…أطلت الكاتبة كارولين زعرب خلال شهر رمضان المبارك في فقرة ( الحكواتي ) وذلك عبر برنامج ” أحلى صباح ” في تلفزيون لبنان حيث روت لنا حكاية من تأليفها ولعبت الشخصيات على الطريقة الحكواتية لتدخل في شخصية وتخرج من أخرى باسلوب تمثلي روائي ممتع .
وكان صدر للكاتبة عام 2018 سلسلة من حكاياتها في كتاب حمل عنوان ” كركر خيطان ” باللهجة المحكية اللبنانية قالت في كلمة الإهداء :
ماما
فَتَحت علبة الخياطة
نَدَهلي كركر الخيطان ونَدَهتلي الإبرِة
أخدت أول خَيط وعبَّرت الإبرِة
وقَطّبت أوّل قطبِة
والكركر كريم قلّي ما تخافي
بِ غراضها حْبِكي حروف الهديّة
وشو هيّي الهديّة
قصص محبوكة بْ خيط حنّيّة
وقصص طرّزتها بِ دموع عينيّي
وصارت خبريّة تْجِرّ خبريّة
وقطّبت آخر قطبة
وْخُلِص كركر الخيطان
وصار هوّي الهديّة
ومن قلب مشتاق بقدِّملِك هيّي.
مقدمة الشاعر حبيب يونس :
وكان الشاعر حبيب يونس قد كتب مقدمة للكتاب قال فيها :
قَلْب كارِجْ عَ الْوَرَقْ
وَحْدُنْ الْبَساطا وِالْعَفْوِيّي بيأَلّفو الجَمالْ.
كَأَنّو كَرْكَرْ الْخيطانْ قَلْبْ… وْعَمْ يِكْرُجْ حِبْرْ، قِدّام عْيونّنا، عَ الْوَرَقْ.
هَيْك قْريت كْتاب كارولين… أَوْ بْقِلَّكْ عِلْبِة خْياطِتا، وْحِيَّكْتْ مَعا بْإِبْرِةْ شَوْق غْياب سَعْدى، إِمّا، وْلَمّا كَتَبِتْ آخِرْ حَرْفْ فيه، وِوْصِلْتِلّو، وْقَبْلْ ما إِغْلُقْ الِكْتابْ، شِفْت وِجّ سَعْدى اللي ما بَعْرِفا.
وْما عْرِفْتا إِلّا مِنْ قِطَبْ كارولينْ، هِيّي وْعَمْ تِتْسَلّى بْكَرْكَر الْخيطانْ، وتِتْشاقى مِتْلما كانِتْ هِيّي وْطِفْلي، لا الْمَدى سايِعا، وْلا الزَّمَنْ. وَحْدو حِضِنْ سَعْدى، كانْ يِخْتِصِرْ كِلّ الْمَدى وْكِلّ الزَّمَنْ. وَحْدو كان الدِّني.
تاري الْقِطَبْ بِتْرَجِّع الْغِيّاب مِنْ جِرْح. بِتْرِدُّنْ مِنْ غَصّا. بِتْجَمِّعُنْ بِدَمْعا…
يا بيصيرو كْتابْ،
يا بيصيرو كَنْزي تْدَفّي روح مْصَقّعا عَ غْيابُنْ… كَأَنّو نِحْنَ الْمَوْتى، وْهِنّي الطَّيْبينْ، وْفينا عايشينْ، تَ نْحِسّ بْطَعْم الْحَياةْ، وْلَنّو كِرْمالُنْ.
مختارات من كتاب ” كركر خيطان :
تركيني نام…..
كانت ماما تقلق كتير وتضلّ تعيّطلنا بْ اللّيل
وكان اللّيل من حصتي مَعا
كانت قد ما تعيِّط عصِّب وعيِّط عْلَيا
ما بقى تعيّطيلي …. بدّي نام يا إمّي … بدّي نام م م
ومسكينة… تعبانة ….بدّا تبْرُم من ميل لَ ميل
بسّ صارت تْشِدّ عَ حالا لَ السّاعة 6 الصّبح
ومتل صياح الدّيك…. كوكو…
يا كوكو…يلّا فيقي يا إمّي
في يوم عْملْت حالي مَنّي سامعة ….
يا كوكو… فيقي… فيقي بْروميني …
ما تَعمْلي حالك مش سامعتيني ….
دخيلك يا إمّي ما بقى فيني ….
وضلِّت تْعيِّط… وأنا ما رِدّ
وبْسمَعا عم بْ تغنّي:
على دلعونا وعلى دلعونا
تْعبِت يا بنتي يلّا برومونا
فْقت… مْسكْت محرمة بِ إيدي.. ودَبَكتلّا:
على دلعونا وعلى دلعونا
ضلَّيتي تْصَرّخي تَ فيّقتونا
ضحْكِت…. وردِّت:
على دلعونا وعلى دلعونا
الله يصبِّركن ما تواخِذونا
وما لحّقت قِلّا ….إنتي ما تواخذيني
عَ كلّ مرّة تْخَلَّقت لأنِّك فيقتيني
دعاية نيدو…
مين مش مارق فِيا
مين هوّي وعم ياخذ شهادتو
ما تْطَلَّع بِ إمّو وضحكتلو
بِ هيداك النّهار أنا كنت معصّبِة…زعلانة
كِلُّن أهلُن عم بِ فوتو عَ التخرُّج
بِ فَتْشو عَ ولادن ويروحو لعندن
وأنا وحدي…
عيّطولي بيِّك برّا…. بدّو اياكي
رحْت… ساعدتو…حْملْت إمّي معو
فَوَّتْناها عَ القاعة
وهَربْت عَ الحمّام إبكي
لحقتني صاحبتي رمزة
عيَّطت عليّي
قالت لي …..عم تبكي…
إنتي لازم تضْحَكي مش لازم تبكي
فلانة أهلا ما إجو يحْضَرو تخرُّجا
إمِّك مع كل مَرَضا ما قبْلِت إلّا تجي
وصِل دَوْري
طْلعْت عَ المسرح
وأخدِت شهادتي
وتْطَلَّعت فِيا
كانت قاعدة كتير بعيدة
بسّ حسَّيت عيونا حدّي
وقَلْبَا غمَرني
كانت عم تحاول
بِ قدّيش عندا من قوّة
إنّو تزقِّف لي
أخَدِت الشّهادة
ونْزلْت بِ نصّ المسرح
والعالم عيونا عم تقلّي
مش من هون لازم تْنزَلي
نْزلت ورْحت لَ عِندا
وقلتلّا بِكَفّي
ما بقى تْزَقّفي
قلبك زقّفلي
وبسْتا من قلبي
وعطيتا شهادتي
ورْجعْت عند رفقاتي
وبَعدني لَ اليوم بسْمَع زقفة قلبا
قَوْلكُن خبَّرتا كفاية إنّي بْحبّا
حروف الأبجديّة
ما كِنت هلْ قد حبّ حروف الأبجديّة
وما كِنت إدرُس عربي بِ جدّية
شو يعني حرف…
شو يعني كلمة…
مادّة العربي من أساسا
كانت آخر همّي
ومرْضِت إمّي …..
مرْضِت وما عاد فِيا تحكي
ولا كلمة
وع ورقة كَتَبْتلّا
الأحرف كِلاّ
وبس بدّا منّي شي
تْدِلّ ع الحَرف وتقلّي
وبليلة عِرسي وما بنسى هَ الليلة
لْبستلّا الفستان والطرحة
وسألتا حلوين عليّيِ
غَمَّضِت عيونا وضحْكتلي
وبِ إيدا عَ الورقة ومْيِتلي
من حروف الأبجديّة
نَقّتْلي كلمة هديّة
إصبعها يبرُم من حرف لْ حرف
باءٌ.. حاءٌ… باءٌ… كاف
دلِّت عَ كلمة بحبِّك بْ حنّيّة
ومن وقتا صار الحرف يعنيلي
وحْملْت أحرُفا معي دخيرة
واعْتَذَرت من حروف الأبجديّة
إبرة وخيط
ياما قلتي لي عبّي لي هَ الخيط بْ الإبرة وتْخلَّقت…
ياما قلتي لي عبّي لي هَ المكّوك بْ المكنة وتأفَّفت…
ياما عَلَّمتيني إلقط زاف فستاني وشو بِربَرْت….
وشو كنت إلِّك أف يا إمّي… حلّي عنّي …
أنا ما بحبّ الخيط ول إبرة…حلّي بقى عنّي..
أنا بِ بيتي… ما رَحْ يكون في عندي
لا علبة خياطة ولا كَركَر خيطان
أنا ما رح كون أبدًا من هَ النسوان
أنا مقصّ ما رح جيب عَ البيت
وبسّ رحتي يا إمّي
رَكضِت عَ خزانتِك شَمشِم غراضِك
شفت عْلبِة الخياطة…حطّيتا بِ حضني
نِيّالا… كانت كتير تقْعُد بِ حُضْنِك
ريحْتِك فِيا يا إمّي
غَمرْتا وجبتا معي عَ البيت
وفجأة…
صارت الإبرة رفيقتي والخيط حبيبي
وخَبَّروني…
خَبَّروني خبار خبار
خيط المحبّة يفشي الأسرار
وإبرة الوفا تتبادل الأدوار
ونزْلِتْ دمعتي
عْرفْت حكايتي
إبرة وخيط
حقّ شهادتي