..صدر حديثا عن دار الاتحاد للطباعة والنشر في تونس المجموعة القصصية للكاتبة والشاعرة منجية حاجي وحملت عنوان :
(الصعود إلى الهاوية)
يضم الكتاب المجموعة الأولى من القصص القصيرة ( ق. ق ) ويحتوي على ٩٠ صفحة و٢٢ ق. ق بمواضيع مختلفة.
.. ” الصعود إلى الهاوية ” هو الإصدار الثاني للمؤلفة بعد ديوانها الشعري ” أجراس على وجه المدينة ” ..
وكتبت المؤلفة كلمة شعرية في تقديمها للكتاب قالت فيها :
“احتمالات بعيدة “- منجية الحاجي
تخدعني الحروف،
تتمرد …
تتآمر عليّ
يغيب طيف الحكاية
في تنهيدة رؤايا عارية
وانا الغريبة
اهرق خمر الحواس
في دروب مدن ماكرة
ادمنت حزني
الرابض بوجهي الطريد
والحروف تخدعني ،
وتهدر دمي على ارصفة قصائد متعثرة
يخاتلني اللفظ المؤجج
بكل احتمالات بعيدة ، أو ربما
أحرق المواعيد…
وجمحت الاغاني العتيقة
الى مدن العطش القديمة
انا الغريبة
أرسَم القواعد،
أُلغي الحدود،
أسافر عبر التواريخ البعيدة
اشعل البيارق
و أقرع الف صوت كسيح بهذا العالم،
… ارشف اقداح الحب
من نمش خد المساء المخملي
الدّامي…..
تحملني اراجيح الرّياح إلى السموات الرحيبة
فأهطل ذات غواية
حكاية
او
مطرا
يطهر الوجود
من آثامه القديمة
كلمة الإهداء :
إلى روح تسكنني هي عطر أنفاسي شبيهتي
كل شيء فيها ينادي ال…… إنا وأكثر
أمّـــي
إلى زوجي محمد رفيق دربي الماضي والآتي
نور عيني أولادي أحمد….وأسامة
وتوئمتي روحي..أســــماء ومـرام
والى حبيبتي الخضــراء وكل أمرأة تستوطنها.
صمم الغلاف الفنان ماهر بنعمار معتمدا لوحة سوريالية توحي الى ما تتضمنه القصص من إيحاءات ورموز .
عناوين القصص الكتاب :
الإنعتاق
كرسيّ يختنق
أضغاث أحلام
اِخلع نعليك
وأخرى تعالج بعض القضايا الإجتماعية
النفسية
ك وأقسم أن يقتل الوحش
الخطيئة
المتسولة
نصل السكين
نفسها والكفن
دموع جارفة
صكّ الغفران
مرآة خرساء
صهوة الموت
فقال عدالة السماء بالمرصاد
شوك وشوق
ومن الخيانة ماقتل
المقصلة
وسقط القناع
من ثقب الجدار
سيدفع الثمن غاليا
دمى
وفي الأخير يبقى
الرأي للقارئ
……………………….
مقتطفات من المجموعة القصصية
جزء من قصة: اخلع نعليك …
ركبت المطية مع اتباع حنظلة حتى ملني الرّكوب، كما ملتني الدرب الخاوية.
كمن يكنس البحر بأسنان المشط.
خلقت من صلصال وطين.
هيا طأطأ رأسك و…
نظف ماعلق بك من دم، وعانق نبوءة الحصاة،قد ينفخ في وريدك الميزان من حكمة الله ،ويتجلى لك عطر الميزان ، وفطرية الإيمان.
ارسم الكون فوق نصبه بتسابيح الجهر باسم آية الصخر.
لكن كيف ؟ و ثوب القذارة يتبعني؟
هيا أمضى قدما
اخلع نعليك وتطهّرْ
وصلي لربك وانحرْ!
اغتسل بماء العين ، فملح العين طهارة
فجرا قصد المصلى متعثر الخطو… انهمرت دموعه .. سكنت جوارحه..
سجد وأطال السجود..!
جزء من قصة: في عصمة بغل
الأشجار السامقة تناجي سكان السماء، المنزل أقيم في هذاالمدّ الرحب الأخضر قبالة المنحدرات المترامية .
كلاب الحراسة تمشّط المكان…تراقب الشاردة والواردة،متأهبة لاي حركة او حدث مباغت ، كل الاماكن مطوقة ومحروسة بحرفية عالية ..
البغل هناك،يجوب الأزقة والحواري، يتبخترمصعّرا وجهه شطر السماء. وهو يلبس ربطة عنق في الساق اليسرى ويبتسم ، يعض على شفتيه باسنانه البيضاء وهو يردّد، “وأخيرا سأكون الحاكم للغابة، فكم تمنيت أن البس جوربا اسود دون أن يلومني احد، او يفرض عليّ لونه أو مقاسه …. او…
كنت اعيش على التبن اليابس، وأبيت في الخرائب وفي المغاور وتحت سفوح الجبال اقتات على بقايا الفتات.
افترش ظليّ وأنام على تخوم المزابل، تطاردني فزاعة الأسد ،لا أعرف من النوم الا قليله و من الطعام الا اقذره، وحتى الصلاة اصليها خلسة كي لا يقال اني من سلالة القدسين او الانبياء، فيدخلونني قسرا في سجون مظلمة ،وان سولت لي نفسي رفع راسي أمامهم، يجلدونني بلا شفقة ولا رحمة لتنهال علي العصي كمتاريس رصاص تغتال فيّ كل حياة، وأُعذّب عذابا نكرا ..
الآن …الآن فقط تغير الوضع . مات الأسد وقلت فصيلته واندثر اعوانه وحراسه ومن لف لفيفه كل .
جزء من قصة: كرسيّ يختنق
“قلبل ذلك كان يمضغ الثلج.. وعقله يمارس العجز، يفتش عن صوته داخل كل الدروب الممزوجة برذاذ الوهن
فلا يجد غير ريح تصفر في الأركان.
عجبا أنا أمارس كل الطقوس وأسجد لكل الأديان، فتنسدل ستائر العتمة وينكسر زجاج الوجوه. تحولها إلى قناطر من وهن، تجرها قاطرت الزمان.
يا أبي ما لهذه العجلة ترفض الدوران.
قالت إنها تدور.. هي كغيرها ستدور… وتدور… وتدور،
لكن هذه العجلة لا تدور يا أبي، وكرسيّها ثابت ،أنا لا أحب الكراسي الثابتة
أخاف أن يجتاحها الصدأ وتكون مخبأ للجراثيم.
يا بنيّ كل الكراسي متشابهة، كالثعابين تلتف حول بعضها لتنفث سمومها
وتكون فزاعة في الأرض.
يا بنيّ ثق أن كرسي عجلتك سيدور لا تخف لا أحد فوق الإختناق ولا أحد فوق ظلمة المأوى، كلنا على الدّرب