صدر حديثا :
” حبر الكمان ” ديوان نثري للشاعرة ليزا خضر
ديوان ” حبر الكمان ” للشاعرة السورية ليزا ابراهيم خضر هو اصدار 2021/ عن الهيئة العامة السورية للكتاب , صمّم له الغلاف الفنان عبد الله القصير, ويضم 125 صفحة من القطع المتوسط, يتكلم الديوان بلغة شعرية ونثرية عن دواخل الانسان وعلاقته مع الحرب الداخلية والخارجية التي يعيشها .
..” حبر الكمان ” هو الاصدار الرابع للشاعرة والكاتبة الروائية السورية ليزا ابراهيم خضر بعد : لا أثر لرأسي الأول – ورواية ” طفح انثوي ” – وديوان ” كأني أنا ” ..
اخترنا لكم من ” حبر الكمان “:
خدعة
انظر وراءَ مخيلتك
ولا تسألِ الغبشَ عن وضوح
بلذّةِ انتظار حلوى أن تذوب في حلقك
لا فرق إن جاء طعمُها مرَّاً أو حامِضاً
إنسياً أو جنياً
فأنت في كنفِ الخيالِ جوقةُ عازفين
تعرفُ كيف تمدّ حبالها الصوتية عميقاً
نحوَ أسرارِ الضباب.
**
مهيبةٌ سطوةُ الشراب
إن هي أثملت زمناً تبدعُه السواسن
مغريةُ حدّ اختمارِ الأرضِ بفتاتِ العطور
اقطفْ لحظةً مناسبةً لميلادك وأنت تعدّ القهوة مثلاً
فالطين يدّعي
وما أنت سوى ظنِّ اليقين.
**
لا نريد حرائقَ في ولاداتنا
ولا هذيان معنى
لا نريد أن تشعر بنا الحرب
فلا بأس إن ثملنا ونحنُ نبكي
ليدقّ الكأسُ بالنغمِ
كأننا في غمرة الحزن
نضحك
قراءة نقدية لصحيفة ” الثورة ” السورية عن الديوان :
—
..نشرت صحيفة “الثورة” السورية قراءة نقدية قيّمة عن ديوان ” حبر الكمان ” للشاعرة والروائية ليزا ابراهيم خضر جاء فيها :
( #نقلا عن ” الثورة اون لاين”) :
.. تشكل بعض التجارب الشعرية محطات لايمكن تجاوزها مهما كنت تريد ان تبتعد عن قراءة الشعر لاسيما في زمن البرودة اللغوية والعاطفية وافتقاد الشعر معناه ومبناه إذ غدا الكل شعراء والكل نقاد واتاح الازرق الفضفاض لكل شيء من الكلام ان يسمى شعرا ..
ولكن هذا لا يعني الا نقع على الشعر في هذا الكم الهائل الذي نراه ..
ليزا خضر الشاعرة التي شقت طريقا مختلفا في الابداع ما بين الطفح الأنثوي روايته المتميزة وما أنجزته من مجموعات شعرية هاهي اليوم تقدم جديدها على طبق من الشعر البهي..
حبر الكمان الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب تحتفي بالشعر المتقد معنى وعاطفة وقدرة على البوح وتحويل الألم إلى معنى يتجدد مع نسغ الابداع ..حبر الكمان العنوان الطافح بكل الدلالات البهية .يتدفق كما لو انه نبع ثر قد يكون متوثبا واحيانا أخرى ينسكب كما لو انه ضوء من وراء اكمة اللغة يشف حتى يقدم المعنى قبل اللباس اللغوي.
في النص الذي حمل عنوان ..عدوى شباط تلتقط خضر فكرة متجددة المعاني قد يكون وراءها معنى عامي يقول ..شمس شباط ليس عليها رباط لتمضي وتسقط ذلك على البهاء الأنثوي في موج التقلبات التي تبدو فستانا من اللغة تقول : احب الكذب على طريقة شباط ..ابيع خطوط يدي لمتحف الخط
وامشي كذبتي فوق الأثر..
لكن حالما يمر حارس الضمير ..أرتدي قفازا بهلوانيا واعاجله بحبة مهدىء..
انا جنية الحبر التي تكذب …سألني عامل البار عن عمري قلت :شلال ورد..سألني زوجي عن قلبي ..صرت اضحك ..
اراه في واجهة المحلات الكتاب الذي يحمل اسمي ..
بريئا جدا ومتأنقا بحشمة الوحدة ..وخطوط يد على الغلاف ..مكتوب في أثرها..كتب لاطعام الخيال..
وحتى يكتمل المعنى الذي أرادته في شباط لابد من الماء …اليست المرأة ماء الحياة …والشتاء نبع الماء ..ورسائل الماء قد تكون حياة ..طوفانا أو دمارا ..وقد يكتب العاشق رسائله على سطح الماء ..تقول خصر:
كتبت لك انهم قتلوا القمر
المسافرون إلى الغد ..
كنت اخلص في اعماقي ما علق من أعشاب البحر..
وكنت صامتا هناك..
تتسلى بانتشال الضوء من احجيات الموج..
الريح الوحيدة التي كلمتنا سرقت أنفاس الجزيرة..
وسمعنا صراخ البر.
كتبت لي على عجل ..مات الساكن في برج المنارة خمسين عاما..ليشتري وطنا بغنائم الظلام ..
كتبت على عجل احبك مبلولة بالماء ..واطفأت سيجارك باطلس العالم ..
وفي محاكماتها التي استغرقت ثلاثة نصوص ثرة بالدلالات على الرغم من صغرها تمضي خصر نحو محاكمة ما كان إلى ما سيكون:سيدي القاضي ..خرج نيرون من علبة الموسيقى مسنا ..
وباع أمجاد الحريق بأسعار زهيدة ..
قامت روما تبرد خاطرها في بردى ..
وتلوثت الغوطة ولقمة العيش واواصر القربى..
..منذ الجوع الأول ينتظر على باب التنور الكبير ..ويعود في المساء حاملا آثار النار ..بدلا من رغيف ..
وهي تفتح في نوافذ الابداع ابتكار معنى المعنى في نصها المدهش الذي حمل عنوان :دعوة ..تقول ليزا :هل أطفأت مرة نافذة؟
انا فعلتها مرتين ..مرة عندما دخل منها سيزيف ..فحمل رأسي إلى ذروة العاصفة ..
علقته حينها على مشجب في الأبدية..
واطفأت النافذة ..
ومرة عندما خرجت الافلاك من بوصلتي ..وتكلم الثلج في اوصالي ..ابتلع الطريق لسانه ..واطفأت انا النافذة…
اما حلم يقظتها فقد اختارته كما يحلو لها:
اخترت عش الاساطير منذ أن عرفت ان للارض وحلا وملحا ..
وللسماء عنابر لغزاة الارض…
والان وحدي هنا اسأل عن أسماء الغرقى في دمي…مقفلة عيني على طفلة تلعب..
واما انها تتجاوز الحلم لتكون سرابا كما وهم كل النساء فهذه دعوة لجمع ورد امرأة من فضاء الوهم :جمعني امرأة امرأة.. من حاء المنافي ..حيث يرمون قصاصات التراب التي تزيد عن اغطية القبور ..
انا شتات الذرا لا قرابة لي بايوب ..
طالما أن زلزال النثر يمر من مخدعي ..وحدسي على غير ما يرام ..اضعت سمتي ..فجمعني في بطانة اناك ..
سأدلك إلى معاني المشاة التي تودي إلى وجهي ..
واهبك بيتا تحت جلدي واشعارا ونسبا قمريا ..
جمعني امرأة كانت في أسفارهم يوما سرب نساء
ليزا خضر تعزف وتكتب حبر الكمان في عمل اقل ما يقال عنه انه دفقة من الروح ..وهي الشاعرة التي قدمت حتى الآن اكثر من مجموعة شعرية ورواية أشرنا إليها…