وأنا أجوب شوارع ذاكرتي كانت تستطيل مخالب الرّعب على أبواب المقدس فتاة كانت تبيع سنين عمرها التّسعة للأرصفة عروس تدثّر حبيبها بثوب أبيض لحين لقاء حين كان صاحب العرش يحتفي بقدوم باغية من دعاة السلام شاب يحمل رغيف خبز لمطحنة الموت حين همس له خاطر جوعه بالصّبر والثّبات أم تمتشق سلاح الشرف لتقاتل ثأرا لاغتصاب حلم البراءة في عيون اطفالها طفل انجبته سجينة حين راودها الوطن عن نفسه لم أنس ذاك الشيخ التسعيني ّ حين باغته الرصاص وفي غمر يديه حفنة تراب ..قربانا لحديث مع الرّب حين مساءلة قالوا سيأتي الربيع ممهورا بتذاكر العودة وما عاد إلا اسود ا أرعبه لون الخراب فولّى حين رأى طفلة في ركن دار مهدم تمسح الموت عن جثة أمها الّتي لم يسعفها الوقت لتنجب طفلها كان يحبو في رحم الموت لملاقاة اخوته الّذين لبثوا في المسجد الأقصى ولم ينتبه لهم النّهار فنسوا ان يستيقظوا كان الضّجيج يعاند غفوة حلم ممتد على غصن مائل:
من الجليل… إلى الخليل ليتبرّك في بيّارة يافا ويرتوي من مياه عكا ويقيم عرس الماء على ضفاف الدّمع في حيفا كانت تل أبيب تشرع أبوابها للهوادج المحمّلة بوصايا الدرّة وحصى فارس الذي عاد على متون الموت ليقف غريبا على شرفة وطنه قطعوا عنه الطريق ذات موكب يحمل اتّفاقيات سلام بقي واقفا اذ لا يملك صكا للعبور ولا دبلوماسية الأتفاقات فمات وحيدا في مساحة العراء ولا زال الحاكم العربي يزغرد للرّبيع ولم يدر انّ الرّبيع انتحر حين فضّت بكارة فلسطين أمام كل الفصول الوقحة….