” مساحة الحياة “
بقلم : د. قاسم قاسم
-×-×-×-×
في لحظة قدرية فقدت زوجها في حادث سيارة ، ووجدت نفسها فجأة تربي طفليها ، وحيدة لم تعمل قبلا ، تزوجت وما زالت طالبة فكيف ستتحمل غيابه؟ وكيف تعيل اسرتها، غاصت في الالم , نامت في سرير الحزن وكانت الدمعة رفيقتها الوحيدة.
في احدى الليالي ايقظها ملاك وقال لها بصوت خافت وحنون:
يا امراة كفي عن البكاء ، المنزل بحاجة لدفء وجودك ، اصبري وتصبري.
تدحرجت افكارها حتى اصابها الصداع .
في يوم من الايام تقدمت بطلب وظيفة،وحين حصلت عليها بكت وفرحت في آن واحد.
فشمرت عن ساعديها وصارت تخرج الى عملها وتعود وكلها لهفة لتطعم طفليها .
في المكتب الذي تعمل به ، كانت تقف قرب النافذة تطيل النظر في مساحة الحياة، تتنهد ، ومع كل غصة كانت الايام تدور ، ويدور بفضل نشاطها عمر ولديها .
فها هي اليوم امراة تشرف على ادارة مصنع يضم عشرات العاملات والعمال ، وعندما
تشلح جسدها في المساء ، تعانق صورته ،ويغمرها شاباهابحنان لا يوصف.
قصة واقغية ومفيدة لكي نأخذ منها العبرة والحكمة …
عمل جديد رائع للدكتور قاسم قاسم
ما أجمل مساحات الحياة الإيجابية للوقوف والتحدي التي تهديها لنا دكتور قاسم.
جميل جدا المضمون كما المعنى.
اما اسلوب التعبير فرائع كالعادة.
الحياة القاسية التي تصنع أناس اقوياء يتحدون الأقدار فيسطع نجمهم في عتم اليالي.