قصيدتي الأخيرة
قصيدتي الأخيرةُ وُلِدَتْ مِنْ رَحِمِ العَدَمْ
لم تَكُنْ لتقولَ شيئًا جديدًا غير مسبوقْ
لم تكنْ لتفتتح محلًّا في بازار الكلامْ
كان الصمتُ دثارها وكساءها
كانت كلماتُها عصيّةً على النطق
أُسدِلَتِ البراقعُ على حروفها
صارت الحُجُبُ سترها المصونْ
قصيدتي الأخيرة لم تقلْ شيئًا
إعتصمتْ بالصمتِ الجليلِ
ومَضَتْ في اعتكافها المُنبَتِّ
إستنطقوها فما نبست ببنت شفة
وإستجوبوها فما حازوا منها جوابًا
قصيدتي الأخيرة مَضَتْ
في صمتها حتى النهاية
وهي إذ آلت على نفسها
ألا تقول شيئًا ولو يسيرًا
تفجّرت من بين وشوشات سكونها
أبلغ المعاني
وتدفّقت من جنباتِ سكوتها
أفصح الكلمات المهموسة
قصيدتي الأخيرة التي لم تَقُلْ شيئًا
أدهشتني على حين غرّةٍ وغفلةٍ
بأنّها قالت كلّ شيءٍ
( بقلم الشاعر د. بلال رامز بكري )