ الّتي تهشّمت
فصُولُها
وعن الدُّمَى الممزّقةِ بالشظايا
يسألُ الطفل عن الأجنّة الذين بكوا في الأرحامِ
كيف وزّعُوا الوردَ قبل الولادة…
يسألُ الطّفلُ
ويكبُر السؤالُ
ويرقُصُ السؤالُ فوق مآذِنِ المدينةِ
يعودُ الصّدى بالجوابِ :
دمُهُم تمزّقَ في الثَّنايا
وسطَعَ في المرايا
دمُهُم يصْهَلُ الآن على ضِفَافِ غزّةَ
وعلى قوافِلِ جِنِينَ
يُرفرِفُ عاليا في يافا
كالفراشِ
كالحمامِ
يرقص فوق الأسلاك المكهربة..
وعلى أفواهِ الشّهداءِ
يُكتبُ القصيدْ
تُرْسَمُ خارِطَةُ الكِبرياءِ
وينْبُتُ من شقوقِ الوجعِ
شجرا لصباحٍ جديدْ
عوض بديوي
ـــــــــ
سـلام مـن الله و ود ،
الله الله الله …!!
في نص و يكبر فينا السؤال تمكنت شاعرتنا و مبدعتنا سمو الأميرة أ. السليمى توسيع السؤال و طلب الإجابة عليه بتقنية عالية ( فونولجيا – و الحديث هنا يطول – على أمل التوضيح لاحقا بمشيئة الله ) حيث بثت من خلالها الأهم في الوعيين العام و الخاص ، و أقصد به وعي الشعور تجاه القضية الأساس الأم ؛ القضية الفلسطينية و ما يدور من أحداث و واقع أليم مرير فيها و حولها ،
وثمة مال يقال في قراءة نقدية قريبا هنا بحوله تعالى …
أنعم بكم و أكرم…!!
محبتي و الود
شكرا صديقي الدكتور عوض بديوي الشاعر والناقد والموسوعة الثقافية التي نفخر بها ، على تعليقك ومرورك من هنا وهذا الاهتمام والثقة في قلمي— لك التقدير سيدي وألف تحية من تونس الى الأردن..