“لقاء عند الشمس “
– مرحبا
– أهلا
– ياه يا لجمال صوتك
– وأنت صوتك جميل جدا !!
– هل أنت جميلة على الواقع أيضا ؟
– نعم … أظن ذلك !!
– تظنين أم هو حقيقة !؟
– لا أعرف !!
– حسنا … أين سأراك ؟؟
– مارأيك غدا
– حسنا .. لكن أين ؟؟
– مارأيك عند الغروب في الحديقة العامة
– حسنا حسنا … إلى اللقاء
– إلى اللقاء
……………………………………………….
– مرحبا
– أهلا
– لماذا لم تأت؟؟
– آسفة لقد تعبت فجأة
– مابك ؟؟
– لا شيء .. أحسست بدوار مفاجئ
– هل ذهبت للطبيب ؟؟
– لا .. لا داعي للطبيب .. الأمر بسيط ..
– لا تستهيني بالدوار
– لا أستهين به .. لكنني مصابة بفقر الدم
– لماذا لا تأكلين اللحم ؟؟
– لا أطيق اللحوم أبدا ..
– ………………………
-…………………………..
-.حسنا .. متى سنلتقي ؟؟
– الأسبوع القادم نفس المكان و الزمان
– حسنا سلامتك
– سلمك الله ..
……………………………………………………………
– مرحبا
– تقول مرحبا ها ؟؟
– مابك ؟؟
– و تسأل ما بي أيضا ؟؟ هل نسيت ؟؟
– لا لم أنسى .. لكن ظرف طارئ حدث
– و ماهو ؟؟
– توفيت جدتي
– رحمها الله .. لماذا لم تتصل ؟؟
– لقد ارتبكنا بالخبر و بالعزاء … ثم إنني لا أريد أن أزعجك ..
– مابك ؟؟ هل نسيت ؟؟ نحن شخص واحد لا تخفي علي شيئا … جدتك جدتي !
– حسنا .. ما رأيك باللقاء الشهر المقبل ..
– نفس المكان والزمان
– طبعا .. مع السلامة
– إلى اللقاء .
………………………………………………………….
– مرحبا
– أهلا بك ..
– ما هذه المواعيد المزيفة ؟؟
– ماقصدك ؟؟
– ألا تعرفين ما قصدي ؟؟!! عجيب أمرك !!
– فعلا .. لم أفهمك !!؟
– لماذا لم تأت في الميعاد
– لقد مرضت أمي بشدة و بقيت بجانبها
– لاه .. سلامتها
– لقد أصابتها الحمى فجأة .. ولا يوجد غيري للاعتناء بها
– حسنا .. و كيف حالها الآن ؟؟
– يبدو أن المرض اشتد عليها ..
– حسنا .. سنؤجل الموعد ..
– لكن هذه المرة سنتركه للصدفة ..
– الصدفة !!!
– نعم ، فيبدو أن القدر لا يرغب بجمعنا !!
– لا تقولي هذا !!
– لكنه الواقع
– حسنا ، مارأيك أن نخدع القدر !!
– و كيف يكون هذا ؟؟
– أن نلتقي الآن قبل غروب الشمس
– و كيف سأترك أمي ؟؟
– قولي لها ذاهبة لأحضر الطبيب
– هل تريدني أن أكذب عليها ؟؟
– لا .. لم أقصد .. لكن هذه فرصتنا الوحيدة
– لا لا أستطيع .. دع الزمن يقرر
– حسنا .. أنا مسافر
– إلى أين ؟؟؟
– إلى بلاد الله الواسعة
– و تتركني لوحدي !!
– حسنا قابليني الآن
– لا أستطيع
– إذا كان هذا آخر كلام عندك … مع السلامة
– مع السلامة .. وفقك الله
………………………………………………………………………
– مرحبا
– أهلا ..
– هل أعرفك ؟؟
– لا أظن ؟؟
– لكنني أعرف صوتك !!!
– غريب حتى صوتك مألوف !!!
– هل تأتين لهذه الحديقة كثيرا ؟؟
– لا .. لكن كان يجب أن أزورها قبل سنين مضت !!
– ماذا تقصدين ؟؟
– لا لا أقصد شئيا !! مجرد ذكرى عابرة
– لا ليست ذكرى عابرة .. فأنا مثلك أيضا
– ماذا تقصد ؟؟
– أقصد أنها المرة الأولى التي أزور هذه الحديقة في سنين مضت
– إنه أنت .. نعم .. أنت .. متى عدت من سفرك ..
– يا إلهي إنها أنت .. صوتك لم يتغير
– كيف كانت هجرتك ؟؟
– لقد هاجر جسدي لكن روحي بقيت هنا ..
– و انا أيضا توفيت أمي .. و بقيت وحيدة … تمنيت لو لحقت بك ..
– لماذا لم تأت لنتقابل وقتها ؟؟
– لأن نداء الواجب كان أهم و أقوى من نداء الحب !!
– أنت إنسانة رائعة ..
– و أنت إنسان وفي .. لقد أتيت للموعد بعد سنين طوال !!!
أخيرا ..
نظرت للسماء .. فرأت الشمس تبدأ بالغروب .. نظرت إلى جانبها ، لكنها كانت وحيدة .. وحيدة تجلس على المقعد الخشبي ..فأدركت بأن موعدهم كان يجب أن يكون عند الشمس .. أما الغروب فلا لقاء عنده .. بل فراق ..!!!!!!!!
——————————————————-
غصون عادل زيتون
الكويت 2006