ينشر موقع ” ميزان الزمان ” قصيدتين للشاعر العراقي ابراهيم خليل ياسين :
-1-
ضفائرها تجهش بكاء
-×-×-×-×
مشطت ظلي
بأضواء عناوينهم
ومسحت غبار
أعوامي بأحلام
يتطلعون بخشوع إليها
من نوافذ الجرائد
وعبر مرايا التلفزة
كانت أمانيهم تتسابق
جيادها مع الريح معلنة
إنها سترسم موطنا لكل
من ظل يستحم في
جحيم العراء ولهاث التسكع
لم أعلم إن الشمس
بعد أن ارجأت
بزوغها إلى
إشعار اخر
كان محض يافطة مثقوبة
وإن ضفائرها وجدت
أسيرة جيوبهم
و بقيت تجهش في البكاء
على من إفترقت
عنهم قسرا
-2-
قصر إمارته…
في وسامة وجهه
إبتسامة عينيه
إناقة بدلته
و مرح رقصاته كطائر
يمتشق النجمات
و ينثرها في جبين الليل
و إنزواءه المعتاد
في كنف النوافذ النائمة
ظلت الصورة تلاحقها
عرفته أميرا
وسكناه قصرا في القلب
ورعشة تسري في دمها
تتحلق حوله
كل بحار الكون
وغابات عدن وجنانها
رغم نفق المسافات
مازال يتزاحم في عينيها عصف الجري
وظل صبيان في محطات تخشاها
كل فصول العمر
كيف تقاسما رحلاتها ؟
وحجم سيل الأسئلة
أبت تلك الصورة
أن تهرب عنها
وفي لحظة صمت
قرأت هزيمته
في عيون همس مريب
طالعته في دمعة
ترجلت عند سرير سطر
من تلك الورقة
كنت أخشى عليك من نفسي
وها أنا بانتظارك
و لم اكف ابحث عنك
بين جمرات ترقبي وإنتظاري
وفي وجوه تشظى أحلامها
وباتت أسيرة سحب دخان
يتصاعد فجرا
وعند المساء تنام تحت الرماد
ظلت قوافل تأملاتها
تحفر في كل جدار
بحثا وتوجسا
عسى أن تراه طيفا
يمر بين رموش الأزقة والشوارع
التي كانت تفرش ارصفتها لهما
رذاذ أمطار تجري وراء
كل خطوة تتبارى فيها
مع من حاولوا نصب حواجز لأمل
مازال على قيد الولادة