…بعد انقطاع قهري وطويل عن أنشطة الملتقى الثقافي اللبناني بسبب الجانحة , يستهل الملتقى نشاطه عبر لقاء الأربعاء الأدبي ( ثاني أربعاء من كل شهر ) من جديد عبر أمسية ستبث يوم غد الأربعاء عبر منصة زوم .
الأمسية تبث عند التاسعة مساء ( بعد الإفطار ) وتستهل بكلمة لرئيس الملتقى الشيخ فضل مخدر , ثم تبدأ قراءة النصوص والنقاش حولها بمشاركة من الشعراء الدكتور محمد علي شمس الدين والشاعر عبد القادر الحسني والشاعر خليل عاصي وآخرين ستتم دعوتهم ..
وسيتم خلال اللقاء مناقشة القصيدتين الواردتين أدناه للشاعرين أ. علي الرفاعي و أ. أسيل سقلاوي.
القصيدة الأولى أ. علي الرفاعي
وأنت تسيرُ صباحا إلى الهاوية
تزوّد من الأمل- الوهمِ
قل للخريف الخفيف
صديقَك
“وحدي أنا الفرقة الناجية”
وأنت تعود مساء من الهاوية
إلى غرفة من عراءْ
تذكر غناء الضحايا:
“هباء… هباء”
هناكَ
وراء الخراب الكبير
وخلف البعيد الذي لا يكاد يراه أحدْ
أرى خللًا واضحًا في القصيدة
(طفلًا شريدًا على ثدي هذي البلاد
وشامةَ موتٍ بخدِّ الأبدْ)
هناك
وراء الجدار العظيم الذي لا يطلُّ على أي شيءٍ
تسير البلاد، بلادي، على جرحها الدائري
وتمسح ذاكرة الوقت كل صباح
فتَنسى
وتُنسى
هناك
ومن يوم جئتُ
ألملمُ وحدي بقايا السماء
وأحرثُ وحدي مياه الأملْ
يطلُّ عن الشرفة البكر
نيرون هذا الفراغ الكئيب
ويشعل روما
ويشعل قلبي
ويجهض ما بيننا من قُبلْ
غريبان وسط الضبابْ…
أنا والغيابْ
شريكان فيما نرى…
أنا والكرى
غنيَّان عما يقالْ…
أنا والظّلالْ
غزالةُ قلبي
تمر بقربي
تقول:
أراك اخترعت لنفسك كهفًا
يسمى مجازًا
طريقَ الرحيلْ
سلامٌ على موتك المستحيلْ
توزّعك الريح في كل وادْ
ورودًا على قبرها المستعادْ
وتهجرك الأرض طولا وعرضا
فحتّام تسْمي المتاهات أرضا!
بلادٌ على حافة الجوع
خبزٌ بطعم الدّما
وماءٌ بطعم الظّما
لذاك استعرتُ الصليب فما
على حافة العبث اللايحدُّ
على حافة القدر اللايردُّ
تسيرُ صباحا
تعودُ مساء
تقول لنفسك كي تقتل الوقت والموت واللحظة الغادرة:
يخاف الطغاة عيون الضحايا
تخاف السجون انعكاس المرايا
تخاف القبور حداء الوصايا
وتخشى الدورب الطويلة نبضًا خفيا
يفور كثيرا بصدر الحكايا
فغنِّ وغنِّ وغنِّ وغنِّ
وكن فوق هذا الخرابْ
شرارة رفضٍ
وعود ثقابْ”
القصيدة الثانية : أ. أسيل سقلاوي
نافذة على شوقي
” وتعطلت لغة ” الملامِ .. تعطّلوا
اصمت! فكل الطيبينَ تحوّلوا
ذوّبت ذاتي فكرةً بذواتِهم
وأضعتُها لمّا إليّ تسلّلوا
العابرونَ بريحِهم ورمادِهم
لو أنّهم بالـذكرياتِ تزمّلوا
لأجابتِ المرآةُ عن أحوالِهم
من أيّ هاتيكَ الملامحِ أدخلُ
ستقولُ ساقيةٌ هناكَ ، لشمسِها
مرّوا ببالِ النهرِ لم يتبلّلوا
وتقولُ أغصانُ الخريفِ .. لريحِها
هم كالفصول.. على المدى تتبدلُ
وأنا بصحراء المجازِ رسمتُهم
ماءً سرابًا.. إن نأى يتجمّلُ
الليلُ شبّاكُ الحنينِ ونزفُه
ففمي يجيبُ .. وذكرياتي تسألُ
ٍمرّوا أجل مرّوا .. كفكرةِ شاعر
فرّت من المعنى
ولم يتمهّلوا
كالياسمين ، وما أقلَّ حظوظَه
ُسرعان ما يذوي الجمال ويذبل
صاروا صدى حرفٍ على أوراقنا
تشقى به الأنفاسُ حين يُؤوّلُ