في غياب الراحل، الشاعر والأديب والمناضل بلال رفعت شرارة – أحيت ” الحركة الإبدعية/ كندا والعالم” ذكرى الأربعين وأنتجت فيديو في المناسبة مع نشر سلسلة من النصوص والكلمات التي حاكت مسيرة الراحل الوطني والثقافي الكبير .
اربعون يوما مرت على رحيلك، وسيليها ايامٌ وايام، ولا كلام يفيك حقك .. أنتَ في الغيابِ حضور، بل انت الحاضر دائما في البال والقلب والكلمة والشِعر
الحركة الإبداعية – كندا والعالم تشكر كل من ساهم بإحياء هذه الذكرى عبر الڤيديو المرفق، سواء بالكلمة او الصوت او كلاهما معًا.
*الفيديو من أعداد وتنفيذ شقيقة الراحل، الشاعرة رندة رفعت شرارة ومساهمة أصدقاء الحركة الإبداعية – كندا والعالم، رواد الثقافة والادب، بكلماتهم ومشاعرهم
تحية للأحبة المشاركين وللأصدقاء والشعراء والأدباء التالية اسماؤهم ولمحبي الراحل الكبير الشاعر بلال رفعت شرارة والأوفياء له، ولكل من وثّق ونشر وقرأ:
——————-
لمشاهدة الفيديو الضغط على الرابط.ادناه :
من مونتريال، كندا الشعراء: جان كرم، جويل عماد، رندة شرارة وعايدة كرباج
من الولايات المتحدة الأميركية : الشاعرة اوجيني عبود حايك
من استراليا الشعراء: د. جميل ميلاد الدويهي ومريم شاهين رزق الله
من لبنان:
١- عائلة الفقيد: الإعلامي حسن، صفا ونغم رفعت شرارة
٢- الشعراء والادباء : اكرم شريم، أمال معوض فرنجية، إيمان صباغ، د. جوزاف ياغي الجميل، سليمان يوسف ابراهيم، شادية جباعي، فاطمة رضا، فاطمة عباس، علي صلوخ، د. عماد يونس فغالي، د. محمد بسام
*** تم ترتيب الأسماء في المجموعات حسب الأحرف الأبجدية ومع حفظ الألقاب
المشاركات والنصوص:
يــا موت يــا غدار يــا قاســي
خـوفـت اهـلي وحـزنـت نـاسـي
يـامـوت ظـمك طـال كـل الـناس
جـوعـك قـديـم وقـلـبك نـحـاسي
صـالي لـنـا يـا مـوت عـالمـتراس
المركب عـلى شـطوط الـعمر راسي
مـا فـي حـدا طـالـع بـوجك راس
وما في حدا مـاضي ل إلـك نـاسي
ما فيك لا شفقة ولا إحـساس
كـل يـوم عـم بـتزورنـا يـا مـوت
وبـعضنا كل يـوم بـنـواســي
عمر البشر عالأرض مهما العمر طال
نـحـن تـراب، تـراب رايـح لـلـزوال
بس ل بيبقى بهـالدني الـصيت الحـميد
وصـورة رح بـتبقى عـن الـراحـل مـثال
يـا بـلال ل كـنـت حـابـب عـالأكـيد
إلـتقي شي نـهـار فـيـك بـكـل حـال
غبت عنا وتـركـت إلـنا رصيد
بإختك، بـرندة، بـالمزايـا، بالـخصال
مشوارنـا مـن الأرض لـلجنة بـعيد
تـركـت الـدنـي وطـلعت ع مجـد الـسما
تـارك لـنا الـسمعة الحـميدة يـا بـلال
الـشـاعـر جـان كـرم، مونتريال – كندا
Jean Karam
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباحُ الخيرِ يا بلال
يا قمحَ الحقولِ
المجبول بعرقِ النضال
يا نبضَ السهولِ
الذي يقولُ
ولا يُقال..
انتصفَ النهارُ يا بلال
والناسُ في جدال
بعضهم ينشدُ الرحيلَ
وبعضهم يشدُ الرِحال
وحدكَ تكتبُ الشعرَ
بالأفعال
ويضمكَ الفكرُ
وتحتضنكَ التلال ..
وعصاكَ التي مشت معكَ
كم زينَت الترابَ بالجمال
وكم في أرضِ الجنوبِ
جالت معكَ تفكُ القيودَ
وتنزعُ الأغلال
أيا بنتَ جبيل
اشهدي على الأبطالِ
هذا جبلُ عاملِ
وهنا مقلعُ الرجال…
مساء الخير يا بلال
يا قمراً
بدراً
أيها الهلال..
يا شجر اللوز
وخشب الأرز
وغفوة العرزال
تشتاقكَ الكروم
والنجوم والأقوالُ
والأمثال
نم هنيئاً كالأطفال…
تُصبح على لقاءٍ
يا بلال……
الشاعر جويل عماد، مونتريال – كندا
Joel Imad
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ
خيي ورفيقي بلال
اربعين يـوم مـرقوا على رحيلك، ولـو مـرق الـعمر كله رح تبقى بـالـقلب والـبـال مـا تـخيلت حـالـي بـيوم عم إجمع شو الكتب عنك، وأنـت الـلـي تـعودت تـعزم الحـروف لـعندك وتعمل منها قصايـد مـشكلة: شي أرض، شي سماء شي وطـن، شي حب، شـي تـراب، وتجـمع حكايـتـنـا بـقلب كـتاب تعودت تنده ع قطر الندى تيضـل وراق الـفصول، وتنطر الـدوري تينقر ع شباكك عند الفجـر وتشـريـوا سـوا قهوة ع طـعـم الـخب مين تركت يحرس محلك بيادر الشمس ع تـلال فلسطين وبـنـت جـبيل، ويـديـر بـالـه ع الـزعـرورة بـأرض الـدار؟! مين رح يـكتب حـكـايـات المجـد، ومين رح يـحـاكـي الـضيع يمواسم الحـروب ويـمسح دمـوعـا بـكلماتـه الـلـي بتشـبه دقـات الـقلب؟! صـار الـفراغ قصة الإيـام، وصـار الـخوف من بكرا عم ياكل قلوب الناس ويسرق احـلام الأطـفال قـبل مـا يـذوقـوا طـعم الحـلم .. جـايـي تـيـاكـلنـا الـجوع وجـايـي الجـراد تياكل الباقي عن الجوع… وشـو بـعد؟!!
يمكن كـان قـلبك حاسس انـو ساعة الرمـل مـا عـادت تـعرف تحسب، وان دفـات الـوجـع القـوى. يمكن زهقت من النظرة عـبواب الوفا، ومـا عـاد بـدك تتجاهل الكذبـة الكبيرة اللي اسما “يمكن” و”يا ريت”
بآخر مشوار إلـي عـلبنان كنت اطـلـع مـعك وعيونـي عـليك، كنت كأنك أخـذ قرار مـا تـحكي … ولـمين وشـو بـدك تـقول؟ .. ما الحكي مـا عـاد الـه مـعنى وانـت لخلصت مـن زمـان كـل الـلـي مـمكن يـتقال.. كانت عيونك عم تكشف كل الاسرار، لكن الـلـي حـوالـيك مـا كـاتـوا عم ينتبهوا للغة العيون… كنت تـعرف وتـبتسم، ومـرات
تكرج دمـعتك لما تلاقي رسالتك وصـلت لحـدا. بعنا عم نسهر سواء وبـعدو خيال الأمـل نـاطر شي فجـر مـلؤن بالفرح نيرسم بسمه ع شفاف كل اللي بيعرفوا قيمة الوطن. ما بعرف شو رح تـقلي بنت جبيل لما شـوفـا بـيوم من الايـام، ومـا بـعرف اذا رح اقدر فيق قبل الضو وإشـرب القهوة عـالـبرنـدة لحالـي وانـا مـتعودة تكون سـابـقني وقاعد قبالي .. لما ما لاقيك رح اقنع حـالـي الـك ضحكت عـالـشمس وسكرت الـبـردايـة وعامل حالك نايم، ورح ظل فيق كل فجر والـطر .. لأنك انـت الـلي الـلي عـلمتنا الإيـمـان بـان الارض بتبقى حـتى لـو فـلينا وان
عمر كل واحـد منا هو “نوبة حراسة” لـحتى يخلص وقته ويسلم الأمـانـة لـغيره إنـت بـقلبـي عهـد ووعـد، بـأن الحـرف مـثل الأرض أمـاتـة ولازم ينقل من جيل لجيل، ورح نبقى عالعهد
الحكي الـلـي بـينـاتـنا مـا رح يخلص .. قدامنا ليالي من وجع الناس وحـزن الناس وفـرح الـناس، وايـام مـن الـزرع والـحصاد، ومستقبل ولادنـا الـلي لازم تعلمن ان الأرض هي الحضن والأمـل، وانـهن مـهـمـا بـعدوا لازم يكون الـوطـن ساكن بقلويـن
واحـلامـن.
رح إشـرك السطر بلا نقطة لأن الخبريـات أطـول مـن ألـف حـكايـة وحـكـايـة، ومـن الـف كـلمـة وكـلمة، ومـن الـف دمـعة ودمـعة، ومن دقـات الـقلوب وأطـول مـن الـوقـت بـين الشـروق والـغروب
الـطرنـي دايما .. لتكتل القصة
بحبك كثير!!!
الشاعرة رندة رفعت شرارة، مونتريال – كندا
Randa Rifaat Sharara
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
آخ لو فيي انا يا موت
اوقف بوجهك امنعك
تسرق من حبابي حدا
وعبيوتنا ما تفوت
ما شبعت تسمع صوتنا
عم يشتكي
ما تعبت من
صوت البكي
نشفت بعينينا الدموع
والقلب صعبة يحمل وموجوع
بيكفي بقى
بيكفي يا حزن
يا ريت فيّ امنعك
تاخد حدا مني
وعبيوتنا تفوت
ومن هالدني امحيك
لكن يا حسرة هالقلب
لرب السما بيشكيك
بيكفي بقى يا موت
الشاعرة عايدة كرباج، مونتريال – كندا
Ado Kerbaj
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكبار ما بيفلّوا
بفيّة الحبقة بيفيّوا
بيتركوا صدى
وكمشة دفى
ببتركوا حروف
ما بتموت
بيتركوا كتاب العمر مفتوح
بيحفروا اسمن
عا شجر الحور والسنديان
كلماتن مراية وجدانن
وفكرن
المتأصّل بالشهامة والعنفوان
الكبار
أصحاب الضمير
ما بيخافوا
لمّا العاصفة تدق بابن
بيكونوا ناطرين
عَا ضو شموعن سهرانين
ما بيخافوا
لأنن زرعوا بيادرن
بعرق جبينن
زرعوا الوفا
وخرطشوا عا دفاترن
بحبر الروح
كلمات خالدة
ما بتموت
بتشبه العيد
وموسم الحصاد
بتشبه شتي أيلول
وريحة الأرض المشتاقة
للخير
للندى
لغمرة حنين
لفنجان قهوة
لصبحيّة عا مصطبة
لكروم العنب والتين
لبساتين الخير
لحقول القمح
يلّي بتلمع متل الدهب
الصور زوّادة العمر
مكدّسة بالذاكرة
بتصير متل الكنز
لمّا بيتدخّل القدَر
بيوقّق القلب
وعقارب الوقت
وبتكرج عالسكّيت دموع
ستّ
حاملي باقة زهور
عا دراج منسيّة
بمنديلها عم بتلوح
وبغصّة عم بتقول
بخاطرك
بخاطرك
شو صعبة الغربة
يا خيّي..
الكاتبة اوجيني عبود حايك – الولايات المتحدة الأميركية
Eugenie Abboud Hayek
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما بيْوقف الشاعر قدّام مراية عدَم، والحبر ما بييبس عا شطوط العتمه. وإنت بتروح وبتجي مع الريح، مع زهر اللوز اللي مفتّح عند البيوت العتيقه، وبتغنّي مع طيور بنت جبيل، مطرح ما كانو الفرسان الطوال يكتبو باللون الأحمر ملحمة وطن غالي كتير. يا بلال شرارة. عصاك بتنوّر المدينه. لا تترك سهول القمح عم تبكي. خلّي الكلمه تضْوي فوق الجبال، والشمس ما بتطلع إلاّ من كلام الشُّعرا… ومين قال إنّو الشُّعرا بيموتو؟ شفتهُن بعيوني عا طريق بعيد… عم يدعسو عالموت، تا يخلقو من جديد.
ما بيترك الشاعر السفينه، والبحر… هوّي بيغمّض عيونو دقيقه تا يحلم بكنوز مخبّايين بجزيره مجهوله، وبيشتري من السوق إسوارة العروس… وبيعمّر بيوت لناس مشرّدين، ما عندهن بواب، ولا لعب لولاد الزغار. كلّ حرف كتبتو عا المينا البحريّة، صار غنّيّه، وجنينة ياسمين… وبتقول الغنيّه إنّو إنت غيّرت مطرحك، وصورتك بعدا معلّقه عا حيط الخلود… وقامات الفرسان الطوال بين سطر وسطر بيضلّو واقفين، مهما يطولو السنين.
عِيرني محبرتك تا إرسم نهر، وطيّارة ورق، بركي بتاخدني عا بيروت… بركي بمْحي اللي انكتب، وبرجّع القمر لمطرحو. كان عنّا يسهَر، وما ينام، بسّ تغيّرو الإيّام، وحْملنا جروحنا، ومشينا… كيف هيك تسكّرو الشوارع، وما عاد الصبح يعرف وين نحنا؟ وكيف هيك شبابيك كانو يطلّو عالشطّ الأزرق، صارو يطلّو عالغيم والرماد؟
قولَك إنت تعبت من اللي صار، واللي بدّو يصير؟ قولك ضجرت من الكذبه اللي إسمها نحنا… وعم ناخد الكذبه معنا وين ما رحنا… في ناس بيموتو لأنّو كِبرو… وفي ناس بيموتو لأنّو العمر عم يزغر… واللي بقيو ناطرين عالطريق… كم يوم وبيروحو… وبتبقى وحدها الطريق.
هالسنه كانت وجع… ضباب أسود غطّى المفارق… والشتي صار بحيره، وفوق البحيره طيور سود كبار…أخدو الهوا منّا، والضحكه… قدّيش ناس ودّعْنا، وقدّيش ناس ما حكيو… راحو عالهدى، من غير صوت ولا صدى… والأحزان عبّو الكتب والجرايد، وصارو قصايد… وكلّ عنوان قصيده لابس تياب عتاق، والزرار دمع… هالسنه وجوهنا دابو من البكي… وكلما وقعت ورده من المزهريّه منخاف لا الربيع يتأخّر، والوقت يتكسّر. هالسنه رح يمرق تشرين، وما تزور أمّك الختياره… ورنده غليت القهوه، وشربت وحدها… شربت ذكرياتك، وصوتك، وحكاياتك… وهيي بتكتب القصيده الإنت ما كفّيتها… وقبل ما تبكي السما، بكّيتها.
د. جميل الدويهي – مشروع أفكار اغترابيّة للأدب الراقي سيدني 2021
Jamil Milad El-Doaihi
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالوا الحرف لابس عباية ليل
والسطر تاكي انهدّ منّو الحيل
وبوح الزهر سكتت ترانيمو
وفي نجم ساطع حدّ نجم سهيل
يا راحل وتارك سنا اسمّك
وفوق تلّ المعرفة رسمّك
ضويت بعتمّ الزمن قنديل
وتخلدوا فعالك قبل جسمك
ال متلك انت ما راح بعدو هون
بنور المحبة مشعشع بهل كون
وذكرك ابدّ باقي بعمق الكل
وفكرك عبق من مية لون ولون
انت الوفي والبيّ انتَ الخيّ
ونور وجهك ما خبا ولا شوي
معنا برغم البعد رح تبقى
متل الشمس والحب متل الضيّ
الشاعرة مريم شاهين رزق الله، ملبورن – استراليا
Mariam Shaheen Rezkallah
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
استعجلت الغياب
(خواطرُ في أربعينية أخي ومثلي الأعلى .. بلال)
استعجلت الغياب،
فمن يا أخي،
يلوّن المدى بصوتهِ
ويُناديني على كوب شاي؟
من يُطعمُ الطيورَ
إفطاراً من الخبزِ والفرح؟
وأينَ هو الذي يُجالسُه الصبحُ
ويقرأُ له مزاميرَ الشعرِ؟
من يُلملمُ أنين الرياح
على مدفأةِ الغرفة الأخيرة؟
من يثورُ
على دنيا لم تعد تُشبِههُ؟
من يدورُ
في حواري العشقِ
في بنت جبيل؟
ثم يحّطُ الرحال
على كتفِ واديها …
استعجلت الغياب،
فمن بعدكَ يتغنّى بصفّ الهوا؟
ومن يُنشدُ ساحة الهمّ؟
من يعيد لنا عقارب الزمنِ؟
وانتَ وحدكَ،
لا قبلكَ إلا الأخضرُ العربيّ
وثلّة من الأطهارِ
تناضلُ في سبيلِ الأرضِ
من يناجي فلسطين
ويحرسُ كرامتها؟
أستجدي منك عبر الشرفة .. صوتاً
حسووووون
أستجدي صمتاً .. إبتسامة
لكنك،
لم يعد يُشبهك الزمان
غُربةٌ
إنفصالٌ
ذهولٌ عن كل الأحلام
حتى المطرُ
لم يعد يروي
أنت ربما لم تستعجل …
بل ذهبت إلى صفاءٍ،
إلى حقيقةٍ مطلقةٍ .. لا رياء فيها
ولكني، يا أخي،
سأبقى، أستجدي وجهك
فرِحَاً
صاخباً لا فرق،
فلا أجدُ سوى جداراً يرفعُ صورة
والكثير من الذكريات
أجالسُ الشرفةَ في منزلَ أبي
وأرقبُك
تناقشُ
تستمعُ
تشتمُ
أبتسمُ .. وأتأوه وحدي ..
قُلتَ لي مرّة،
يا أخي،
الموتُ كالولادة
وجهانِ لعملةٍ واحدة
ولكنها يا أخي،
قاتلةٌ هي الظلالُ ..
أما الموت
فما الموت؟
مِعولٌ ينكشُ في روحِ الأحياء،
فلا يجدُكَ .. إلا
“سنديانةً عتيقةً
لا تكسرها عواصفُ الكلام”.
الأعلامي حسن رفعت شرارة، لبنان – شقيق الراحل
Hasan Sharara
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما مات أبي أخذ معه بعضاً مني وترك معي كُلّه، ترك أمي وإخوتي، تركنا عائله، اوصانا ببعضنا، لملم بعضه ومضى،
لكن عندما مات أخي لم يأخذ معه بعضُ من وصايا أبي فقط، بل أخذ الكلام واللحن، الحروف والنقط،
أخي بعثر قصائد الحب والعشق،
خبأ فلسطين بقلبه،
لملم زهر اللوز وثمر الوادي،
حمل بنت جبيل في روحه،
سرق مفاتيح قلوبنا ومضى،
كيف نجد الكلمات من بعدك لرثائك؟
كيف نكتب عن الحب وخفايا القلب وهم ملك يمينك؟
على من نتوكأ وانت الأخ والسند؟
مضى ايام وستمضى سنوات وأنت مغروس فينا كتلك السنديانه العتيقه،
سأراك كل يوم وساعة ودقيقه بجانب والدي، تبلسم جراحنا، تفرح لأفراحنا،
الى أن نلتقي ………..
السيدة صفا رفعت شرارة، لبنان – شقيقة الراحل
Safa sharara
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
“السعد أقبل مع نغم// انظر بلال قد ابتسم” (جدي المرحوم حسن فياض شرارة)
اسعدني الله بك فاحتويتني بحنانك، وانا سأحتويك الى الأبد بحبي ودعائي
اربعون يومًا مرت على فراقك تعلمت فيها ان الأرواح الجميلة ترحل بسرعة، وان اغرب ما في الفراق – الموت ذوقه الرفيع الذي يختار نخبة البشر، اولئك الذين نشعر عند غيابهم انه بامكاننا ان نضع يدنا على فمنا كي لا نصرخ المًا، لكن من الصعب ان نضعها على قلوبنا كي لا نتألم
الا تشعر يا أخي بوجع حنيني اليك، يا من عشقت فرحك وحزنك وتعودته
انت ما ترجلت عن حصانك ابدًا، سيبقى حبرك وتبقى كلماتك وأثارك الأدبية في قلوب المحبين.
نم قرير العين يا من صبرت على الوجع دون يأس، وهذا هو الاجر والثواب.
كم تمنيت لو يمنحك الله تعالى عمري وارحل بدلا عنك، لكن أملي لم يتحقق، ولا مردَّ لقضاء الله
مع دموعي ودموع ام بلال ندعو لك بالرحمة ولا يسعني الا ان اقول: يا جنات النعيم احتضني أبي وأخي.
الى جوار الرحمٰن يا حبيب الروح
الإنسة نغم رفعت شرارة، لبنان – شقيقة الراحل
Nagham charara
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَ مين تارِك هَـ المدى الأرحَبْ
لْ فيك ضاق وما كنت بـتمِلّْ
توسّــعو بحرف المدى الأســهَبْ
بِــ القـوافــي وريـقنا بتــبـلّْ
كنـت تتعَب لو شــفت مُتعَبْ
وبـتــجِلّ رايــة بُـعدها بـيــجِلّْ
كِنـت مَبنــي ما كنـت مُعرَبْ
بـتـعلّ رأي الغيـر مـا بتـعِلّْ
ب طيب الأصالِة شاعر مأدَّبْ
وشــرارتك فانوس يهدي الكِلّْ
وحيثَك بَلغت المجد بالمأربْ
تارِك تـراث الدهر لـو حَردَبْ
بتـجَلّســوا من عنـبرَك بالفلّْ
ويا أخت رندة لو انـهدّ الحَيـلْ
ودمعِك اذا بيجري وفاض السَّيلْ
مـا بــلومِـك جيـت تَــ جامِـلْ
بفقدان رايِــة من جبـل عاملْ
من تراب إمّْ الحَرف بنـت جبيلْ
الشاعر اكرم شريم، لبنان
Akram Chreim
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحية لروح الأخ والصديق بلال شرارة
لمّا الصديق بيموت، بتروح معه شقفة من القلب وبتبقى الذكريات تجرح الإحساس، وبيسكت الكلام. دموع العيون بتعبِّر عن الوجع، التنهيدة بتصرخ آخ يا خيييي.. والروح بتناجي ربها بلكي بترجع الايام ولو للحظة….
بلال شرارة شخصية فريدة ما ممكن تتكرر…. التقيت فيه على مدى يومين من خلال زيارتي لبنت جبيل مع اخته الصديقة الشاعرة الحبيبة رندة القادمة من غربتها بكندا…
كان متكي على عصاه متل الجبل اللي تاكي عأرض صلبة. جالس متل طفل صغير عتخته، عيونه عكل اللي حوله ووجهه بيطفح بالحنان
الشاعر والأديب والمناضل بلال شرارة والفارس اللي المنابر بتشهد له، رحب فيّ بكل لطف وابتسملي وانا تلبكت قدام هالهامة الثقافية الكبيرة وتمنيت لو كنت اعرفه من سنين… تأملته بصمت وشفت فيه انسان كله فكر وهو عم يحكي عن قيمة الثقافة والأدب وقيمة الكلمة .. كان لي الشرف يوقعلي مجموعة من دواوينه اللي اغتنِت مكتبتي فيهم كما اني كنت محظوظة بمعرفتي فيه، ولما ودعته ترك بقلبي أثر كبير وفرح عظيم وانا حاملة معي ثروة من فكره..
قراءاتي اللاحقة من كتبه خلتني اتعرف عليه اكثر وعلى عشقه للوطن والارض، وعلى الكلمة الصادقة اللي بتعيش معنا للأبد
بلال شرارة، باقي بقلوبنا وفكرنا الى الأبد
لروحك السلام
الشاعرة امال معوض فرنجية، لبنان
Amale Mouawad Frangieh
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقول رنده :
وراء الدموع كلمات..
وخلف الصمت وجع وصرخات..
همساتنا ستار للحزن والآهات..
ومع هذا كله لاتنطق الشفاه الا بكلمة
(صبر جميل )رغم ما احمله في داخلي من شتات..
ساحبس الغصه وتبقى الذكرى
تعيد إلى صدري هدوء وجوده
فيارب اجعلها آخر الاوجاع والاحزان
السيدة ايمان صباغ، لبنان
Iman Sabbagh
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ
أناشيد اللقاء
(قراءة في قصيدة الشاعر بلال رفعت شرارة، في ذكرى غيابه الحضور)
سأبكي قليلا ً
كما عادتي في الشتاء الاخيرِ
و حين يصافح وجهي المساء
كما عادتي في الحروب
أفتِّشُ عن مخرجٍ للرحيل
كما عادتي حين يدهمني الحبُّ
ابكي ، و ينكفئ الدمعُ في داخلي
ثم ابكي قليلا ً
و قلبي يغني
بلال شرارة
وقلبي يغني…قصيدة تختصر ثنائية البكاء الغناء، رمزي حياة الإنسان.
في قصيدة الشاعر بلال شرارة حزن غارق في أعماق الذات، متجذر في تربة خصبة بالدموع.
سأبكي قليلا..وقلبي يغني.
ما قصة اللقاء بين دموع العين وأفراح القلب؟
أتكون ازدواجية المشاعر في قلب شاعر، أم غناء طائر يرقص مذبوحا من الألم؟
أقرأ وصف الشاعر بكاءه فيعود إلى ذهني بيت أبي العلاء المعري:
ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة
وحق لسكان البسيطة أن يبكوا
تتكرر عملية البكاء ثلاث مرات. ورقم ثلاثة رمز هندسي يغلف مشاعر الشاعر المسكون بقلق وجودي مترامي الأبعاد.
وبكاء الشاعر متصل بالمطر، أو الشتاء. إنه شتاء الكهولة وهو يرى خريف حياته يقترب من محطة الوصول. وحده قطار الوقت/ الموت لا يعرف استكانة أو خمولا.
ثلاث مرات تتوازى وحياة الشاعر، في رحلة الوجود. إنها ثلاثية البكاء والشتاء والمساء. فهل يبكي الشاعر قليلا لأن دموعه جفت؟ وكيف يغني القلب وسط الدموع؟
ثنائية ثانية تعانق بوح الشاعر شرارة، إنها ثنائية الحب البكاء. ويتساءل القارئ: أيكون الحب المثقل بالدموع حبا عذريا من طرف واحد، أم هو حب يتجاوز الجسد إلى شرارات الروح التي تسير بالإنسان نحو اللاقرار؟
وتكتمل مأساة الشاعر في خماسية تختصر حياة الإنسان: الحروب/ الرحيل/الحب البكاء الغناء. إنها خماسية حواس الإنسان، في نضالها الحياتي بحثا عما وراء القشور. ووراء قشرة البكاء/ الغناء ينمو لب المقاومة والوطن.
الحب الذي أطلقه الشاعر شرارة لا علاقة له بالجسد، وليس حبا روحيا. إنه فعل إقرار ذاتي أن الغناء والبكاء وجهان لعملة واحدة، تدعى انشطار الذات.
في القصيدة حقل معجمي للحزن يسيطر على أرجاء الصمت الأسمى والأسنى. عناصره، بل أسبابه الكتمان والرضوخ لتلك القوة الهيولية النائحة في بساط ريح الذكريات.
تبدأ القصيدة بالبكاء وتنتهي بصرخة الغناء وهذي حياة الإنسان في مسارها الطبيعي من الولادة إلى الموت. والموت مفهوم لا يحبذه الشاعر، وإن كان يشتهيه. إنه الموت، عرس الشهادة، في سبيل الوطن.
قد يحزن الشاعر ويبكي قليلا لأنه راحل وقد حل المساء. ولكن قلبه يغني لأن في غيابه حضورا لا حدود له، في وجدان أرضه المباركة.
بلال شرارة، أيها الشاعر النبي الأبي، أراك تنبأت قبل موتك بعرسك السماوي الآتي على جواد النور الأسمى. بكيت لأنك راحل عن أرض الجنوب المقاوم. ولكن بكاءك أزهر حبا وخلودا لأنك، حيث أنت، في قلب الله. وقد تحول بكاؤك إلى تعزية لأن الأرض تحييها الدماء. كنت عالما علم اليقين أن بذار محبتك ستزهر بطولة في أرض الجنوب المعطاء.
أيها الفارس الغارس الحب المؤجل، آن لك أن تترجل. آن لغصن الزيتون الجنوبي أن يعانق أنوار المستحيل قبل الرحيل. أراك “تبكي وتضحك لا حزنا ولا فرحا” وينكفئ الدمع المعتق بالشذى النحيل.
أيها البلال المؤذن، ثلاثية الشتاء/ الحروب/ الحب تنادم ليلك الجنوبي، تضيء القلوب مشاعل ثقافة لا تطفئها الأعاصير. قاس شتاؤنا هذه السنة، ومثله الربيع. من يدرأ بعدك عنا الحروب، باسم الحب، ولا يبيع؟
وفي ليل الغياب الحضور، نداء بيلسانة النجوى، قصيدة من الأرق، تروي قصة شاعر، يفيض بالمشاعر، وضوع ضوء كحيل.
بلال رفعت شرارة، يدهمنا في رحيلك الشتائي الحب، فيغني القلب أناشيد اللقاء.
د. جوزاف ياغي الجميل- لبنان
Joseph Gemayel
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الباقي مُبدعًا!!
(في ذكرى الأربعين على غيابِه)
خادمُ الكلمةِ في شعَابِ الإِبداع كُنتَ، ومُتَنفَّسُ الحُرِّيةِ لفلسطينَ من شِغافِ قلبَكَ ومِداد حِبرِكَ خُطبًا وقضائدَ جَعلتَ… وما بين بنتَ جُبيلَ ملعبِ عُمرِكَ وفلسطينَ مرسحِ هواكَ بأملِ التَحرُّرِ سهولًا، زرعتَ.
تعرَّفتُ إِليكَ في أُخريات الرِّحلة، لـمَّا التقيتُكَ لثلاثِ مرّاتٍ خلالَ مُناسباتٍ ثقافيّةٍ ضمَّتنا… تعرّفتُكَ من غيرِ أن أَسبُرَ أَعماقَ البحر الزّاخر أَمامي بدُرِّ الجمالات طُرًّا… غيرَ أَنَّهُ تأكّدَ لي أَنَّ مَن جاب شعابَ فكركِ المطبوع بـمُختلف تلاوينه، أَمكنَهُ استلحاق ما فات، وإِن كان قد مُنيَ بخسارةِ الرّفقة والصُّحبةِ وصداقتِكَ مدرسةً، في المناقبيَة عِلمًا، وفي الوطنيّة عَلمًا، حتّى غدوتَ مُستَحِّقًا، رئيسَ الحركة الثَّقافيّة في لبنان، والحاصل على الجنسيّةِ الفلسطينيّة إِكرامًا لصدق محبَّة قلبكَ العاصفةُ فيه رياحُ التَّحرُّر.فأوثقُ الدّليل إِليك َ بلال شرارة، ما أَودَعْتَ بين أَيدينا وشغاف القلوب، من مُحتدِّ فكرِكَ وفائضِ إِحساسِكَ الإِنساني بنثرٍ وشِعرٍ وخَطابةٍ، من أَهراء قلبٍ أَحبَّ، فازتشفَ حُبَّ الإِنسانِ والأَرض، من كأسٍ مُترعَةٍ، حتّى الثّمالة!!
في الحياةِ كُنتَ رفيقَ الكلمةِ والـمُهاديَ خطوَ أَهلِها ولـمُرافقَ القُدوة لنجاحاتهم…. ركبتَ متنَ شراعِها شاعرًا أَديبًا وخطيبًا، مُمسكًا بدفّةِ سَفرِها إلى القلوبِ، إلى أن أُسلس لكَ قيادُها قبطانًا!!
دغدغتَ وهاديتَ لزمنٍ أَحلامَ الأُمًةِ أَملًا يعودةٍ واسترجاعٍ لوطنٍ سليبٍ، كما كُنتَ في حياتِكَ البيتيَّةِ حاضنًا لولدناتِ وأَحلامِ أَحفادِكَ الـمُتراميةِ بين الجِّدِ واللّهوِ.
واسترسلتَ أَيّامَكَ مُرسلًا الكلامَ مَوزونًا مُقفًّى بشعرٍ أَودعتَهُ أَقبيةَ الأيَّام وخوابيها لنا وللأَجيال التي ستتعاقبُ ناهلةً من مَعينِكَ الثَّر!!
قالوا بكَ الوفير، وأَثنوا على شخصكَ بالكثير من بعضِ ما زرعتَ في قلوب ووجداناتِ عارفيكَ…. أَمَّا أَنا الواقفُ على شاطئ الرّحيل مودِّعًا مُستذكرًا مع مُحبِّيك ومعارفِكَ، فأَرى أنَّ بعضَ أَربعين زهوِ غيابكَ “ببعضِ عِطرِ الحضورِ الدَّائمِ يُختَصَرُ”؛ يا بادرَ حقول القلوب والعقول برييعاتِ كلمة لا تذوي ولا يضمحلُّ لها عبَقٌ وأَريج!!
بــــلال رِفعَت شرارة،
أَيُّها الغائبُ قسرًا والحاضرُ أَبدًا:
متى كان صاحبُ الكلمة الوضَّاء ليغيب؟!
وهل كان بحاجةٍ بعدُ لسُرجِنا أن تُضيءَ له معارجَ العودة؟
بعدَ أَن أَوقَدَ أَمامَنا سُرجَ أَيَّامِه؛ لتشعَّ بكلماتِه دروبًا ومراقٍ، بِما خلَّفَ من إِرثٍ فكريٍّ إِبداعيٍّ، عَصيٍّ على أَن تلتهمَهُ نيرانُ جهلٍ وإِوارُ دهور ظلام!!
تحيَّةُ الوَداعِ لكَ أَيّها الكبير بلالًا، سلامُ العزاءِ والسُّلوان لكلِّ قلبٍ من قلوبِ أَحبابكَ وذوي القربى؛ من رجلٍ التقاكَ لصدفةٍ من الزَّمن، وسيحفظُ ذكرى مرورِكَ على مسالكِ الثّقافة والإِبداع، ما أَمدَّه اللهُ عُمرًا.
الأَديب سليمان يوسف إِبراهيم
عنَّايا- قضاء جبيل- لبنان- في 23-4-2021
Sleiman Ibrahim
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رثاء الشاعر بلال رفعت شرارة
رحيلك أشعل في قلوبنا الدّامية نار الفقد، فتأججت فيها الحرارة….
وكوى لهيبها مآقينا، فذرفت دموعًا مثقلة بالأسى والمرارة….
مقاوم أنت، بيراعك الأبيّ، وسيفك الممشوق، تشهد لك أروقة البلاد، وكلّ مغارة….
أبحرت في عالم الثّقافة فأوقدت عقولنا، وأضأتها بفكرك الذي يشعّ منارة….
أيّها الموت، كفاك غدرًا! لقد سلبت منّا، وغيّبت عنا المناضل بلال رفعت شرارة….
الأديبة شادية جباعي – لبنان
Shadia Gebai
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالأمس عاد الى منابعه
سبعون ألقاها على درب الحياة
وغاب عنا الشاعرُ
أمسٍ مضى تحدوهُ ،أسرابُ الحنينِ
من القوافي ،والربيعُ الزاهرُ..
ولكم غنى لنا في صمتِهِ
اذ خط حرفاً من ضياءْ…
غنى عن الأرض التي نادت فلبينا النداءْ..
غنى عن العشق الجنوبي المضمخِ بالفداءْ..
غنى عن الحبِ الذي من دونهِ كنا هَباءْ..
غنى لنا..ومضى الى دار الخلود..
متابطاً أشواقَهُ..
ليصيرَ نجماً في السماءْ…
الشاعرة فاطمة رضا – لبنان
Fatima Rida
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يرحل أمثاله تنقص الأرض من أطرافها.. وتنطفئ منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات خيرها ونورها في قلوب محبيها … عندما يرحل أمثاله تنفطر لذهابهم القلوب..لكونهم صمام أمان قيم ومبادئ ترفع متّبعيها إلى مصاف الأمم الخالدة ذات الإسهامات الكبرى في حياة البشرية.
لا نرثي اليوم رجلا عاديا أو شخصا عابرا… نقف اليوم بمشاعر عميقة تشتعل فيها الحسرة والألم في موقع رثاء رجل إنسان بكل المعايير.. رجل أحيا عقيدة الإحترام في المكان الذي افترستها فيه وحوش التحلل القيمي في حقبة الحداثة الزائفة.
نرثي رجلاً عمل ليل نهار لخدمة قضايا أمته التي تآمر عليها القريب والبعيد في زمن التبعية والهوان والردة عن المبادئ الناصعة والمعاني الجميلة…. بلال شرارة واحد من العظماء الذين أنجبتهم أرض عامل.. ووهبتهم قدرات وطاقات متميزة ارتقت بهم إلى قمة المجد وذروة العمل والتضحية والعطاء…هو رجل ليس ككل الرجال.. ورمز ليس ككل الرموز ..فما تركه بين دفتي كتاب حياته الذي تتقاطر من صفحاته المضيئة كل صور العطاء والإبداع.. يضعه -حتما ودون جدال- في المرتبة الأسمى التي لا يجاوره فيها إلا نفر قليل من بالغي التفرد والتميز والإبداع في منطقتنا
ربما لا يعرف الكثيرون سيرة حياة بلال شرارة .. الذي شكّل نموذجا للإصرار والمواجهة والتحدي في كل الميادين وفي مختلف الأوقات .. أو ربما البعض يدرك بعضا من العناوين العريضة التي بزغت في مرحلةٍ ما من مراحل حياة الرجل التي دوّنها بمداد المجد والفخر على إيقاع مراحل وعهود زمنية عصفت بها التحديات في لبنان.
لقد مثل بلال شرارة مدرسة فكرية متكاملة الأبعاد ..حيث جسّد كل أشكال القوة والعزم والصبر والثبات على المواقف الصلبة .. كما جسّد القدرات الفكرية والسياسية الباهرة ..التي وهبته مرونة دبلوماسية صقلتها المحن والتجارب والخبرات.. ليشكل شخصية بديعة ذات ملامح ومكونات متكاملة تُوّجت بكاريزما ذاتية وحضور لافت لا يختلف في جدارتها وأهليتها أحد.
رحمه الله و اسكنه فسيح الجنان
الأديبة فاطمة عباس – لبنان
Fatima Abbas
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا الف حســرة عليك يا سـيـد بـلال
يا مرافق الابـطال عا دروب النضال
يـا مزيـن الإبـداع بـالفعـل المهيـب
وبين الشــرق والغرب وسعت المجال
بحيـثك مثـال بخـاطر الفكر اللبيب
لما جـمعت المعرفة بـانبل خصـال
بحيثك بفلسـفة الوفا كنت الطبيب
وكنت المداوي من شــرور الانفعال
ولما عصف عوجودك الامر المريـب
وحســيت انـو العمر اخرتـه زوال
تعملقت بالـفكر المحصن والنجيب
وســخرت للفعل البصيرة بلا جدال
ورغم الفنـا ضليـت بحضورك قريب
تـكفكف دموع اللي ضنـاه الارتـحال
وســاعة رحيلك صـاح وينك يا اديب
وصاح التــآخي ويـن قيـدوم الرجـال
ورد الصدى بمـقام هالكون الرحيــب
الأبـطال فيـنا خـالدة عـا كـل حـال
وأرض الكرامة صعب مسلكها يخيب
مـا زالهـا شـــرارة جـذورك بـالوجـود
بشــرع المحبـة بـاقيـة مضـرب مثـال
الشاعر علي صلوخ – لبنان
Ali Salloukh
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بلال شرارة… تبرٌ لا يأفلُ!
قامةٌ ثقافيّةٌ عابرةٌ لكلّ مسافاتِ الأشخاص والانتماءات… منزّهٌ فطرةً عن صغائرَ تنخرُ الفكرَ في عوالمه!
بلال شرارة، أفقٌ هو، مَدُّهُ الشمسُ يطالها، في ما نثرَ من مِدادٍ على عاشقي الكلمة… في ما أثرى من أدبٍ على ممتشقي القلم… في ما أهدى من ثقافةٍ على طالبي العلم!
صفةٌ ميّزته، في رأيي خرجتْ على مألوف دوحة أهل المعرفة. وجهُه السمحُ، الطيّبُ القرب، جاذبٌ كلَّ حبيب، قال دومًا من غير كلام: “تعالوا يا مبارَكون، انهلوا، أنتم في حضرتي أخوةٌ تحبّون”! إليه جاؤوا يتلمّسون المعرفة، يتعرّفون مواضعَها الحقيقيّة، يستقون من منابعها الصفيّة ويرتقون!
اليوم، الوسطُ الثقافيّ يتجلببُ بالنعي، بالنحيب، البلالُ هامَ بالرحيل! تيتّمتِ الأنجمُ لاحت بالسواد. الأرضُ مثواه لبستْ أبهى حُلاها، حلّ فيها الجسدُ المعرفيّ، نطقتْ بالدرّ ترحابًا!
لتبقى ثورتُه على باطلِ الادّعاءات التي افترشتْ أديمَ الساحةِ الثقافيّةِ وقحةَ الرفعة المزيَّفة… ثورةٌ مقدّسة لن يخبو لها وهجٌ وحركتُه في بركة! في لبنانَ والترابُ تبرٌ عجائبيّ، يُنبتُ الحريّةَ قصيدةً ضوئيّة، امتداداتٍ عروبيّةَ الأصالةِ شدوًا على العالم!
لن تغمرَكَ تربةُ بنت جبيل إلاّ ذخيرةً مطوّبةً تهديها زادًا مستدامًا لحجّاج الرجاحةِ استزادةَ إنسانٍ يَنشدُ العلى!!
د. عماد يونس فغالي – لبنان
Imad Younes Feghali
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمعتي حرّى على فقْد بــلال
أذّن المـــغربَ وارتــاح بــــلالْ …. امتطى خيطاً من الشمس ومـالْ !
بعضُ نفسي قد طوى صفحاتِـه ….. فانـطوى مني خــطابٌ ومقــــالْ
وارتقــى تهوى ســــلاماً روحُــه … . ووداعاً زانـَـــــه ضـــوعُ ابــتـهال
من عيون الحرفِ صُغنا نعشَــه …. من دمـوع الحب مـاء الاغتـسال
عاف دنيا قد تــــولاها الخَـــنا …. وهو من عشّاقِ سـاحاتِ النــضـال
كم ثقافاتٍ رعى نهضـــــــــاتها …. وكفـــاها النشــرَ أو مــــرّ السـؤال
كم لـــغاتٍ أبّنــــت أدابـــــــــنا …. لتعـــــزّيها على فـــــقْد بــــــلال
وبـلال خـــــــــالد في شــــعره ….. ذكْــــــره بـاقٍ لأعــــوام طــــوال