الشاعرة عبير بلال شرارة
ما أجملك أيها الموت، حسنا! مرّ اسبوع ولم يتصل ابي ! كيف هذا؟
ال بلال ..بطل أفكاري
وحارس أحلامي ..
المشهد قاسٍ جداً ، الى اللقاء
الشاعر باسم عباس
مجدّدًا إلى أخي الكبير “بلال شرارة”
مقطع من قصيدة لا تزال تهدر في داخلي .
كيف لي أن أستعيدَ الذكرياتْ؟!
كيف لي أن أُقْنِعَ اللوزَ
بأنّ البلبلَ الصدّاحَ ماتْ؟!
مَن يصوغُ التينَ والتّوتَ وعطرَ الياسمينْ
كلماتٍ يستمرُّ الدمُ فيها
دافقًا طيلةَ آلاف السنينْ؟!
يا بلال
مُدَّ لي عينيك من أرضٍ أحبّتْكَ
وكنتَ الحارسَ الأوفى لها في كلّ حينْ
هاتِ لي نبضَ يراعِكْ
موجَ أحزانِكَ ، موسيقى شراعِكْ
ربّما جئتُكَ يومًا يا صديقي بَغتةً
فافتح القبرَ قليلًا
لأُوافيكَ وفي قلبيَ إعصارُ قصيدهْ :
وجعٌ زهَّرَ ، آلامٌ تَوالَدُ ، آمالٌ شريدهْ
لا تُخبّئْ حكمةً نحتاجُها اليومَ
لنطوي صفحةَ القهر التي أوجعت القدسَ
ويافا والجليلْ
لا تؤجّلْ كِلْمةً كانت لَدَيكْ
حَدَّ سيفٍ
شمسَ صيفٍ
سكنتْ في مقلتيكْ
فافتح القبرَ قليلًا
لأُوافيكَ قريبًا
قارئًا ما في يديكْ .
الفنانة التشكيلية خيرات الزبن
على قصائد برج التين أذّن بلال
خربش حياته على دفتر خرطوش ومضى…وداعا بلال شرارة.
الشاعر السوري هاني نديم
قبل البارحة أرسلت لي رسالةً ملؤها المحبة والوداد… قالت فيها أنها خرجت من عملية جراحية خطيرة. اليوم أفتح الفيس بوك على خبر وفاتها.. حزين جداً عليك يا رغدة حسن…
أسبوع وأنا أحاول تجنب شادر العزاء المفتوح هذا، منذ يومين رحل أيضاً بلال شرارة أحد أكثر المثقفين طيبةً ومحبةً.. والد صديقتي القريبة الدكتورة عبير شرارة ولم نمسح ثيابنا من حزننا عليه..واليوم تمضي صديقةٌ أخرى..
حزانى وموتى ولكننا سنواصل رغم أنف هذا الحزن التنين
الكاتب والشاعر مكرم غصوب
نغيب،
منّا من يترك فراغاً
و
منّا من يترك فراغاً ممتلئاً…
لروحه الراحة والسلام.
الشاعرة رندة رفعت شرارة (1)
وَحدي وعَتم الليلْ
ونام بَكِّير القَمَرْ
وينَك تَعَا
قِلِّلي تَـ كَذِّبْ هالخَبَرْ
إنَّك ما صِرتْ بعِيدْ
وجايِي ترِدّْ لْ عِيد ْ
وإنَّكْ رِحِت لَـ تِجْمَع الغَلِّة
وراجِع مَعَك سَلِّة
شي توت شي زيتونْ
وباقات من دَحنونْ
وإنّْ العُمرْ
لِعبِة ولاد زغارْ
لا بيتعَبوا
ولا بيِخلَص المشوارْ!!
الشاعرة رندة رفعت شرارة ( 2 )
( شقيقة الراحل )
وقعَدِت وحدي بهالمسا
وبكيتْ
اآااااااخ يا خَيّيييي
ليش حتّى ترَكْتني ومشيتْ
*
لا الوَقت عَم يعرِف شو معنى الوَقتْ
ولا السَّكت عم يفهَم شو وَقْع الصَّمتْ
اللَّيل بعدو ليلْ
والصّبح هَمّْ ووَيلْ
خيال صار لْ بَحرْ
والدَّمع مِتل السِّحرْ
الأرض عم تندَه .. تَعوا
قوموا يا ناس تجمَّعوا
جايي بلال يأذِّن بعِرس الوَطَنْ
وتراب بنت جبيل .. آهات وشَجَنْ
جايي بلال يطلّْ عَ فلسطين
آاااخ يا فلسطين،
ليش هالحارس سَكَت؟
إسمِك بقلب القَلب
بِحبّو انكَتَبْ
يا فارِس السَّاحات
عَم يبكي الحَكي
لَمين بَدّو يشتكي
يا غربتي بغربتي
يا لهفتي عَ ميمتي
وإختي وخَيّي .. وضيعتي
مين رَح يفتَح بواب الوقت؟
يقلِّلي تَعي…
نجمَع مِن مَواج البحرْ
مَرَّة نثر مَرَّة شِعرْ
والقصايد ترقص بعِرس الأحَد
والمير* يقطف من كمامو شِعر
ويضحك بلال، يقول وينَك يا وَلَد؟
يضَيِّف مع القهوة بدال الهالْ،
بسمِة بتسوى .. كل شي في مالْ
ونرجَع سوا ويرتكي علَيِّي
متل شي عكّاز أو فيِّة
وقول يا ريت الزَّمن يوقَف
وحَدِّي تظَلّْ
لا تتعَب ولا تفِلّْ ….
* من قصيدة للشاعر المير طارق ناصر الدين
السيدة صفا شرارة ( شقيقة الراحل )
بلال بِكر أُمي وكبير البيت وأنا صغيرته، وما بيننا ثلاث إخوات وأخ لنكمل عقد الحب وسلسلة العائلة المتماسكه،
بلال اول العنقود وأنا آخر حباته وما بيننا حبات مِسك وعسل ليطيب طعم الخمر ويسكب “بلال” طيب الكلام بعد إختماره في خوابي العشق،
بلال اول كلمه وأنا نقطةٌ في آخر السطر فبه تبدأ الجمل ومعي ينتهي الكلام لنصل معا الى جملة مفيده.
بلال خبأ كل الكلام، لملم كل الأحرف والنقط، توكأ على عصاه، أخذ قلبنا واللغة والادب ومشى ……..
الإعلامي حسن رفعت شرارة / شقيق الراحل
وترجل فارس الكلمة وخيّال المقاومة … بصمت.
اخي الحبيب ومثلي الاعلى واستاذي وحارس بنت جبيل ورفيق ترابها وعاشق فلسطين حتى العظم، بلال … لن انكسر فبمثلك تُرفع الهامات … الى اللقاء.
الآنسة نغم رفعت شرارة ( شقيقة الراحل )
اقف ما بين دمعة العين ووجع الروح، أمد يدي إليك ونركض في كروم العمر والذاكرة نسترجع طفولتنا وشبابنا وأوجاعنا التي حفرت في قلوبنا خطوطا لن يمحوها الزمن
كيف لي أن اقبل خبر الرحيل وانت تسكن الأيام واللحظات. كيف لي أن اقرأ فاتحة الكتاب لشقيق الليالي والساعات ولا أشعر بنار الشوق تحرق فؤادي. تعلم انك معي، في صحوي ونومي. في فرحي وحزني، ما اكثر ما تشابكت أيدينا ونحن نواجه الزمن والناس. كم تحدينا ابوابا اقفلت في وجهنا ودخلنا منها الى النور.
لا ابكيك فقط بل ابكي ذاتي في وحدتها واسلّم بأمر الخالق الذي اختارك لتسكن عالمه العادل النقي.
نم قرير العين الى جانب والدنا. ما يواسينا ان الحاج رفعت يحضنك الآن بشوق الأب وعطفه لتحرسا معا احلامنا وايامنا.
رحم الله روحك النقية الصافيه وأعاننا على فراقك .
في جنان الخلد اخي وحبيبي بلال ابا حسان
الآنسة إيڤ ريّا / ابنة شقيقة الراحل
الى خالي الحبيب بلال..
كانت ورح تبقى كلماتك
حروف بتزيِّن الورق
وصدى ضحكاتك
بالبيت لآخر رمق
شِعرَك ساكن بالبال
وبالوادي يا بلال
شجرات التوت والتين والوردات
باقية لتخلِّد ذكراك
رغم حسرَة الفِرقة والدّمعات
السيد ناصر حسن شرارة
( بلال شرارة )
هكذا إذن..
لقد اتخذت القرار ..
ووضعت فوق اخر حرف نقطة ثمالة العمر، و عانقت السراب ..
لم نفاجأ ..
كنا نعرف ان الأمس متاهة ..
وان الزمان حلاوة الروح
وعناق الاحتراق ..
اذن، لن نقول وداعا للرفاق..
وهذي مواعيد المقاهي ستبقى رغم الفراق…
في الذاكرة تهدر بحور الشعر.. ويغضب الوجع، وتبكي عيون نوافذ الزقاق ..
لن نغادر أبعد مما أنت فعلت..
فلماذا نخشى بعد الان ابتعادا..
ولماذا نخاف الاشتياق؟؟
هكذا إذن…
النائب الحاج محمد نصر الله
بلال
غنيت فلسطين والمقاومة عشقا…
امتشقت سلاح الكلمة شعرا ونثرا مدويا في ارجاء امة طالت كبوتها…
ابيت ان تبقى فردا فتحولت الى حركة ثقافية بحجم الوطن بل الأمة والانسان…
كالشمس انت ، غيابها لايعني النهاية
ستشرق بحسان وعبير وبمن صنعت عقولهم الثورية بقلمك
رحيلك آلمنا ولكن
انا لله وانا اليه راجعون
د. محمد بسام
أذّن المـــــغربَ وارتــــاح بلالْ ……..وامتطى خيطاً من الشمس ومـــالْ !
بعضُ نفسي قد طوى صفحاتِـه ……… فانطوى مني خــــــطابٌ ومقــــالْ
من عيون الحرفِ صُغنا نعشَه…….. من دمــــوع الحب ماءُ الاغتـــسال
عاف دنيا قد تــــولاها الخَـــنا؟ ……..وهو من عشّاقِ ساحاتِ النــضــال.
كم ثقافاتٍ رعى نهضـــــــــاتها………وكفـــاها النشرَ أو مــــرّ الســــؤال
وارتقى تهوى ســــلاماً روحه ……ووداعاً زانــــــه ضـــوعٌ ابـــتـ هال
الفنان.محمد اسكندر
الشاعرة أسيل سقلاوي
الحزنُ آخرُ واعِظٍ
ما لم يكن
بغيابهِم سببٌ لكيْ نتأسَّفا
فالأوفياءُ نذورُ رحلتِنا لذا
هم وحدهم يسَّاقطونَ تخفُّفا
أذّن ” بلالُ”
وأنتَ وحدَكَ لم تزل
تهبُ ” الشرارة ” كي يظلّ لنا ( الدّفا )
لم ينكسر إلا الموَدِّعُ حسرةً
ورأيتُ طيفَك شامخًا ومرَفرِفا
يختاركَ الموتُ اشتياقًا للوفاء
وما عجبتُ
فأنتُ أجملُ من وفى!!!
الشاعر جان كرم / الحركة الابداعية في كندا
بإسم الحركة الإبداعية كندا والعالم جان كرم وجويل عماد..
نتقدم من الزميلة الأديبة والشاعرة رندة شرارة ومن جميع آل شرارة في الوطن والمهجر وجميع الأهل والأقارب والأصدقاء بأحر التعازي بخسارة علم من أعلام الشعر والأدب والعلم بلال شرارة الرحمة لفقيدنا الغالي والتعزية لنا وللجميع ولكم من بعده طول البقاء وأرثيه بكلمة وأقول
مركب الإيام بالمرفأ رسى
وشمس الصبح بالعمر مالت عالمسا
ولما بصراع وجودنا منفقد زميل
الخاتمة بأحزاننا نلاقي عسى
منعرف بإنو ليل غربتنا طويل
وكلمة فرح في قبالها كلمة وسى
الإنسان ما بعمرو قبل يوم الرحيل
وكاس الفراق المر صعبي يحتسى
ولولا بقنديل العمر ناص الفتيل
من أهلنا البيروح صعبي ينتسى
بعزي الإخت رندة بالمصاب الجليل
إنت هلق مع الخالق يا بلال
ونحنا بلوعة وحزن ودموع وأسى
الشاعر جان كرم – مونتريال
مونتريال ٢٢ أذار ٢٠٢١
الإعلامية مريم البسام فضل الله
الإعلامي محمد علي رضى عمرو (2)
اليوم هو اليوم السابع لرحيل فقيدنا الغالي بلال شرارة رئيس الحركة الثقافية في لبنان ..
وكما قيل في بلال هو أول سطر في سفر الخلود ..
واول الأذان للصلاة كان بلال ..
واول المقاومة شرارة ..
وما قيل عن الراحل الكثير الكثير ..
انه الموت نهاية الرحلة نهاية الحياة الفانية وبداية الحياة الأبدية..
هكذا ارد بلال أن يغادرنا دون كلمة وداع ..
ترك لنا كتبه ودفاتره وقلمه وتاريخه ورحل إلى المكان الذي كان يحدثنا عنه دائما ..
إلى بنت جبيل إلى اشجارها وثمارها وسمائها ..
إلى بلدته الأحب إلى قلبه والقريبة إلى فلسطين ..
اسبوع مضى على رحيل بلال..
أسبوع مضى ودموع الاحبة لا زالت تذرف على بلال..
أسبوع مضى وبلال يلتحف التراب ،.فقط ضوء القمر ونور الشمس.. لا يغادران منزله الأبدي..
بلال أناديك فربما تسمعني..
الزوايا تناديك.. والأماكن تناديك..
والأصدقاء ينتظرونك كالعادة..
اعلم بأنك لم تعد تستطع سماعنا..
ولكنه صدى البوح .. قد تردد في كل خاطر..
هول الصدمة مزق جدران الصمت ..
وأقلام الاحبة تبوح ببكاء اليوم وتجاهر..
فلم يعد للاماكن طعم ..ولم يعد للنوم راحة ..
وكل الأشياء قد فقدت قيمتها..
الحبيب بلال ..
أراك في كل الوجوه..
وأرى الوجوه فيك تنعي حزننا ..
نشعر بوجودك كعادتك ومهما تحدثت عنك..
اكاد لا احصي فيك المآثر ..
يتوه الصوت طمسا..
وتنطمس الأحرف وتضيع..
الدموع تتوارى خجلا خلف نظاراتي..
وتنكسر الآهات على جدران الحزن..
وما لها بعد الله يا صاحبي من جابر ..
د. مرتضى شرارة العاملي
رحم الله أبا حسان، الأستاذ بلال شرارة، الشاعر والأديب والسياسي اللبناني. رحل جسدا، وسيبقى أدبا وحرفا بديعا، وفكرا عميقا.
ما قرأت له يوما إلا وأدهشني بفكرة أو صورة أو أسلوب، فقد كان يكتب بوعي المفكر، وبقلم البارع، وبأسلوب الألمعي.
ومع أني لم ألتقه، بحكم اغترابي عن وطن الأجداد، لكني كنت أستشعر حضوره الشراري بنفسي، وطالما أحسست أن ثمة شبها بيننا، ربما لم يكن يحب الصخب، وربما كان يميل إلى الانفراد مع نفسه وقلمه، وربما أن هاجس الكتابة كان دائما متوهجا في نفسه، وربما أنه كان يكتب بعفوية النهر، ويعبق فكرا بعفوية الزهر، ويشع أدبا بعفوية القمر.
الغربة عن لبنان ليست محض بعد عن الأرض، لكنها اجتثاث لغابة ممتدة من التعلق والحزن الخاص ونبض الدم ودفء التفقد. أستشعر ذلك كله كلما رحل ذو قربى هناك، وتحتدم في دخيلتي آلام الاغتراب، وينكأ جرح لم يبرأ ولكن تكون أنستني ألمه تفاصيل الصخب ونشارة الزمن.
رحمك الله ابن العم، أعزي ذويك بصادق العزاء، وأرجوه تعالى أن يربط على قلوبهم بالصبر والاحتساب، فأنت خسارة للأدب، ولبنت جبيل ولبنان.
الشاعر رياض شقير
قبل ٥ سنوات التقيت بروحه النقية في قاعة الحركة الثقافية في بنت جبيل، وكان عشق الأرض وأهلها يفوح منه عطرا وكلاما…ومن باب التعارف ألقيت اكثر من قصيدة في محضره، منها قصيدة قاسية تذم أصحاب السلطة بكل ألوانها دون استثناء… اندهش المستمعون من حدة الكلام وجرأة التعبير، وما زادهم دهشة كان تصفيقه لما قلت وذاك البريق الساطع في عينيه، ونظرة تحثني على الثبات على موقفي دون تردد…
لقد فقد لبنان وجنوبه رجلا لم تفصله يوما السياسة عن الناس، ولا ابعدته المناصب عن هموم اهله… رجل عظيم يشبهنا جميعا، يتزين بالادب والدين لا بربطات العنق المستوردة، ترافقه بيوت الشعر وقوافي اللغة كلها، لا سيارات مصفحة…
يوم كان يتحدث عن أزمة المياه، وعن حق أهل الجنوب بالماء، وددت ان اقول له ان عين الشعر فيه تروي بوادي قاحلة، وأن ظله الطيب يمد فوق مجلسنا ظلا من التفاؤل وجرعة من الامل…
ابا حسان… لروحك السلام، ولذكراك الخلود
د. عماد فغالي ( منتدى لقاء في جونية )
قامةٌ ثقافيّةٌ عابرةٌ لكلّ مسافاتِ الأشخاص والانتماءات… منزّهٌ فطرةً عن صغائرَ تنخرُ الفكرَ في عوالمه!
بلال شرارة، أفقٌ هو، مَدُّهُ الشمسُ يطالها، في ما نثرَ من مِدادٍ على عاشقي الكلمة… في ما أثرى من أدبٍ على ممتشقي القلم… في ما أهدى من ثقافةٍ على طالبي العلم!
صفةٌ ميّزته، في رأيي خرجتْ على مألوف دوحة أهل المعرفة. وجهُه السمحُ، الطيّبُ القرب، جاذبٌ كلَّ حبيب، قال دومًا من غير كلام: “تعالوا يا مبارَكون، انهلوا، أنتم في حضرتي أخوةٌ تحبّون”! إليه جاؤوا يتلمّسون المعرفة، يتعرّفون مواضعَها الحقيقيّة، يستقون من منابعها الصفيّة ويرتقون!
اليوم، الوسطُ الثقافيّ يتجلببُ بالنعي، بالنحيب، البلالُ هامَ بالرحيل! تيتّمتِ الأنجمُ لاحت بالسواد. الأرضُ مثواه لبستْ أبهى حُلاها، حلّ فيها الجسدُ المعرفيّ، نطقتْ بالدرّ ترحابًا!
لتبقى ثورتُه على باطلِ الادّعاءات التي افترشتْ أديمَ الساحةِ الثقافيّةِ وقحةَ الرفعة المزيَّفة… ثورةٌ مقدّسة لن يخبو لها وهجٌ وحركتُه في بركة! في لبنانَ والترابُ تبرٌ عجائبيّ، يُنبتُ الحريّةَ قصيدةً ضوئيّة، امتداداتٍ عروبيّةَ الأصالةِ شدوًا على العالم!
لن تغمرَكَ أرضُ بنت جبيل إلاّ ذخيرةً مطوّبةً تهديها زادًا مستدامًا لحجّاج الرجاحةِ استزادةَ إنسانٍ يَنشدُ العلى!!
الكاتب حيدرة بهجت سليمان
الأديب الكبير الراحل و الشاعر المجيد و المناضل العنيد الكبير بلال شرارة رحم الله روحك الطاهرة.
نودعك بالحسرات على فقداننا لقامة بحجمك و بتاريخك الكبير .
اسكناك و سنبقيك في شغاف القلب و قلب العقل ما حيينا … السلام لروحك الطاهرة في عليائها
الشاعر إيلي شمعون
كنت تمسح دموع الغزارة. وما تخليها تبكي عبير
واحتلت بقلبك الصدارة. اميرة بثوبها الحرير
وقلب حسان هل الخصارت. مش مصدق اللعم يصير
يا حامل العلم وكل الحضارة. تركت فينا الم كبير
يا قلب مليان حب وطهارة. برحيلك خصرنا كتير
بس بيبقى اسم بلال شرارة. فوق الدني عم بطير
الإعلامي طلال مرتضى
حين قابلته أول مرة في روضة بيروت، تلمست في ملامحه صفة “الدكتاتور”، بصراحة أكثر واربتني عصاه دلالة الهوية..
لكن حدسي لم يخب للحظة، بأن الرجل ليس مهرجا مثل “كركوز وعيواظ” وإن العصا التي يحملها لم تكن (لهش) الريح، بل كانت تكنه في شبهتها نفس الرسل، وانني على يقين لو أنه رماها على بلاط الحكاية لاستحالت حية تسعى..
سألني عصام العبد الله بخبث: هل تعرف الرجل؟.
رددت: قبل ألف حكاية التقيته مصادفة على رصيف دمشقي في شارع الحلبوني، كانت تطاله أحذية عابري السبيل..
دهمتني غيرة الحليب فاشتريته وقتذاك “بثلث ليرات سورية”.
مسحت عن وجهه غبار الرصيف وتأبطته عائدا..
حين فتحت قلبه وأنا في باص التعب توقف عند أول سطر وتمتمت غيظاً: والحبر إن الشعر لفي قهر.
قلت لعصام: اعرف الرجل حبرا، وصمتت.
بلال شرارة رزنامة البلاد، منذ سنوات كان يدرك بأنه بقي وحده مثل “دينكوشوت الطواحين” بقي يصارع عصف الريح، يشيع كل يوم في دفتره اصدقاء الدرب ويعاتبهم بشدة:
لماذا تركتوني وحيدا؟.
امس نكب عصاه جانبا وركب فرس الريح وغادر على غير ضجيج.
يا د. عبير شرارة ثمة عبرة تخنق روحي في البعيد، لا يمكن لها ان تنفجر الا بعناقك.
الشاعر على صلوخ
ياالف حسرة عليك يا سيد بلال
يا مرافق الابطال عا دروب النضال
يا مزين الإبداع بالفعل المهيب
وبين الشرق والغرب وسعت المجال
بحيثك مثال بخاطر الفكر اللبيب
لما جمعت المعرفة بانبل خصال
بحيثك بفلسفة الوفا كنت الطبيب
وكنت المداوي من شرور الانفعال
ولما عصف عاوجودك الامر المريب
وحسيت انو العمر اخرته زوال
تعملقت بالفكر المحصن والنجيب
وسخرت للفعل البصيرة بلا جدال
ورغم الفنا ضليت بحضورك قريب
تكفكف دموع اللي ضناها الارتحال
وصاح الأدب والشعر وينك يا اديب
وصاح التآخي وين قيدوم الرجال
ورد الصدى بمقام هالكون الرحيب
الأبطال فينا خالدة عا كل حال
وأرض الكرامة صعب مسلكها يخيب
ما زالها شرارة جذورك يابلال
بشرع الثقافة باقية مضرب مثال
الكاتب غسان عشي
خبر مؤسف هذا الصباح خساره ثقافيه و وطنيه كبيره لا تعوض
بفقدان اخي بلال القلب و العين ، و فارس الكلمه
و صانعها و انشودة الجنوب و نضاله و بندقية فلسطين و ثائرها ، الاخ الجناح و الصديق السيف
و الامين الوفي .
بلال شراره وداعاً بدموع الاحبه حيث تحتضنك الارض التي احببت.
لروحك الطاهره و لذكراك الطيبه و العطره فيض سلام و محبه، فالعزاء مشترك ، احر التعازي القلبيه لعائلتك و محبيك على مساحة الوطن و الاغتراب ِ
د. جوزاف ياغي الجميل
فارس الرجاء
كبير من بلادي عاش كبيرا ومات كما الأشجار واقفا.
في يراعه الموج وآيات زنابق الحياة.
مات ..من قال؟
أمثاله لا يموتون. عبر إلى الضفة الأخرى، حيث الجمال والكمال.
بلال رفعت شرارة، يا أرزة علم بلادي، أيها الجبل الملهم، في عميق الإحساس، سنشتاق إليك، إلى قلمك الحر الأبي.
مع إطلالة كل صباح، سيذكرنا الفجر أن ديك الثقافة لم يصح.
وعند كل غروب، ستطالعنا حمرة الأفق العاري كأفكار ناسك يبحث عن مقاماته الورقاء.
وحين يسامرنا القمر، ستكون الليلة أشد ظلاما وسنفتقدك إلى أقصى حدود الدهشة.
مات..من قال؟
يذوب بين يدي قلبي حبر المقال. تصمت رسولة الينابيع حزنا على الراحل، في عصر الجليد.
أي حزن راود الخنساء، يا صخر؟
كم يليق بنا البكاء وبك الفخر!
أيها المبحر فجرا إلى سدرة الشذا والجلال،
أيها الواقف على جفن الموت غير هياب نداء القدر،
كيف لا تحترق الدموع إيذانا بعصر جديد؟
أيها الفارس المقدام رحلت، ولم تترجل.
رحلت.. ؟ -ما أتعس هذه القصة!
رحلت..وفي القلب ألف غصة، على لبنانك الجريح.
ظالم أنت، أيها الوباء!
كيف تصطاد من بيننا الأحباء، بلا حياء؟
أشك أن يكون المرض قد اقتفى خطاك.
أظن قلبك فجرته على الوطن كآبة خرساء.
كيف لا وأنت تراه يذوب قهرا، بين يديك؟
كيف لا تنفجر وطفل الحب تسحقه الظلال؟
بلال رفعت شرارة، أيها المثقف الوفي، كريم في عينيك أن تقود المركب المسحور. ضمنا إليك في رحلتك العودة إلى الجذور، إلى الجنة التي طردنا منها، في بداية الزمن. طردنا منها، كما سنطرد من الوطن، لأننا لا نستحق الجنتين.
أيتها الشرارة المتوهجة بالحب، أكاد أسمعك تخبر سيد السماء قصصا مروعة عن جرائم أنصاف آلهة الأرض بحق الإنسان، في لبنان. تصف له ثقافة الموت التي انتشرت في أرض الله التي ضاقت بأهلها حتى التخمة.
أيها الحاضر غيابا، باسمنا جميعا لك نقول: هنيئا لك رحلتك الأخيرة، أيها الصوت الأبي. ستبقى في قلوبنا والضمائر شعلة لا تطفئها رياح الحقد، أو أعاصير النسيان. ستنبت مجددا، في أزاهير نيسان ورودا متجددة بالأمل؛ لأن ما بذرته في عارفيك ومحبيك، سيثمر سنابل فرح ورجاء. لنا الرحمة، ولك الخلود والبقاء.
الشاعرة زينة ابراهيم
جهاد منذ بداية الوعي..مذ ولدنا والصهاينة يحتلون فلسطين..مقاوم..مناضل..مجاهد..ايقونة بنت جبيل والجبهات..اتكا الشعر على عصاه..اغمض اخر بيت للشعر..اطفأ شمع الكلمة ونام..رحل بلال شرارة..انتقل لضيافة الرحمان ليلتلقي الاب المعطاء الحاج رفعت..لكل عائلته العزاء..وكلنا فيه اصحاب عزاء للعائلة الكريمة ووالدته الصبر..وله الرحمة والجنان…وداعا بلال شرارة
الكاتبة كاتيا شقير
.كأنه كان يعلم أنّ رحيله قريب ، تقاعد عن الحياة قبل سنّ التقاعد ومهّد لنا بكتاباته بأنه سيعبر قريبا الى المكان الافضل وسيرحل تاركا الحاكورة والزيتون وطيور الجنوب تئنّ لرحيل عصاميّ قلّ مثاله ذهب ليستريح من ايام ثقال عانى فيها موت الوطن .
الى جنان الخلد ايها الراحل الكبير #بلالشرارة المؤمن بفناء الجسد وخلود الروح . ولك يا عبير يا صديقتي الحزينة كل العزاء وانا اسمع أنين روحك وألم الرحيل المبكر ، وانت من أخبرتني منذ يومين “البابا بكل الحالات رح يرتاح ويعيش .. نحن الاموات”..
الكاتب عبد الله طباغ
إسدلت الستارة اليوم على رحلة مديدة بدات وأنتهت عند تخوم فلسطين
ستارة لم تعرف زيف الالوان ،بقيت وفية للونها الطبيعي حبرا وشعرا ونثرا وخبرا وموقفا ،
ستارة لم تحابي ولم تتملق ولم تتزلف لمقعد او وظيفة او كرسي
ستارة بيضاء كانت واستمرت ناصعة الى ان لفها الموت اليوم.
فترجل صاحبها عن صهوة حياته تاركا خلفه عكازه الذي شاطره حمل السنين والحنين الى بنت جبيل وفلسطين.
رحل بلال شرارة بصمت تاركا خلفه جبلا من المواقف الوطنية والقومية فكان خير خلف لابنته الدكتورة عبير شرارة أستاذي وصديقي امين عام مجلس النواب اللبناني مدير عام العلاقات الخارجية رئيس الحركة الثقافية بلبنان ورئيس تحرير مجلة مقاربات الرحمة لروحك الطاهرة وعزائي للأهل جميعًا
الشاعر محمد حسين بزي
رحل أيقونة الأسماء
رحل ابن بنت جبيل وفلسطين حتى الرمق الأخير
رحل الشاعر الممشوق على الشروق
رحل الأديب المستفز للضاد
رحل شرارة القصيدة وفتاها
رحل شيخ التراب العاملي المبرور
رحل بلال صباحاتنا المرفوعة على الشعر
رحل صديقي بلال ولم ينتظرني على قافية النهر
أبا حسّان، حتى نلتقي.. عليك سلام الشعر
وإليك صلاة القصيدة في الخالدين.
مقالة بلال شرارة في 6 شباط.
تعب ( ؟ ) تاريخ ( ؟ )
الليلة ، اقصد الان ، في هذه اللحظه بالذات لا اتذكر رقم حلقات تعبي ولا تاريخها ٠ لذلك سأمضي في مغامره الكتابة على دفتر الوقت في المكان الملتبس ٠٠
ربما في شباط ( فبراير ) من كل عام حين ملاك الموت يطبق على العجائز و يأخذ وديعة ارواحهم التي تلكأت في الرحيل ٠٠
ربما في كل شباط ( فبراير ) موعد الموت الغامض ٠٠ المفاجئ ٠٠ المؤلم ٠٠ اللذيذ الذي نسمع وقع اقدامه على بلاط ارواح المغادرين و نراه بأم اعيننا كيف يتكاثر عندنا و يأخذ من بيننا من سوف ننتبه الى اننا نحبه بشده و نشتاقه بلوعه و نهمس له بسر اسرارنا ٠
في هذا الوقت ٠٠شباط ( فبراير ) لو انه الموت يعطي ساعة من الوقت للميت قبل موته لينجز مواعيده ٠٠ لينهي مكالمته الهاتفية ٠٠ ليكتب آخر هوامشه و ملاحظاته على زاوية الكتاب الاخير المقيم على زاوية السرير ٠٠
اعتقد انه في كل شباط( فبراير ) يأتي طيف الميت الصعب الذي كان شديد الحياة يتجول ها هنا يبحث ويفلفش ذاكرتنا لعله يجد انه هو نفسه لا زال مقيماً فينا و لكن ٠٠
اود لو انني لا اخضع للتجربه و اقف في الصف و اتراصف ثم اسدل يدي وانتظر دوري الممل لياتي ذلك المحارب الملاك و يقطف زهرة روحي اذ لا اعتقد انه بقي عندي ما افعله فقد اسنفدت ذاتي !
كنت افكر لو انني اجد محام يدافع عن روحي امام المحققين في غرفة محكمة وجداني ٠٠ فكرت كثيرا ثم انتبهت انني لم افعل شيئا ( محرزاً ) حتى انني لم ارتكب حماقات جميلة ٠٠ لم اتوهم نفسي ولست مصاباً بجنون العظمه و اني على قناعة تامه بأن ( القناعه كنز لا يفنى ) و و واقعي و مقتنع بأني لا املك السلطه لاجعل الامور على شاكلتي و لا اريد ان املك اي سلطه ! و ان كل ما في الامر ان لغة التوريه التي اذهب بها اليها تجعلني واضحا كطير ابيض يحط على زاوية السطح العاري للمكان في هذا الشهر الشتوي ٠
اذن ياصاحبي اذهب وارقد بسلام اذ ليس للميت صاحب ! الميت يموت فحسب و لا يبقى منه سوى ( خبريه ) ٠٠ ( سالفه ) ٠٠ صورة حركته الاخيره ٠٠ صوت رحيل روحه ٠٠ امساك آخر انفاسه و هي تطلق زفيرها ٠ انا يا صاحبي ! سأذهب لكي احاول النوم ونسيان اننا قد نعارفنا ذات يوم ٠
الكلمة الأخيرة للراحل بلال شرارة على صفحته الفسيبوكية :
..في 25 شباط الماصي , نشر الشاعر والأديب الراحل على صفحته الفيسبوكية الكلمة الأخيرة له , قال فيها :
” في هذا الزمان ، العواصف تذهب محملة بغبارنا، وتأتي لتكسر لوزنا و فنود الخوخه .
الاشجار. اللوزيه لا تصمد بوجه العواصف.
انا سنديانة عتيقة لا تكسرني عواصف الكلام” .
#و في مقطوعة ثانية ننشرها في 14 شباط 2021 قال :
” هذا المكان ، ليس لي مكان فيه.
انه. الفراغ ؟!
بل انه الخواء ” .