ألوان بين أوراقي
آنا ماريّا أنطون
(1)
أرسلتُ فراشاتي وحدها
إلى حدائق فضائي
خيَّطتُ أجنحتها
بوعود الربيع وأسراري
في جَيْبي غَدُها
وألوانُ الضوء بين أناملي
إنْ خانها
أو غفل عنها زماني
ستُحييها رائحةُ أوراقي!
(2)
لطالما عرفتُ أنَّ للبحرِ أجنحةً
وأنَّ اشتعالي من ماءٍ وسُكَّر
كنتُ أُقلِّمُ أظافرَ المَوج
كي لا ينموَ على الزَّبَدِ ريشٌ
أَغْوَيْتُ الشمسَ
فَذابَ رمادي
وسَقَيْتُ الرَّمل من دِفْئي
نسيتُ أنَّ نبضيَ قمرٌ
في يمينه رؤيا
وفي ظلِّه أحلامُ…
(3)
لو كنتُ أكبر بقليل،
لَكتبتُ بِحِبْرِ الراشدين أطروحة الفكرة،
وغزلتُ من صوف الحنين بعض الذكرى،
وأطلقتُ سراح الملايين من طيور الهجرة!
لو كنتُ أطول بقليل،
لَتسلّقتُ سلالمَ الغَيْمِ
وتَمَرْجَحْتُ على هلالِ الليلِ
وقطفتُ من الأحلامِ بعضَ النجومِ
وقطَّرتُ من الغيومِ بعضَ المطرِ
وسرقتُ من الشُّهُبِ بعضَ السّمرِ
وطارحتُ الغروبَ بكلّ خَفَرِ!
(4)
أرسلتُ إليكَ أمواجًا من أمنياتٍ ونَمَش…
يا مَن تُمسك المدَّ بإكتمالكَ
والجزرَ باجتزائكَ،
لا بدَّ لكَ أن تستجيبَ لعوائي…
أنا مَن تبتلعُ جميع بِحاركَ
وطاقة العوالم كلّها…
بشحطةِ قلم!
(5)
إنْ أَرَدْتُم الجمال والسحر والحياة،
سأُعطيكم بعضًا من نُدوبي وخصلةً من شعري
وسأرشُّ عليكم قليلًا من خيالي ورمادي…
وإنْ أَرَدْتُم النّفوذ والسّلطة والأتباع،
فاعلموا بأنّ نسور السّماء وحيتان المحيط
ووحوش الأرض تستجيبُ لصوتي…
وإنْ أَرَدْتُم المُلْكَ الأكبر،
لي في الكون كوكبان وخمسةُ ينابيع وقوسُ قُزح…
وإنْ لم يكفِكم كلُّ هذا،
سأقرأُ عليكم شيئًا من نصوصي!
# الشاعرة أنا ماريّا أنطون ( مدونة ” شهرياد الكلام ” )