.. ينشر موقع ” ميزان الزمان ” باقة من قصائد العميد الدكتور محمد توفيق أبو علي كتبها تحية الى فلسطين والقدس :
للقدس…
لِلْقدس البَخورْ
لِلْأقصى سلامْ
ولبيت لحم ما يسجّعهُ الحَمامْ
منّي إلى القاعدين البراءَهْ
أشكوهمْ لمنْ? لفِلَسْطينَ، لِلرّملِ، لِلْبحرِ، لِلْيابسَهْ…؟
أتلينُ فيهمْ مرّةً
تلك القلوبُ اليابسَهْ؟
ولهمْ حَجَري حرْفًا يعلّم فنّ القراءَهْ
يمضي بريدًا لسجْع الثغورْ
لِلْقدس، لِلْأقصى، لِبيت لحم، لِلْجليل… السّلامْ
سنؤوب حين يقودنا الحَجَر المُصَفّى
يعلّمنا
كيف نصوغ في الأرض المباركة الكلامْ
-×-×-×-×-
ما لها القدس
ما لها القدسُ تغنّي طَرَبَا؟
أتُراها سمعتْ صوتَ صلاحِ الدّينِ قد زفّ
لها البشرى بأنْ سوف يعودُ اليومَ يَقْضي أَرَبا
بدماءٍ زاكياتٍ يغسلُ البِلَّورَ في قنديلِ
رملٍ، موقِظًا وهْجًا لضوءٍ في غَيابات اللّيالي شَحُبا؟
أهْيَ أضغاثٌ لأحلامٍ ووهمٍ؟
أم هو السرّ تجلّى فبدا ما حُجِبا؟
بِيعَةٌ في القدس قالت: أنا والأقصى معًا ننتظر الوعدَ
الذي قد كُتِبا!
-×-×-×-×-
إلى غزّة
شاهدانِ وقبرٌ وتعويذةُ ملحٍ ويبابْ
وامرأةٌ ترفعُ سبّابتها
تُومي للنَّخلِ
تَرصد في مراياهُ وَكْرًا للذِّئابْ
ماذا ينفع العتابْ؟
هل يُومِضُ وجْدٌ في الرَّملِ؟
وهل يعرفُ القاعدون حُبًّا أو بعضَ سرابْ؟
غزّةُ تبقى- مِنْ دونِ
أن تَغْسِلَ وجْهَها-
أجملَ فاتنةٍ
تعشقُها الرِّيحُ
ويصْبو إليها
عودُ ثقابْ
ماذا ينفع العتابْ؟
شاهدانِ وقبرٌ
ودمٌ يخْضرّ فوق اليبابْ
وامرأةٌ ترفع سبّابتها
وتقول شهادتَها …تُرسلها حِرْزًا وحجابْ
وتقول اقرأوا هذا الخطابْ:
-“ما أجمل أن ينهض طفلٌ من أشلاء جثّتهِ الكريمة، مبتسمًا
-ما أجمل غزّةَ حين تبادرنا
-ما أجمل هذا الإيابْ”
-×-×-×-×-×-×
جبل الأعراف
بين الأرض والسّماءْ
جَبَلُ الأعرافِ فِلَسْطينْ
وعند قمّتِهِ
فُرقانُ الدّماءْ
وصلاةُ النّور في هيكل الحَمَأِ المَسْنونْ
***
في فِلَسْطينْ
جنّاتٌ وعيونْ
وأيادٍ تحرسها العيونْ
وحقولٌ لا تبورْ
وثغورٌ تدعو لِثُغورْ
ودماءٌ تلبس ثوب الماءْ
ورجاءٌ يتلوه رجاءْ
***
في فِلَسْطينَ مرايا
لِلغُرفِ العُلْويّة يسكنها الشّهداءْ
وفيها ينسج الحَمامُ التّكايا
وفيها أورادُ دماءْ
وفِلَسْطينْ
حَبَسَتْ هذا الموتْ
في أوحال الطّينْ
وبأعلى صوتْ
نادتْ حَيَّ على الجهادْ
فاسْتيقظ الرّمادْ
جَرَسًا وأذانْ
واسْتدار الزّمانْ
برتقالًا وزيتونْ
***
فِلَسْطينُ وقْفُ اللّهِ، قالَ الغمامْ
لن يَعطش الزّيتونُ والبرتقالْ
وقالْ
لن يترك اللّهُ وَقْفَهْ
والسّيفْ في القدس أقامْ
صلاةَ الصّليل ونادى:
لن يكسر اللّه سيفَهْ
سيعود للأرض المباركة السّلامْ
***
فِلَسْطينُ وُكْنَتُنا، قال الحَمامْ
هديلُنا الوجْدُ
لن يقتلنا الحقدُ
سَجْعُنا لِلْحُبّ الضّرامْ
رجْعُهُ للحقدِ موتٌ زؤامْ
فِلَسْطينُ قبيلتُنا
وفي كَهْفها يَحْلو المُقامْ
–×-×-×-×-×-×-
يا حزنها المدفون
يا حُزْنَها المدفونَ فيَّ تعالَ خُذْ فرحي الغمامْ
واهْطِلْ على حَدَقاتنا
واشْربْ ثُمالتَنا صبابةَ واجدٍ
أقرِئْ أحبّتنا الهُيامْ
لِلْعابرين إلى سنا أفراحهمْ
قلْ يا غمامْ
خصبًا سيولَد جرحُنا
سنُعيد تكوين المَدى
ونُعيد للأرض المباركة السّلامْ
***
يا حزنها المدفون فيَّ تعالَ خُذْ فرحي الصّهيلْ
وتعالَ أسرجْ هذه الأفراسَ نحو دموعِها
طوبى لِغَزّةَ حين يَسْكُنُها الهوى
طوبى لِغَزّةَ حين تَذْكُر أُمَّها:
أمّي فِلَسْطينُ الشّريدةُ في الفَيافي، أمّيَ الثَّدْيُ الذي رضِع الهواجرَ في متاهاتِ النّخيلْ
ثمّ استظلّتْ جُرْحَها
شجرًا تُساوِرُهُ اللّظى
وتَلَتْ من«الإسراء » ما يشفي الغليلْ
أمّي فلسطين التي تَأْبى زَكاةَ القاعِدينَ ومالَهُمْ، ستقول مِنْ ألَقِ الرّكامِ:
– أنا على فَتْوى دمائي-
لستُ مِنْ فُقَراءِ أبناءِ السّبيلْ!
أمّي ستوقظ سَيْفنا
من غَفْوةِ الصّدأ الذّليلْ
أمّي ستُرضع ما تبقّى مِن صليلْ!
-×-×-×-×-×