التاريخ: 19/05/2021
المقال رقم 20/2021
مـــا إسـمــــك؟
بقلـم: رشـا بركــات (رايتـش) – حكايــات رشـا
“ضيعنـي دربـي، ضيعنـي إسمـي…”
من قال أنه ليس لي إسم؟ من قال أن دربي ضائع؟ من قال أن عنواني خائر؟
أنا الدرب
وعندي عنوان …عندي سماء وبحر ونهر وصحراء وأرض
أنا الإسم….
حكايتي اليوم عن تسميات لمدن وقرى فلسطينينة تغيرت، غيَر أسماءها الإحتلال ليقضي على كل شيء، على تاريخ شعبنا الفلسطيني بكل حذافيره، على الوجود وعلى روح الأرض ونفحات أهلها الأصليين. فالمقاومة ليست فقط سلاح، أنا ابنة مدينة يافا لم أحمل يوماً بارودة صيد حتى، لكنني شرسة في مقاومتي.
لقد علم الله سيدنا داوود عليه السلام كيفية صناعة اللباس الحديدي الخاص بالقتال، الدرع. والسلاح واجب للدفاع عن النفس في حالات القتال المباشر في الساحات. هذا أمر لا نقاش فيه، لكن هل تطلعاتنا يجب أن تكون فقط حول السلاح؟ وهل السلاح هو فقط المشتق من المدمرات؟ لا. بل العلم سلاح، الثقافة سلاح، فتعددت طرق ومفاهيم السلاح الذي من واجبه أن يكون عاملاً داعماً لأي نظريات وايديولوجيات دفاعية أو حتى هجومية.
نحن كشعب فلسطيني، سلاحنا هو فقط دفاعياً لا هجوميا. نحن المعتدى عليه ولسنا المعتدي.
أما أنا، فسلاحي الخاص يظهر في كتابتي. سلاحي هو فضح الإحتلال بكل ما يدعيه ومحاولة “فكفكة” براغي بيته الغير مشروع. ذاك البيت الذي تم بناءه على جثث أهالينا أو ذاك البيت الذي تمت سرقته بالعنف ووفقاً للإدعاء الكاذب أن الإحتلال يمتلكه! الإدعاء الكاذب هذا، امتد ليشمل تغيير أسامي المدن والقرى الفلسطينية ومحاولة بناء تاريخ جديد لها وحكايات مضحكة فعلاً!
كيف يضحك الإنسان على نفسه؟ كيف له أن يكذب الكذبة بمنتهى الهشاشة ويصدقها؟ نعم أستعمل مصطلح هشاشة عن قصد. لأنه هل من المنطقي أن نحاول محو ذاكرة وأرشيف مثبت؟ هل من العقل، التعدي على التاريخ – الحاضر؟ أراه هلوسة وجنون….أراه غياب تام للمنطق ومقارعة للذات بغير جدوى…
أرشيفنا لم يمت بعد ولا نحن متنا. بل كل الموازين التي عوَل عليها الاحتلال انقلبت عليه…فأنا من الجيل الثالث لم ولن أكل ولا أمل من فضح محتل أرضي وكذلك الأجيال الأصغر مني، الرابعة والخامسة وحتى الأطفال الرضع من شعبنا، وها نحن نشهد اليوم مقاومة باللحم الحي في المدن الكبرى التي احتلها العدو وجعلها ركيزة “كيانه” على عدة مستويات. مثل مدينتي يافا التي أسمى أجزاءها ب “تل أبيب” بينما تل أبيب كان شارعاً عادياً في شمال يافا فيه من أهلنا اليهود الفلسطينيين. الأمر المحزن، أن ما يقع أغلب الغير أكفاء فيه والذين يتكلمون باسم شعبنا هو محاولة ترجمة اسم تل ابيب إلى العربية فيقولون أن اسمها الاصلي هو “تل الربيع” وهذا ما يفقد مصداقية شعبنا المظلوم عبر الراي العام العالمي وحتى داخلياً للذين لا يعرفون.
من هنا، أعود وأذكر بأن السلاح ليس فقط وسائل التدمير حتى ولو كنت مع استعماله في وقته المحدد والمطلوب ووفقاً لخصوصيته. فالسلاح الأقوى هو في العلم والثقافة والبناء الإنساني في سبيل تقدم المجتمعات والدفاع عن قضاياهم بمنتهى الحرص والقوة والدقة والذكاء إضافة إلى الشق النوراني الذي قد يغيب في كثير من الإتجاهات.
ما فعله الإحتلال أمر يجب أن يقاومه الأكفاء فعلاً والوطنيين فعلاً وليس تجار القضايا ولا المساومين ولا من لا يؤمنون بأهمية المحبة والتآخي والتطوير الإنساني بعمقه.
ولكي لا أطيل بمقالتي، فكما عودتكم، أحاول أن أقدم لكم المعلومات الدقيقة على طريقتي الغير كلاسيكية والتي تصل إلى كل المستويات الثقافية. هذا هو هدفي. فلنتأمل ونقرأ سوياً عن بعض الأسامي الأصلية الفلسطينية مقابل بعض التسميات المزورة من قبل الإحتلال كما يلي (لم أتسلسل بالتواريخ):
هذه عينة وهناك المزيد المزيد والشرح يطول لكن، وما النصر إلا صبر ساعة وبإذن الله سننتصر فهذا هو إسمي، هذا هو إسمي.