ملام وعتب
( بعض الأصدقاء يعتب علي أنني أكتب للناس وأوجاعهم)
بعضُ الرفاقِ يقولُ شعرُكَ
محبــسُ
وغزارةَ الحبرِ الموجّعِ يعكسُ
خليكَ في شـعر الغرامِ
مولَّهــًا
ودعِ البلادَ بربها تتفرّسُ
وانظرْ ففي الأرجاء
ألفَ جميلةٍ
تحتاجُ شعراً فيه ينبتُ نرجسُ
تحتاجُ للعشاقِ تكتبُ
للغوى
وبنظرةِ المشتاقِ شعرٌ يهجسُ
واتركْ همومَ الناسِ لستَ
وكيلَهمْ
هم قانعونَ من الكرامةِ أفلسوا
ومخدّرونَ
وراقدونَ كأنهمْ
فوقَ الأرائكِ والقبور تيبّســوا
في كلِّ يومٍ منكَ جمرُ قصيدةٍ
لا يقرأونَكَ
فالمواطنُ أخرسُ
اكتبْ عن الحلاجِ
عن قيسَ الذي
من حبِّ ليلى العامريةِ يقبسُ
واكتبْ عن الأزهارِ
عن عنبِ الكرومِ
وكيف تُملا الأكأُسُ
واكتبْ عن الأنهار
في جريانها
عن ضحكةِ العشاقِ لمّا تهمسُ
إنّا شبعنا من قصائدَ أُتخمتْ
بالجوعِ
بالفقراءِ
كيف تكدّسوا
لا يقرأونكَ يا بليــغَ
فلا تسـلْ
عن شجرة الإنسانِ كيف ستيبسُ
الشعرُ لن يجدي
ويطعمَ جائعاً
ما دامَ هذا الشعبُ لا يتنفّسُ
هو لا يريدُ الصحوَ
أدمنَ ذلّـةً
وعصابةً فوق المواجعِ تجلسُ
هو لايقومُ إلى النضالِ لِحقّهِ
قبلَ الخنوعَ
وكيفَ عرياً يلبسُ
والروحُ إن تحفى فأيُّ ملامةٍ
للدربِ
من كلّ القوافلِ أنحسُ
قالوا وقالوا
والقصيدة في دمي
تجري وهمَّ أحبتي تتنفسُ