“الأميرة ….!”
#نص ينتمي إلى المسرح الشعري بقلم الكاتبة : غصون عادل زيتون :
———-
(نساء يحملن دفوفا وردية … و إمرأة بيضاء تستحم في النهر )..يقفن أمامها وهن ينشدن ..:
هاقد أتت ..
هاقد أتت …
ملكة الشرق ..
على فرس البرق …
هاقد أتت ..
بتاجها الماسي ..
وجيدها الخمري ..
هاقد أتت …
تخرج المرأة من النهر .. فتهرع إليها النسوة …يطيبن جسدها الجميل برحيق الياسمين و خلاصة الحناء .. ويعدن للإنشاد : ..
هاهي ملكتنا ..
ملكة الشرق ..
بتاجها الماسي ..
وشعرها الذهبي ..
أتت ..أتت … ..
يكملن النسوة عملهن بمحبة ..و يتابعن إنشادهن بصوت يتأرجح بين العذوبة و الخشونة …
يمر بهن ركب من الفرسان ..ملثمين بلثام عربي …و يتقدم قائدهم مستطلعا ومتسائلا:
أرى شعاعا من ذهب ..
يغسلنه برحيق ملائكي ..
أرى تاجا من زبرجد …
يرفعنه بصوت كنسي …
يأمر القائد أحد فرسانه باستقصاء خبر هذه الأميرة ….
تتنبه إحداهن إلى وجود الفرسان … فتصرخ بلهفة الخجلى … قائلة:
يا ولينا ..
يا ولينا …
لن يهنأ عيشنا …
لقد بانت عوراتنا …
وكشفت صلواتنا …
تتلفت الفتاة (الملكة ) و تبتسم بصمت … وتشير إليها أن اكملي عملك …
لكن المرأة تعود إلى نحيبها وتقول :
يا ولينا …
يا ولينا يا أميرتي ..
يا ولينا يا صغيرتي …
لو علم الملك بفعلتنا ..
لن يغفر هفوتنا …
وسيقتلع شوكتنا …
تلفظ المرأة كلمتها الأخيرة و هي تمثل دور المشنوقة من رقبتها … فتضحك الأميرة و تأمرها :
أنا …
أميرة البلاد …
ملكة البلاد …
هل أخشى من بضع جياد ..
هل أخشى من بعض العباد …
ألا ترينني إلهة من الإلهات ؟؟..
الآلهة لا تخشى من عبادها …
بل من يخشى هم العباد !!
تضحك النسوة على المرأة الخجلى .. و يكملن نشيدهن السابق … فجأة … يقترب أحد الفرسان منهن .. و ينزل من فرسه .. ليقبل قدم الأميرة .. وينشد :
أميرة البلاد …
بل ملكة البلاد …
أنا عبدك المأجور …
وساعدك المأمور …
سامحينا على نظراتنا ..
سامحينا على جراتنا …
فانا عبدك المأجور …
وساعدك المأمور ..
تشير الأميرة للنسوة أن يتوقفن .. فيقف الفارس وقفة ذليلة …ترفع الأميرة يدها و تبدأ بالأمر :
أنا أميرة البلاد..
أنا ملكة العباد …
للملوك جلالة الآلهة ..
للملوك عظمة الأرباب ..
فالخطيئة في قاموسنا ..
تزول …
فالخطيئة في قاموسنا ..
في أفول …
إلا …
بالتوبة ..!!
فهات ما معك من كرامة و شرف …
فهات ما معك من تراث و ترف…
وضعه هنا ..
وقدمه قربانا إلي…
وقد ……………..أغفر لك !