.. إثر تلقينا نبأ غياب الشاعر والكاتب الأستاذ بلال شرارة ، توقف موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي عن النشر و أعلنت صفحة أصدقاء موقع ” ميزان الزمان ” وصفحة ” أخبار ونشاطات ثقافية ” الحداد لمدة ثلاثة أيام ولم تنشر أي خبر سوى ما يكتب عن رحيل الشاعر والمناضل والصديق الداعم دائما لنشاطهما الإعلامي في ميدان الثقافة كتحية وفاء لمحب ومخلص للعمل الثقافي على الساحة اللبنانية .
.. وهنا الجزء الأول من الكتابات التي نشرت دون ترتيب أو تراتبية في النشر ، مع أولوية النشر لكلمة صديقه المقرب دولة رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري :
كلمة الرئيس نبيه بري
بلال شرارة..الإنتماء الأصيل
كلمة الرئيس بري
في جريدة ” النهار “
كتب دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري افتتاحية النهار عن امين عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب عضو المكتب السياسي في حركة أمل الراحل الاستاذ بلال شرارة :
بلال “شرارة” الانتماء الأصيل .
أول الآذان للصلاة كان “بلال” .
وأول المقاومة “شرارة”… ومؤذنها “بلال” .
قبضة نار … يد من أوار تقبض على الجنوب ويبقى مع الأديم كما هو .
“بلال” على غير عادته !
اللقاء معه هذه المرة لم يكن لتوقيع بريد إداري …أو حوار على فكرة وهو الفكرة … والأفكار لا تموت .
ولا لقاء على نص أدبي خطه يراعه وهو ابدا لم ولن يكون خارج النص.
ولا على نقدٍ لقصيدة إلتمعت من بنات أفكاره … كبارق ثغر متبسم أوكحد سيف يماني !
وليس اللقاء لاهداء منه إليَّ.. ديوان شعر صاغه قواف من عسل وتين ولون صوّره من إخضرار الزيتون وطور السنين!
عذراً “بلال” هي المرة الوحيدة منذ أن “أقتحمتنا” قبل أربعة عقود ونيف شاهراً “السيف” و”القلم”، أبحث عنك اليوم فلا أجدك على كتف فلسطين في مارون ويارون و عيترون والعرقوب مؤذنا لحقها … لقدسها …لقيامتها… لانتصارها وتحريرها …من بحرها الى نهرها.
لكن على غير عادتك وجدتك مغمض العينين عن كل الأشياء …حلوها ومرها …عن كل الجهات إلاّ عن جهة العروبة ولبنان وفلسطين.
متوسداً التراب الذي كنت منه لتعود اليه.
متدثراً الريحان والاقحوان والبيان .
عفواً “بلال” هذه المرّة نخالفك الرأي .
الموت ليس حدثاً عادياً.
موتك وموت الكبار في هذه اللحظة إنكسار .
من كان مثلك مسحوراً بالوفاء والحركية والعنفوان لا يكفيه العزاء.
بعدك تنتهي النهارات ويبدأ الليل .
بعدك من يبشر بالربيع ؟
بعدك من سيكتب بلغة القرآن العربية وليس بلغة الأعراب ؟
من سيكتب عن الحواكير التي مشيت على أشواكها ؟
من سيحصي نجوم السماء في ليالي الحراسة ؟
من سيؤرخ بلغة الصدق دون أي تشكيل أو علامات تعجّب أو وإستفهام، أن فلسطين والإنتساب الى المقاومة والشهداء ليس خطأً شائعاً وليس فعلاً مبنياً على المجهول للضمير العربي الغائب؟
“ابو حسان” يا “شرارة” الإنتماء العربي الأصيل للأرض والإنسان في حياتك لم تتزلف المحبة والصداقة، كنت الصديق وقت الضيق. صرت بعضاً منا وركناً من عائلتنا الكبرى “أمل” .
في يوم رحيلك “أُعزى”… و”أُعزي” نفسي وأسرتك وكل محبيك في لبنان وبلاد الانتشار وزملائك في المجلس النيابي، والمثقفين والادباء والإعلاميين في لبنان والعالم العربي واتحاد الكتاب اللبنانيين والحركة والثقافية في لبنان وإخوانك في افواج المقاومة اللبنانية أمل والمقاومة الفلسطينية .
نستأذنك كي نضّمد جرحاً عميقاً أحدثه غيابك .
نستميحك عذراً لنضّمد الكلام ونسعف الحروف من الجروح.
“بلال” ثقيل رحيلك .
فالكتابة مني إليك وصف، والوصف مهما سما لا يتماهى مع الموصوف.
الى جنان الخلد وجوار الشهداء والصديقين وحسبنا في يوم وداعك قوله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم: ” الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ “.
صدق الله العظيم .
“بلال” أول سطر في سفر الخلود … الله معك .
الإعلامية نادين صموئيل شلهوب :
… المتواضع، رافع الكلفة مع نفسه ومع الناس،
إبن الجنوب الجنوب،
الذي ألغى الأنا من طريقه، بلال شرارة … حارس الكلمة وكرم التين لروحك ألف تحية وسلام…
وإنطلق بحريةٍ عبر القارات والمحيطات
ليكون أستاذاً في التربية على الديموقراطية.
الأستاذ بلال شرارة رئيس الحركة الثقافية في لبنان
نودّعك في رحيلك، ببعض عباراتٍ من كلماتك
بحيث ستبقى لنا ذكرى
من عطر حراكك الثقافي
والتألق الدائم في حضورك على الرغم من الغياب.
من كتاب “أصداء” ٢٠١٨ :
” أنا مفرط في حبّ أسماء الأمكنة، وأحبّ أسماء الشهداء والأحياء. لغة الفقر هي لغة عالية، وأغلى من لغة المال، لغة الفقر تقول: يأكل ضوء القمر بخبز.”
” كنت أحبّ كل شيء في بلدي، لكن للأسف لم يتركوا لنا أي شيء نحبّه، ولهذا السبب أحبّ أن أسافر ولا أبقى هنا”
” اللاصق الوحيد للبنانيين هو اللغة، التي بقيت، وفي فترة كانت الليرة، ولكن الليرة ذهبت، لنترك المؤسسات تنمو وهي تتولى المسؤولية”
“لا الإقتصاد يعمل السياسة، ولا السياسة تعمل الإقتصاد، بل الثقاقة التي تبني بلداً وهي أساس الوطن. الثقاقة هي التي تجمع الجميع”
” أنا أدعم المرأة، وأطلب أن يتركوها تتصرف كناخبة ومنتخبة، أن يكون لها الحرية في الإختيار، الديموقراطية هي ثقاقة”
“لا أحبّ أن يُطلب مني الكلام، فأنا أحبّ فقط أن أكتب. لديّ موهبة الكتابة وليس موهبة الخطابة”
وما بين الفصحى والمحكي ستبقى دواوينك: الوادي، برج التين، دفتر خرطوش، الدكتاتور أنا، رحلات، نقطة آخر الشعر، أخطاء شائعة، في وجداننا والعقول.
الرحمة لروحك والسلام
الشاعرة جمانة شحود نجار
ما أصعب رحيل الأنقياء / لك كل الرحمة والمغفرة، تركت خلفك الكثير من المحبة والضوء
الدكتور قاسم قاسم
ها هو يدخل درب الحب في الوادي، يرمي خلفه كل همومه ، ثم يبحث عن وجه حبيبته، ويقترب من الأشجار يتفقدها ، يصافحها، يحضنها، وبعدها يغلق باب الليل وينام.
بعد أن ترك وصية جاء فيها:
اشعل المصباح في الليل
ليراك التائه
رتل احزانك في عينيك
واتبع قلبك… احبب
اجعل واديك كروما للحب
و….واقرأ.
هل امسى وحيدا منذ الامس؟
د. دزيريه صقال وجمعية ” تجاوز “
كلمة وفاء إلى بلال شرارة
نزَلَ علينا خبَرُ رحيلِكَ نزولَ الصاعِقَةِ: غابَ بلال شرارة!
كيفَ يغيبُ عنّا مَنْ كانَ عَصَبَ الحركَةِ في كلِّ زاويةٍ مِنْ زوايا ثقافَتِنا، وفي مختَلَفِ الاتّجاهاتِ؟
كيفَ يغيبُ مَنْ فاحَ عِطرُهُ في كلِّ حرفٍ من حروفِنا، وفي كلِّ كلمةٍ مُغمَّسَةٍ بشِعرِيَّةِ القصيدَةِ أَو بِبلاغَةِ النثرِ؟
كيفَ تَغيبُ، يا بِلال، وأَنْتَ تسكُنُ كلَّ زاويةٍ من زَوايا اجْتِماعاتِنا، وأنا لا أزالُ أَراكَ حاضرًا في كلِّ معضِلَةٍ تطرأُ لتحُلَّها بحِكْمتِكَ ومحبَّتِكَ؟
كيفَ تغيبُ وَأَنتَ حاضِرٌ في كلِّ قلبٍ من قلوبِنا كالشمسِ تَنشرُ خيوطَها في كلِّ مكانٍ، وتبُثُّ الدفْءَ والطمَأْنينَةَ فيها؟
لا، واللهِ، لا صوتُكَ غابِ ولا صورَتُكَ، ولا روحُكَ التي نشعرُ بها في كلِّ لحظةٍ.
كيفَ تغيبُ عنِ الثقافةِ وَأَنتَ رِفْدُها منذُ عقودٍ، والنمِرُ المناضِلُ في سبيلِها، مُذ عَرَفْتُكَ للمرَّةِ الأولى منذ خمسةٍ وعشرينَ عامًا أو يزيدُ؟
لا يا بلالُ، أَنتَ ما غِبْتَ، بل أغْمَضْتَ عينَيْكَ إِغماضةَ الواثقِ، فقد تركْتَ خَلْفَكَ مَنْ يصونُ إِرْثَكَ، ويَحميهِ بدموعِ عينيه.
لا يا بلال، مثلُكَ لا يغيبُ، بل ينامُ مرتاحًا في قلوبِ أصدقائِهِ الكُثُرِ، ويعيشُ في أعصابِهِمْ طالما نَبَضَ بهمْ قلبٌ وتَحَرَّكَتْ فيهم روحٌ.
لعلّكَ، يا صديقي – يا صديقَنا جميعًا – أَبَيْتَ أَنْ تنحدرَ إلى الدَّرَكِ الذي صرنا فيهِ، فتركْتَ هذا العالمَ المحطّمَ لتراهُ مِنْ فوقُ، حيثُ أَنتَ، كما كانَ مِنْ قبلُ، وتحفَظُ صورتَهُ بقلبِكَ الذي لا يتوقَّفُ عنِ الخفَقانِ.
أَيُّها الصديقُ الكبيرُ، حتى في صمتِهِ، أَقولُ لكَ وَأَنتَ في تساميكَ الأخيرِ، إنَّ هذا الوطنِ، مثلَنا جميعًا، يفخرُ بكَ.
الدكتور وجيه فانوس
فجيعتي بفقدانِ العزيز الغالي
“بلال شرارة” لا تُعَوَّض.
مَن للثقافةِ وجمعِ الأحبَّةِ حولها، خدمةً للوطنيَّة والوطن؛ مَن بَعدَكَ يا “أستاذ بلال”؟!!
بِئسَ زمنٌ تغادرُ فيهِ دنيانا، يا مناضلاً وطنيَّاً كبيراً، على مساحةِ المُخلصين الواعين مِن ناسِ الوطنِ وطموحاتِهِم الحقيقيَّةِ الصَّادقةِ؛ فيما أهلُ سياسةٍ حمقاءَ رعناءَ، ما برحوا يَتناتشونَ، بِكُلِّ عَبَثٍ جِيَفَ أطماعِهِم المُجرمةِ وأوهامِهِم الفارِغَةِ.
“بلال شرارة”،
أخاً عزيزاً وصديقاً كريماً ورائياً ثقافيَّاً مخلصاً لرؤياه وعروبياً جعل من فلسطين وجود عمره،
لن أقول وداعاً؛
بَلْ هنيئاً لكَ بالرَّحيلِ إلى رحابِ جمالاتِ الشُّهداءِ والأولياءِ والأطهارِ، في جِنانِ الرَّضوان.
لا تقلق” أبا حسَّان”،
سيعرفونَكَ لحظةَ تُقبِلْ عليهِم؛ مِن طِيبةِ سيمائِكَ الفذَّةِ وعُمْقِ رؤاكَ المبدعة.
الشاعرة أمال معوض فرنجية
عم الحزن بنت جبيل لفقدانها إبنها البار رجل الثقافة والإبداع.
بلال شرارة الاديب والشاعر ومؤسس ورئيس الحركة الثقافية في لبنان خسارة فكرية كبيرة لن تعوضها الأيام.
نام اليوم وهو يعانق شجرات التين والتوت والزيتون، ويرتاح الى سكينة الوادي بعد التعب والنضال وهو من قال “انا سنديانة عتيقة لا تكسرني عواصف الكلام” ولن تكسر ذكراه ابدا
بلال شرارة لم يرحل، هو حي في قلوب أصدقائه ووجدان أخيه وإخواته وأبنائه واحفاده.
بلال شرارة رجل لن يتكرر ستفتقده المنابر والاماكن والساحات.
أتقدم بالتعازي لوالدته الحبيبة وإلى عائلته وأخيه الأستاذ حسن وأخواته نغم وزينب وصفا والحبيبة الصديقة الشاعرة رندة
و جميع من احبه .
الشاعر علي وهبي دهيني
صديقي الغالي رئيس الحركة الثقافية في لبنان (الاستاذ بلال شرارة ) .
سيبقى حضورك أقوى من الرحيل وستبقى جذورك مسافرة بأعماقنا وحروفك تنبض في وجداننا ..
سميتُكَ الشفقَ المُسافرَ عِندَما
رحلَ المساءُ وعادَ فجراً مُلهَما
لتخطَّ ألوانَ الحياةِ بحكمةٍ
أرقى من الصبحِ النّديِّ وأكرَما
قدْ تخذِلُ الأشعارُ بوحَ يراعتي
إنْ لمْ يكنْ حرفي إليكَ قدِ انتمى
إنْ لمْ أطُفْ بسنا ثراكَ بأضلُعي
وأعُودُ من عينيكَ أغرفُ منهما
قلبي كأنَّ الضوءَ باغَتَ عتمَهُ
ليرفَّ في جنحيكَ عِشقاً للسَّما
فافتح أكفَّكَ قدْ أتيتُكَ أرتوي
ممّا لديكَ وقدْ عَرفْتُكَ زمزما
منكَ استعارَ الحبرُ كلَّ بهائِهِ
كيما يطالَ بمقلتيكَ الأنجُما
الشاعرة أسيل سقلاوي
مهلاً فهذا الموت يسألُ عنّا
لا عنكَ يسألُ
قد أسأنا الظنّا
كنا نفتش في ابتكارات الفنون
عن اللقاء
فكانَ موتكَ فنّا
و الأمنياتُ تكاثرتْ عند الرحيلِ
فليتنا من قبلهِ
نتمنى…
منك اقتبسنا للحنين كواكبًا
لم ندرِ أن الموت يبزغ منّا
إنّ الخلودَ
حياةُ ما بعد الحياةِ
و صرتَ بعد الموتِ
أصغَرَ سنّا
وداعًا بلال شرارة.
قصيدة الشاعر المير طارق آل ناصر الدين
بلال شرارة.
بلال مازال يحيا بي ويحييني
فالموت يعجز عن تغيير تكويني..
فيا شرارة حب أشعلت قلما
حرا أحسك أنت الان ترثيني..
رسول حب أبو حسان فارقنا
باق عبيرك يسري في شراييني..
إلى اللقاء.. على حب يجددنا
مادام مثواك بين الحور والعين.
الكاتب المسرحي يوسف رقة
( غاب على غيمة , قبل اكتمال المشهد على الخشبة )
..حملته النسائم الربيعية مع طيف الدواري وأناشيد البلابل والطيور المهاجرة إلى غيمة بيضاء وعدَّته أن تمرَّ به فوق أرض فلسطين ليعيش وقتاً فلسطينياً إضافياً يتوقف خلاله برهة فوق مدينة القدس ليصلي صلاته الأخيرة ويرتل قصيدته التي عاش بلال شرارة طويلا من اجل كتابة سطرها الأخير , لكنه رحل قبل أن يكتبه .
بلال شرارة , ذلك الشاب الذي التقيته منذ عقود في منزل عمه في شارع بربور الفنان التشكيلي الراحل عدنان شرارة (أحد مؤسسي حركة القوميين العرب ) لم أتعرف عليه كشاعر ولم تظهر عليه يومها أشكال المثقفين الذين يطلقون الكلام من أطراف شفاههم أو يحملون الكتاب والجريدة بين ايديهم ..هو من كان يحمل على أكتافه أعباء أمة وبعض أثار الغبار الآتية من خلف صخور المقاومة في القرى المواجهة للشريط الحدودي المحتل في ذلك الزمن .
يوم زرنا مركز الحركة الثقافية في بلدته بنت جبيل , اصطحبني برفقة الصديق نعمة بدوي لرؤية بناء المسرح الذي عمل على إنشائه طويلا , وقفنا كمن يقف على الأطلال أمام مدرجات الصالة الفارغة من التجهيزات والخشبة , صالة لا تزال على الباطون .
وقفنا نتأمل أحلامنا والمشهد المسرحي الذي لم يبدأ عرض افتتاحه .. قال لي : ” انتهينا الأن من بناء قاعة المسرح وربما نتمكن قريبا من استكمال التجهيزات التي يحتاج لها “..
غاب البلال ولم يكتمل المشهد وبقيت صالة المسرح تنتظر صرخته عبر خشبتها التي قد يقول فيها:
هل هي ثورة حتى النصر أم ثورة حتى النوم او نوم حتى الثورة ؟!
وربما يلقي قصيدة من ( نقطة على الشعر ) يقول فيها :
سأطلع يوماً
من صمت هذا السكون
من وحشة العزلة القاتلة
أصرخ في السكت ان ينجزر
سأصبح يوما فراشة ضوء عتيق
اكتب ما فاتني في عتمةروحي
ألون إسوارة من عقيق
لعل اليد التي ترتديها
تأخذني من يدي
نحو صبح رقيق
و تشعل التين في خاطري
و تغسل فكرة بالندى
تغني لها عصفورة الشوك و البيلسان
لو ان يوماً سيأتي
(………)
إلى أين أمضي
اذا عشت عقداً جديداً ؟
بلال شرارة , الإنسان المتواضع , العفوي , العاطفي و الحنون… هو لا يحمل فقط لقب “الشاعر ” , لأنه أكثر من ذلك , هو شاعر وأديب وعرّاب في محافل الثقافة , و هو “جوهرجي الكلام ” .
لم أسمع البلال يتكلم يوماً بلغة طائفية أو مذهبية… كان يحمل همّ الوطن والأرض والعروبة وفلسطين ..
كان يقول ساخرا من أوضاع البلاد : أطمح أن أصيرَ وزيراً ” للفراغ ” لانها حقيبة غير ملموسة أو محسوسة وبالتالي فلن يتنافس عليها لا الطوائف ولا المذاهب .
بلال شرارة المناضل الوطني والعربي هو أيضا الإنسان و الأخ والأب والجد الحنون , ترى البسمة ترتسم على وجهه ومحياه بفرح غامر عند ذكر اسم من أسماء أحفاده .
عزاؤنا كبير برحيل الجندي الذي كان حاضرا أبدا في إحياء مهرجانات صور الثقافية العربية والدولية , والساعي دائما لتنشيط العمل الثقافي في الميادين كافة .
باسمي وباسم أسرة موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي في بيروت وأسرة ” صفحة أخبار ونشاطات ثقافية ” التي كان الداعم الأول لها , أتقدم بالتعازي القلبية من الحركة الثقافية في لبنان وأصدقاء البلال ورفاق دربه ومسيرته النضالية , وعائلته وعقيلته وولديه حسان والزميلة الإعلامية الشاعرة عبير , وشقيقته الصديقة الشاعرة رندة رفعت شرارة .
رحيل البلال , سيترك فراغا كبيرا على ساحتنا الثقافية ..سنفتقدك كثيرا أيها الطيب ..وسنفتقد لصباحات الأحد على طاولتك في ” المقهى الصغير ” المطل على شاطئ الرملة البيضاء ..أوصل سلامي إلى أستاذي عدنان .. في غيابك ” الدنيا مكسورة ” يالبلال …السلام لروحك .
الإعلامي محمد عمرو
رحل بلال شرارة وجدول أعماله ما زال مليئا بالمواعيد والاجتماعات …
انها إرادة الخالق فلا حول ولا قوة الا بالله..
بلال شرارة الداعم للثقافة لم يمت بل رحل جسده..
فالحركة الثقافية مستمرة ..
والأدباء والشعراء مستمرون ..
وهذا الاستمرار هو ما كان يؤمن به ويعمل له بلال شرارة ..
مهما كتبنا عنه تبقى أعماله أكبر من أن تحكى ..
نم قرير العين فمسيرة الحركة الثقافية في لبنان مستمرة
الشاعر عبد القادر حصني
الصديق الأديب الشاعر بلال شرارة
يصعبُ عليّ أن أودّعك بغير هذه القصيدة (الولد على عكّازه) من ديواني (سارقو النار) الصادر في بيروت عام 2014. ففي هذه القصيدة الكثير مما كان بيننا.
الولد على عكازه……….. إلى الشاعر بلال شرارة
الوادي
يستيقظُ هذا الوادي قبلَ الناسْ
أبكرَ مما يخطرُ في بالِ الوردِ
وأندى من بنتٍ نامتْ بنتاً،
وأفاقتْ،
كي تتأكّدَ أنْ ما زالتْ
فلقد فاجأها ماءٌ،
فتّتَ فيه شقائقَه النعمانُ
وفِصحٌ،
يوشكُ أنْ تُقرَعَ فيه الأجراسْ
فاجأها دفءٌ، لا يشبههُ إلاّ نيسانُ
وإحساسٌ،
سوف يدورُ مع القمرِ الأحمرِ
حتّى يصبحَ من (عادتها) هذا الإحساسْ.
أشجارٌ عاريةٌ، يقطرُ منها ماءُ الليلِ،
وأحلى
تنشرُ أخضرَها الغامقَ حتّى يتدلّى،
فتمشطُهُ الريحْ
ماءٌ تتمرأى فيه سماءٌ،
شفَّ فصارَ هواءً،
يتذكَّرُ شَعراً نشّفَ أقدامَ الربِّ،
وربّاً يغسلُ أقدامَ حواريّيهِ،
فمن ينزعُ من ذاكرة الأرضِ ترابَ الأرضِ،
وقد مرّ عليه مسيحْ؟!
وحدَ صديقي يتركني وحدي،
وتسافرُ عيناهُ إلى الخطِّ الواصلِ
من بنت جبيل إلى مارون الراسْ
يتبع عينيهِ إلى أن تُدمي أسلاكٌ شائكةٌ
جسدَ العاشقِ…
انظرْ،
ما أكبرَ إكليلَ الشوكِ!
وما أصعبَ أن يصبحَ في حجم العالمِ
هذا القُدّاسْ!
برج التين
عِمْتَ صباحًا يا شجرَ التينْ
يا شاهدَ عريِ العالمِ
لمّا انفرجَ الغّمْرُ
ولمّا الفُرجَةُ مجنونٌ فيها كلٌّ في جنّتِهِ…
مجنونونَ ومجنوناتٌ
شُغْلُ مجانينْ
ما لم يلحَقْ سِفْرٌ للتثنيةِ الأعمقِ معنى من سِفْرِ التكوينْ.
كانا… كان التينْ
يعرف أنْ جاءَ القلمُ الأوَّلُ… جاءَ اللوحُ
ليفتَتِحا أعصُرَ ما قبل التدوينْ.
الرمانُ المُتَشَقِّقُ عن أحمرِهِ مكتوبًا كان علينا
التفَّاحُ المُتَستِّرُ
خلف غلالاتِ الخجلِ الحمرِ على خدَّيهِ
مكتوبًا كان علينا
التوتُ الناهدُ من حلماتِ التوتِ،
تنهّدَ،
فتَّتَ أوراقَ بنفسجِهِ من شفتيهِ على شفتينا
هو أيضًا مكتوبًا كان علينا
لكنّ صديقي كان حزينًا
حاولَ أن يولدَ في أبراجٍ شتّى
خلقَ النسوةَ من أشجارٍ شتّى
ملأ الصيفَ سلالاً من فاكهةٍ شتّى
هو حاولَ ـ في أسطورته ـ شيئًا آخرَ
غيرَ الحُورِ العِينْ
هو حاولَ أن يولدَ في (برجِ التينْ)
هو حاول أنْ يُفرحنا، وهو حزينْ.
المتبقّي من ليلٍ في محبرة الماءْ
المتبقّي من شمسٍ في قصبٍ علّمه اللهُ الأسماءْ
الصمتُ/ الضوضاءْ
باحَا: ليسَ الليلُ جميلاً
ليسَ جميلاً أنَّ نهارًا في مفرده
يهتك ستر الأشياءْ
الأجملُ أن تتبجّس في ظلمات الليل الأضواءْ
الأجملُ ما أبقت حوّاءُ بآدم
الأجملُ ما أبقى آدمُ في حوّاءْ.
الولد على بارودته:
كان لطعم الثورةِ طعمُ الحلمِ وطعمُ الناسِ،
وكان الثوّارُ إلى حدٍّ لا بأسَ به
عشّاقًا رومانسيينْ
في ذاك الزمنِ الموغلِ في قِدَمٍ ليس
بعددِ السنواتِ
عنيتُ أواسطَ ستينياتِ القرن الماضي
أذكرُ أنْ كان الدفءُ المحلومُ به طفلاً
دفئًا فردًا
لم يتفرّقْ بعدُ ليصبحَ دفءَ الأمِّ
ودفءَ الأرضِ
ودفءَ العشقِ
ودفءَ فلسطينْ
كان يجولُ ببالِ الحاملِ بارودته
صورٌ من صورِ الشعراءِ
ومن صور القصاصينَ
ومن صور الفنانين التشكيليينْ
الولدُ البنتجبيليُّ
الشاعرُ فوق العادةِ
العاشقُ حدَّ الوَلَهِ
المتوزِّعُ في الأمكنةِ
المتَخندِقُ في جسدِ الأرضِ مع السوسنةِ
الظلُّ العالي ألقى ظلًّا منه عليه،
ومضى
في رام الله أجملُ حين أموتْ
أجملُ من بيروتْ
يبدو أنّ (الختيارَ)
رأى ما يذهبُ بالحلمِ إلى السوقِ،
على أيدي العربِ العرّابينْ
ماذا يعني أن ينقسمَ الصفرُ على عددٍ؟
يعني أنّكَ في اللاتعيينْ
الولدُ البنتجبيليُّ
أراهُ الشاعرُ فيه أيضًا
أنّ هنالك فرقًا ما بين التيّانِ
وبيّاعِ التينْ
وإذا ضحكَ الآنَ أمامكَ
تشعرُ كم هذا الولدُ البنتجبيليُّ حزينْ!
موت الجنرال
في العادة يأوي جنرالاتُ الحربِ إلى عزلتهمْ
يستخدمُ كلٌّ منهم مكنسةً، ويجمِّعُ ما في داخله من أوزارٍ،
يودعها في الثلاّجةِ، أو يُجْملُها، ويجيّرُها لحسابِ الحربْ
«يتشعبَطُ» بتلابيب العمرِ المُتفلِّتِ منه بالشُربْ
كأساً كأساً يجري فصلاً للقوات بداخلِهِ،
منتهِزاً فرصةَ إرسالِ العقلِ إلى منفاهُ..
وأنّ ظروفاً واتته من قبل،
فنفّذَ عن سابقِ تصميمٍ عمليّةَ قتلٍ ناجحةً،
واغتالَ القلبْ.
في أحوالٍ أخرى يخضعُ قبلَ (الجنرَلةِ) الجنرالُ لغسلِ دماغٍ
ـ من نهفات المنطقِ أنّ الكذبَ اسمٌ لمُسمّى ليس هو الـ ما صدقْ ـ
يقتنعُ بأنّ اللهَ تعالى هو مَن وكَّله بالقتلِ،
وقد أبدلَه الآنَ ببارودتهِ مسبحةً..
طقْ طقْ.. طقْ طقْ
في العادة أيضاً، لا أغبى من جنرالاتْ
جنرالاتٌ أدواتْ
تسمحُ بنيةُ هذا المقطعِ أنْ أستطردَ،
فعلى مقربةٍ من جامعِ سيّدنا خالد في حمصَ المحروسةِ
كانت تنتشرُ البسطاتْ
بسطاتٌ للباعة يجدُ الشاري فيها مختلف (الحاجياتْ)
في واحدةٍ منها، كانت خصّيصاً للخرداواتْ،
كان هنالك كومةُ أوسمةٍ ونياشينَ دبابيسُ وعلّيقاتْ
يعرضها البائعُ..
يعرضُ معها في سخريةٍ واضحةٍ ما يعرفه عنها
من تبجيلاتٍ ومراسمِ تقليدٍ وشعاراتْ
نفقَ الجنرالاتُ، ولم تنفقْ أوسمةُ الجنرالاتْ
مع أنَّ السعرَ رخيصٌ : خمسةُ أوسمةٍ فقط بخمس فرنكاتْ
تسألُه: من أين أتيتَ بهذي الأوسمةِ؟
الأجدرُ أن توضعَ في أمكنةٍ لائقةِ،
تصحبُها صورٌ للفرماناتْ
يفقسُ إصبعه الوسطى بالإبهامِ، ويصمتُ، ثم يقولُ: حياةْ
لا أصدقَ من هذي الكِلْمةِ
فهي كما عبّرَ، ليس أقلَّ ولا أكثرَ،
قالَ: حياةْ
ولهذا لا تعبأ حارتُنا بالجاؤوها من ظلمات التاريخِ غزاةْ
ميلشياتٍ، راياتٍ، جنرالاتْ
مهووسين بأنهمُ انتصروا
أمّا حارتنا المثخنةُ القلبِ بما تركوا من ويلاتْ
فهي الآن تفكرُ كيف تعيدُ إلى الحارة كلَّ الحارةِ…
سوف تعيدُ إليها حتّى بياعَ الخرداواتْ.
متفقان صديقي وأنا
ولذلك، نحن على الرغم من الحزن الساكنِ في أعيننا
صرنا مغتسليْن تماماً من خدع الساسةِ..
صرنا أقرب ما يمكن للشعراء وللعشاق وللأطفالْ
طيّاراتٌ ورقٌ
وملوّنةٌ بالألوانِ الخشبيّةِ،
تعبر أفقاً من بالوناتٍ
فوق سحابة ضحكاتٍ
من صبيانٍ وبناتٍ
كلماتٍ موسيقى.. موسيقى كلماتٍ
عابرةٍ للأقوالْ
في أيام الأحدِ
الأغلبُ هي أيامُ الآحادِ، وأحياناً أيام الأحداتْ
نقعدُ في مقهى، نشرفُ فيه على البحرِ،
أنا أستغرقٌ في البحرِ..
صديقي يستغرقُ فيه البحرْ
يستذكرُ فيه شيخَ البحرِ، ولا يستذكرُ أرنست همنغواي:
«عدداً لا يحصى أغرقتُ من البحارةْ
كان بودّي لو أُغرقُ بحّاراً يشبهُ هذا الرجلَ الضخمَ
ولكنْ…»
أصمتُ، لا تعليقَ، وأصمتُ أيضًا،
يلحظُ صمتي، يبتسمُ بلال شرارةْ
ما لم أضعِ البحرَ بصورته أنّ صديقي كان من الممكن أن يغرقَ..
بحرٌ آخرُ كان تشهّى ذلك،
لكنّ بلالْ
آثرَ، حين الولدُ البنتجبيليُّ على بارودته،
أن يبقى الولدَ البنتجبيليَّ،
وأن يبقى مع بوصلة القلب جنوباً
مهما اختلفت ببواريد الناس الأحوالْ
ظلَّ بلالْ
لم يصبح جنرالْ.
نقطة أول الشعر
ما كانت تلزمُهُ هذي العكّازْ
كان له أن تنهضَ قامتُه،
وتشُقَّ عبابَ الزمنِ الشخصيِّ بلا أحمالْ
كان لهُ… لكنَّ بلاداً يتداعى ما فيها فيهِ،
ويسكنُه ما يسكنُها من أهوالْ
أنقاضٌ فوق جناحيَّ، يقولً الفينيقُ
وليس يليقُ بمن أمضى عُمراً مع بارودتهِ
أنْ يمضيَ ما يتبقّى من هذا العمرِ على الأطلالْ
هي ذي تتحاملُ فيه على ما فيها من وجعٍ عربيٍّ
ترفعُ جبهتَها في جبهتهِ
وذراعيها بذراعيهِ…
ـ احملني، مهدودٌ ما فيَّ،
وسوف يكون فظيعاً
أنْ يتناثرَ صخرُ الأوراسِ بأهوار الأهوازْ
سوف تكون حزيناً
بإزاء الأرضِ المكسورةِ في أحداق الأطفالْ
ـ أحملُ، لكنْ أُوشِكُ أنْ…
ـ لا! دونَكَ هذي العُكازْ
حسناً. هذا ما كانَ
وثمّةَ ما ينقالُ، وثمّةَ ما لا ينقالْ
عن عكازٍ هي حتماً ليستْ عكازَ بلالْ.
وزير الثقافة الدكتور عباس مرتضى
نعى وزير الثقافة والزراعة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس مرتضى الشاعر والأديب بلال شرارة على موقعه على تويتر:
برحيل الشاعر والاديب بلال شرارة يفتقد لبنان قامة ثقافية هامّة على امتداد مساحة الوطن. ذلك المؤمن بالتنوع والحرية والديموقراطية الى اقصى الحدود ، المناضل في كافة الميادين التي خاض غمارها في عمله أميناً للشؤون الخارجية في مجلس النواب، وفي رسالته الثقافية كرئيساً للحركة الثقافية في لبنان، ودوره البارز في اتحاد الكتاب اللبنانيين واسهامه في تفعيل نقابة الفنانين وغيرها من الساحات التي ملأها معرفة وحبا وجمالا.
لا ريب ان الوطن بعمقه العربي وجنوبه المقاوم سيفتقده وهو القائل ” أنا الذي يحلم بوطن غير مسروق وغير منهوب وغير محكوم إلى ولد، والذي يحلم بفلسطين طاهرة من غير دنس، وببرّ الشام الذي لا أحتاج فيه إلى جواز مرور ، أنا الذي أحب العطش إلى غرفة ماء الليطاني والبردوني والفرات”.
قصيدة الدكتور محمد توفيق أبو علي
صَمَتَ الكلامُ، فيا دموعُ تكلّمي
كوني مداد يراعتي… كوني فمي
بكماءُ آهاتي وتشكو حزنَها
شكوى الأصمِّ المُبْتَلى للأبكمِ
فيعود رجْع الحزن يبحث عن صدًى
في قاعِ قلبٍ بالرّزايا متخمِ
أبلالُ قل كيف استطعت فراقنا
وعلامَ لم ترأف بنا أو ترحمِ
نحن اليتامى يا بلال عزاؤنا
لك جنّةٌ، ونعيمُ ربٍّ مُنعِمِ
مدير عام الإعلام د. حسان فلحة
بلال شرارة المترف بلعنة الانتماء ، الماسك على الحروف الضالة ،الكاتب عن مرِّ السكر الذي يحمل بأصغريه حنين العودة وزوادة الشوق ، قتلته الدنيا على حياة عينيه الواسعتين ،
استلقى الموتُ على عكازه اوفى من ظل اصدقائه ،
نعم كنت صديقا ل بلال وحفظت عنه صوت الاذان عن ظهر قلب ،
و هو لا يتورع عن ادارة ظهره للجميع ويذهب في حال سبيله
الشاعر قزحيا ساسين
لَ روح صديقي الأديب بلال شرارَه
دمعَه… عا عنوان الكتاب
يا قلب… شلّال الوفا معَبِّيه
وبِيدِقّ مِتل الشَّوق عَ صدور البواب
ما فِيك إلّا كتاب… قاعد فِيه
لْ شفناه من وِجَّك… وما منِنْسِيه
هَيدا اللي فاض منِ الِكتاب
بَين بلال شراره وطارق ناصر الدّين
الشاعر حسين شعيب
أذان ( بلال) لا يموت.
( شرارة) القضية لن تنطفئ.
كذا بلال شرارة.
لك الفردوس ، ولنا هذا الرمل الأسود في صحراء الثعابين.
النائب علي بزي
والعمر بيمرق مرقة طريق…
يا ريتها الإيام تنزّل مرايا السما، وعكازك يزيّن الريح … وتينة الوادي تحط راسها ع قلمك وتستريح…
كان حرفك عطر القلب ، وحبرك زيت سراج
وسرك بيوت الفقراء من اول حبة تراب ب تلة مسعود وشلعبون حتى آخر كوفية وزيتونة بفلسطين
كان صوت الناس المغلوب على أمرها، وحارس احلام اللغة والفكر والحدود والتراب والبساتين والفلاحين ومواويل الشهداء والمناضلين.
كان السيف المرفوع ، والقلم المسنون، وصرخة الحق ، والقصائد المشغولة على وزن أمل.
يا ريت الوقت كان أطول
يا ريت الوطن كان أجمل
كان الحكي على مسمعك…. الله معك
الشاعرة سمية تكجي
الأمثاله … لا يتكررون
يكفي ان تكون في مجلسِ ، هو به كي يربطك شيء ما به إلى الأبد ….
يوم حزين ليس فيه بسمتك
بلال شرارة وداعا …
الشاعر المهندس د. ابراهيم شحرور
تراب بنت جبيل، اليوم، ضِحكِه فاتحَه إيديها تا تستقبل بلال …
بلال شرارة، أو إيدو عا قلبو تا يعطيك ياه، أو عا كتاب تا يعزمَك عا قرايتو.
بلال شرارة، شجرة عَيلتو موسَم أسامي عَبَّا سلال القصيده والفكر، ومدينتو بنت جبيل كانت البنت لْ ما بيتركها لَ وحدا، وعاشت معو ببيروت، وطلَبو إيدا كلّ اللي بيحبّو الأرض اللي بتحيّك طرحة عرسا بِعروق ولادا الأحرار …
بلال شرارة، بْيِتطلَّع فيه النّسيان، وبيقُول:
هيدا الرّجّال… مش إلي
الشاعر فاروق شويخ
أيها العابرُ سرًّا كالسكوتْ
لم يَعُد في الأرض ما يُغري لتبقى…
دُلَّني كيف أموتْ.
وداعًا بلال شرارة
قصيدة الشاعر د. حبيب يونس
أَدان الشِّعْر
***
عْرِفْتو، حبَّيت الدَّهشي بعناوين كتبو. كنّا معو بـ “بيت الشِّعر”، ما نطرنا ت نِسْقفو. وراح. ع مِهلك عَ دَمْعِنَا، خِدو وخِدْنا بْحِلْمك وِبْعصايتَك.
بلال شرارة بْخاطرك.
***
الْبيفَصّلو الدَّهْشي عِبي
مِتْلَكْ قلالْ
وِقْلال هَـ الْبيحَوّشو الزَّعْتَرْ آيات
وْعَ اللِّغا عِمْلو نَبي
وْشِفْنا بِصابيعُنْ غلالْ…
وْعَبّو بِبِنْت جْبَيْل
مِنْ “سوق الْخَميس” وْفَرَّقو
عَ النّاس مِنْ شَمْسا سلالْ.
وِقْلال “بَيْت الشِّعْر” عِنْدُنْ مَيْدَني
وْباقي بِمَيْدَنْة الْقَصيدي الرَّاهبي
يْأَدِّنْ بِلالْ…
الشاعر أنور الخطيب
رحيل الدكتاتور الأنيق بلال شرارة
رحيل الدكتاتور الأنيق بلال شرارة
وأخيرا .. ترجل “الديكتاتور” عن صهوة التاج وانطلقت روحه في براريها اللامتناهية.
دكتاتور بلال شرارة لا يشبه الدكتاتوريين الذين قضّوا مضجعه طول حياته، وتاجه يختلف بكل تأكيد عن التيجان التي تهكّم عليها كثيرا، لكن سخريته اللاذعة هي التي قادته ليكتب “الدكتاتور أنا”، وقد شرح هذا في مقدمة كتابة: (كان قصدي من الديكتاتور أنا، أن اصف كل أنماط السلطات التي تحكمنا من المحيط إلى الخليج، ولكني لم أستطع أن اسلك الطريق إلى آخره، لأنني سأتجرأ حتى على الديكتاتور الذي يقيم في سلوكي، والذي يمسك بالنظام من حولي ويمنع الدخول إلى الدولة ويمنع أدوراها..). وقد تلخّص هذه السطور هواجس بلال شرارة، رحمه الله.
لست هنا في مقام قراءة كتبه التي أهدانيها من دون إهداءات (أبعرفش أكتب إهداءات)، لكن كانت يده المُحبة ترتعش بكل معاني الحب، وكأنها تحمل المحتوى الثقيل على راحتها وتقولك (أهديك كل هذا..).
بلال شرارة لا يحب الرثاء أيضا، هو ابن الحياة “بالطول والعرض”، تهكّم عليها وعلى أبنائها قدر ما ملكت محبرته، فكتب بجرأة استثنائية، ولم يمنعه منصبه الرسمي من قول الحقيقة وتوجيه النقد للسلوكيات والمفاهيم والسياسات المحلية والعربية والعالمية، قال كلمته ومضى، تاركا الساحات تنضح بما فيها، وهو كما قال في مقدمة كتابه “كلام ليس بسركم” : (أنا مثل كل العرب، كثير الشكوك، حذر، ولكني لست مثلهم تماما، أنا أكتب بلغة القرآن العربية وليس بلغة الأعراب، لغة لا تحتاج إلى تفسير باطني، فأنا لا أخاف حاكماً أو حكيماً لأكتب جملا ملتبسة بلغة التورية..).
بلال شرارة كاتب التفاصيل الدقيقة، يظهر هذا في أشعاره ومقالاته وقصصه ورحلاته ورسائله، وانشغاله بالتفاصيل ناجم عن تأمل دائم، فكان قليل الكلام كثير السكوت، تابعت كتاباته قبل أن يقع صريع مرضه، فكان يصف الأمكنة بدقة متناهية كرسام كلاسيكي، ويتحدث عن شخوصه، أصدقائه، وجيرانه حديثا ذكّرني بكتابات رسول حمزاتوف في كتابه “داغستان بلدي”، وكنت أحسده على ذاكرته في معرفة الأسماء وتسلسلهم الأسري في شجرة العائلة، العائلات، وظل يحتفظ بهذه الذاكرة حتى الرمق الأخير، فالكاتب ذاكرة وسع الكون.
الكتابة عن بلال شرارة تحتاج صفحات طويلة وربما كتباً؛ عنه كإنسان يخدم كل من يلجأ إليه، كسياسي مُحنّك يعرف كيف يسير في حقل ألغام، كنقابي استطاع أن يجمع المثقفين والمبدعين حوله، كشاعر صاحب لغة صباحية لها رائحة الزعتر والقهوة والحب، ككاتب مقالات جريء مغلف بأدب غير عادي، وكفدائي أحبّ فلسطين حتى آخر طلقة.
رحل الديكتاتور حاملا معه الطيبة والعدل والشفافية، خلافا لكل الدكتاتوريين، تاركا خلفه ذاكرة بحجم وطن، أرجو أن يسردها رفاقه ذات يوم.
كلمة الدكتور جورج كلّاس
بكلامٍ دامِعٍ و وٍجْدٍ صافِنٍ حزين ، أنعي أخي وصديقي بلال شرارة ، رئيس الحركة الثقافية في لبنان و أمين عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب ، المفكر والشاعر الكبير، الذي عَرَّفني و قرَّبني من دولة الرئيس نبيه برَي ، وكان له فضلُ تَسلُّمي لِمَهَامٍ إدارية وإستشارية رفيعة في مجلس النواب و حقولٍ وطنية وحوارية كثيرة..!
بعد أَنْ ضَجَّ الفَرَاغُ بالغياب ..العِصَامِيةُ و الشهامةُ وصلابةُ الموقف والفكر الغزير….كُلُّها كَسيرَةُ القلبِ مَكْسورَةُ الخاطِرِ ، على فَقْدِ بلال..!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بلال شرارة… فِكَرَةٌ لا تموت
~~~~~~~~~~
{ البِلالُ الشَرارَة}…
إستَسلَمَ لِقدَرِهِ واقِفاً ، رمى عَكَّازَهُ و مشى الى دَهْرِه مرفوعَ الهامَةِ …أَذَّنَ جَنازَته ، كَبَّرَ اللهَ وغاب..!
صديقي {البِِلالُ َالشرارة} ، نَفَخَ عميقاً على شُعلَةِ سِرَاجِهِ ، أَطفَأَها بِنَفسِهِ ..تَرَكنا في الظَلماءِ..أَعتَمَ الدُنيا علينا قَصْداً ، حتى نتخيَّلَهُ أَنَّهُ باقٍ هنا ..!
ناسِكُ بِنت جبَيْل وناطورُ
جَلِّ التِّين ، ماتَ الآنَ من كُلِّ قَلبِهِ ! كثيرا ً جِداً مات.ما بقي وَجَعٌ لمْ يُجَرَّبْ فيه. أَيُّها البلال ، بعدَكَ المَطرَحُ فارِغ..هنا الخواءُ كبير
حَامِلُ العَكَّازِ ما عَادَ الآن بَيْنَنا…بِلالٌ
ليْسَ الانَ على التلَّةِ…ولا هو في الوادي ..و لم يّعُدْ يحرُسُ الحدودَ بِقصيدة… !
راحَ الى التاريخ وحِكاياتِ المَجْد.. !
هوَ فَقَط فقط ، تَعِبَ منَ الحياةِ و حُبِّ الناس .!
أَقفلَ عَيَنَيْهِ على الدُنيا..سَدَّ قلبَهُ بِجَرَّةٍ مِن عَسَلِ سَهلاتِ الجَنوبِ المُشَهَّدَةِ من براعِمِ شَتلاتِ التَبْغ الأَشقر… إغتسلَ بالنُورِ ، تَكَفَّنَ بُكُتُبهِ ، أسنَدَ رأسَهُ إلى دواوينِهِ، إِتَكأَ على مَجْديَّاتِِ لبنانَ ، تَعلَّقَ بالقُدسِ ، قرأَ على روحهِ الفاتحةَ ، تَمْتَمَ آياتٍ بَيَّناتٍ، مَشى الى دَهرِهِ وغابَ..!
بلالٌ راحَ يَأخُذُ قَيْلولَةً في فَيئ تِينَاتِ
الوادي
. هناك يَرتاحُ ( أبو حَسَّان ) عَميقاً
الآن صارَ لَديهِ وَقتٌ وَفيرٌ ليأخَُذَ نَفَسَاً منُ عُمْقِِ كَبِدِ الوَطَن ، ويَتَرَوْحَنُ أَنّه يَنْزَرِعُ في تُرابِ بِنتِ جبَيْل، ويَحْتَمي بِرُفاةِ الأحِبَّاءِ والشهداء ..هناكَ غَرسَ عكَّازه (نَصْباً شَاهِداً) ، انَّ بِلالاً هُنا يَنَامُ..!
بِلالاُنا… غَيْرُ كُلِّ البِلالات…!
هوَ بالضَبْطِ والتَمَامِ والكَمَالِ
بلالُ الجَنوبِ وفَتَاهُ الأَسْمَرُ ِ, هو بِلالُ المَجٔلسِ النيابي ُ، وبلالُ حركة أمَل ، وبلالُ الحركةِ الثقافيةِ، وبِلالُ ُُالمقاومةِ ، وبلالُ إتحاد الكُتَّاب ، وبلالُ القدس ِ وما بَعْدَها.
بلالُنا ، ليسَ كباقي البِلالات…هو مُخْتَلِفٌ عنْ غَيْرِهِ بطبيعَتِه و طَبْعهِ … جَوَّادٌ بما يَمْلِكُ وبِمَا ليسَ عندَهُ ، حَتى نَفْضِ الجُيوبِ . هو إبن ُ أخلاقِهِ ،فَيَّاضٌ بالطِيبِ والكَرَمِ، مُلتزِمٌ بقضايا الوطن والناس حتى الدّمِ واللَّحْمِ والعَضْمِ وعُمقِ النِخاعِ… مُؤمِنٌ بالقِيَمِ ، يَعيشُ التَعَاليمَ ، يُطبِّقها، حافِظٌ للسُوَرِ والآياتِ الكريماتِ ، شَيخُ طريقَةٍ بتقريبِ الأبْعَادِ وتفكيكًِ عَربَسَاتِ الكلامِ الشديدِ التعقيدِ ،و مُحلِّلُ الأفكارِ الكثيرةِ الحَبْكات.
إيمانُهُ صَفاءٌ بَيتِيٌ مَجروحٌ بالحُسيْنِ ، مَسكونٌ بالعَلَوِيَّاتِ ، مَشغولٌ بسلاميَّاتِ الأديان
وتلاقي المذاهبِ على الروحانيات
إمامُهُ الفكرُ الإنفتاحيُ المُحِبُّ…مَسْلَكُه التلاقي . مُنشَغِلٌ بِهاجِسِ أنَّهُ قادِرٌ أنْ يُغَيِّرَ العَالَم َ بالكَلِمَة ِ والفِكْرَة ِ والقَصيدَةِ ِ ِالبيْضَاءِ الراشِحَةِ عِزَّةً وكَرامةً وكِبَرَ نفس!
* عاشَ ناضَلَ جاهَدَ و ماتَ مَسْكوناً ب #نبيه_برّي الإنسانِ والقائِدِ والزعيمِ والدُستوريِ الحامِلِ بِيَمينِهِ
مِطْرَقةَ العدالَةِ التشريعيَّة ، و يُسْراهُ على القلب ِِ، مَخَافةَ أنْ يَسْقُطَ الوطن …. إِذّاكَ لاُ
يَبقى لبنانُ ، ولا حتى فلسطين تَظَلُّ بالبالِ..!
قَسَمُهُ ، هذا البِِلالُ ، أنَّهُ المُعَانِدُ المُفَاخِرُ قَنَاعَةً بِكِيانيّةِ دولة الرئيس ، الذي لَوْلاهُ لَمَا صَمَدَ لبنانُ ، ولما إسْتَقامَ وَضْعٌ، ولَما بَقِيَ لِلبنانَ حَيْلٌ في زَمنِ تهاوي الدُوَلِ وتَبَدُّلِ الأَحْوالِ..!
بلالُ الشرارة ، مُؤَذِّنُ الثقافةِ ، والداعيةُ إلى (قصيدَةٍ سواء) ، ليْسَ بيْنَهُ وبينَ الناسِ ( آخَرٌ ) .. َكُلُّ اللبنانيين َ عندَهُ لبنانيون خُلَّصٌ ، لا غِشَّ في أَحَدِهم ، إلَّا مَنْ تَقَصَّدَ هوَ عَمْداً أنْ يُخطِئَ أو يَغْلَطَ أو يُشكِّكَ أو يخون َ..! إِذَّاكَ يُنْزِلُ فيهِ بلالٌ كَبيرَ الحُرْمَ ، ويُسْقِطَ عليهِ لَعْناتٍ كَثيراتٍ..وكأَنَّهُ المُتَوَكِّلٌ بِحِراسَةِ أَبَوابِ الجَنَّةِ من كُلِّ مَداخِلِها وأبوابها ، مُسْتَئْذِناً ( رَضْوانَ ) ، حَامِلَ مفاتيحِ الفردوسِ ، مَهَمَّتَهُ، حتى تَكونََ لهُ كَلِمَةٌ يَوْمَ الحِساب..أَوَ ليسَ ( بِلالٌ ) ،دَيَّانَ مُواطَنَةٍ و حافِظَ دفاتِرٍ حِسابِ الخطايا و وَزَّانَ الخَيْرَ و الشَرِّ..!
بلى بلى بلى ، إنَّ بلالاً هوَ أَكْثَرُ من ذلك وأبْعَدُ مِمّا نَظُنُّ و نَتَخَيَّلُ أَنَّهُ هوَ..!!
ما مَات َ بلالٌ…ما مَات َ…هوَ فَقطْ غَطَّتْ عَينُهُ قَيْلولَةً، يَسْتريحُ فيها مِن مُثقَلاتِ الدُنيا ومِن كُلِّ إِفرازاتِ
السياسةِ والحَرتقاتِ واجتهاداتِ المُنظِّرينَ الإستراتيجيين.. ليسَ لأنَّ بِلالاً من الخوارِقِ ، وليسَ لأنّهُ من صُنُوفِ الملائِكَةِ..بَلْ لأَنَّ بلالَنا ُهو ( فِكْرَةٌ ) ، والفكْرةُ لا تموت..
قصيدة الشاعر نعمان الترس
بلال شراره… اللّي حضن قلبو بيساع كلّ عصر النهضه… كتَب سَطرو الأبدي وراح يسكنو
هيدا الشتي لْ متل البكي بيكون
مَنّو بكي… ومَنّو قهر
هيدا دَمع آدار عَالليمون
ضَيَّف أرض الجْنوب عَنَّك مَي زَهَر
الدكتور وجيه فانوس
هوى اليوم جبلٌ شامخٌ مِعطاءٌ مِن جبالِ الثقافةِ والأدب.
فجيعتي بفقدانِ العزيز الغالي
“بلال شرارة”
لا تُعَوَّض.
مَن للثقافةِ وجمعِ الأحبَّةِ حولها، خدمةً للوطنيَّة والوطن؛ مِن بَعدَكَ يا “أستاذ بلال”؟!!
بِئسَ زمنٌ تغادرُ فيهِ دنيانا، يا مناضلاً وطنيَّاً كبيراً، على مساحةِ المُخلصين الواعين مِن ناسِ الوطنِ وطموحاتِهِم الحقيقيَّةِ الصَّادقةِ؛ فيما أهلُ سياسةٍ حمقاءَ رعناءَ، ما برحوا يَتناتشونَ، بِكُلِّ عَبَثٍ، جِيَفَ أطماعِهِم المُجرمةِ ونَجَسَ أوهامِهِم الفارِغَةِ.
“بلال شرارة”،
أخاً عزيزاً وصديقاً كريماً ورائياً ثقافيَّاً مخلصاً لرؤياه وعروبياً جعل من فلسطين وجود عمره،
لن أقول وداعاً؛
بَلْ هنيئاً لكَ بالرَّحيلِ إلى رحابِ جمالاتِ الشُّهداءِ والأولياءِ والأطهارِ، في جِنانِ الرَّضوان.
لا تقلق” أبا حسَّان”،
سيعرفونَكَ لحظةَ تُقبِلْ عليهِم؛ مِن طِيبةِ سيمائِكَ الفذَّةِ وعُمْقِ رؤاكَ المبدعة.
قصيدة الشاعر حسين حجازي
بلال شرارة
………..همةٌ وانتفاضة…………..
هِـمّـةٌ فيكَ ضاق عنها الـمــجـالُ
فـتَـقَّـحّـمْ مــا شاءَ مِنكَ الخيـالُ
قـدْ أقمتَ الواحاتِ للحرفِ خُضرًا
قي جـديـبٍ سُقـيـاهُ قـحـطٌ وآلٌ
ورعيتَ الجمالَ فانتفـضَ الفنُّ
رشـيقًــا وَوجَّ فـيـهِ الجمالُ
ها هُنا مِنبرٌ أقمتَ رفيعٌ صغتَ
بالفعلِ ما تمنى الرّجالُ
وعشِقتَ الحقولَ فانتفضَ الزّهرُ
وأعطتكَ ما أردتَ الجبالُ
لكَ وادٍ غدا لديكَ مدارًا
لنجومٍ قد ضاقَ فيها المجالُ
وبواديكَ يا بلالُ نجومٌ
فتنتها بحسنِهنَّ التّلالُ
كنتَ للشعرِ معلمًا ودليلًا
لم تُوفَّقْ بمِثلِك الأجيالُ
فغدونا إن قيلَ شعرٌ جديدٌ
عبقريٌّ نقولُ قالَ بِلالُ
…………………………………………
رحمَكَ اللهُ يا أبا حسان وأنت الذي أمسكَ
الأيدي المرتجغة من مهابةِ القرطاس واجتهدَ
في إقامة أعراس الكلمة وإعلاء منابرها
الفنان د. وسام حمادة
بلال شرارة … حارس الكلمة وكرم التين لروحك ألف تحية وسلام…
هو الفدائي العتيق، حمل بين كفيه شتى أنواع الأسلحة، حمل البندقية من أجل تحرير فلسطين وحماية لبنان وجنوبه، وحمل القلم من أجل تحرير الثقافة من كل غازٍ محتل، آمن بأن الحرية لا تتجزأ وأن حرية الوعي هدف يجب السعي من أجله ليكون لحرية الأرض حصانة ومناعة، بوصلته وإحساسه لم يخوناه، حدّد العدو وحدّد وجهة الصراع ووسائل الإنتصار.
بلال شرارة كاتبٌ وشاعرٌ وسِياسي …هو أحد المناضلين في العمل الفدائي من أجلِ تحرير فِلسطين… وُلد في قرية بنت جُبيل جنوب لبنان…
يجاهر بلال شرارة الفدائي العتيق، بانتمائه لفلسطين ولقضيتها منذ اكثرمن 44 سنة . يرىِ فلسطين في عينيه ووجدانه وقلبه،عشق ترابها وحصل على جنسيّتها وحلمه لم يزل هو بيت المقدس …
يهدي شرارة جنسيته الى الشهداء ” الاخضرالعربي،والحاج خالد بزي، وكل الشهداء الوطنيين.
من أبرز كتبه : الوادي , وبرج التّين , ونقطة أوّل الشّعر, وله قيد الطّبع دفتر خرطوش , وله كُتبٌ ذات طابعُ سياسي أبرزها : قانا وأخواتها ,والعودة إلى سوريا.. وتركيا وإسرائيل: أسئلة وأجوبة قلقة والحرب من أجل بنت جبيل
الشاعر بلال شرارة.. رئيس و مؤسس للحركة الثقافية في لبنان وهو مدير عام للمركز العربي للتدريب البرلماني والدراسات التشريعية ورئيس الشؤون الخارجية في مجلس النواب اللبناني
رجُلُ الحكاية… ولعصى موسى حكايةً مع خطواتِ بلال شرارة….
لأننا نحن شعراء محكية وليس عامية، لا يخرج الشعرمنا كما يخرج الحاوي الثعابين من ياقته، ولسنا قوالين ولا زجالين
بلال شرارة … حارس الكلمة وكرم التين لروحك ألف تحية وسلام ..
الأستاذ محمد غزال
إنتساب
(الى بلال شرارة)
أَلْقَوْا على صَدْرِنا عِبْئاً منَ العَتْمَةِ
من أجْلِ لا نَرى في وَعْينا حُلْماً
فَيَنْسَكِبُ
قالوا:
لَئِنْ راعَكُمْ في اللَّيْلِ من عَسَفٍ يَسْري
وفي عَيْنهِ جَمْرٌ
ففي الطُّوفانِ لا يَسْتَوْحِشُ الخَشَبُ
هُمْ آمَنُوا
أَنَّ السُّكُوتَ الطَّويلَ رِضَى
والرَّفْضَ_إنْ ساقَهُ البَعْضُ_ يَنْحُو لِلْوَنَى
قَدْ فاتَهُمْ
أنَّ النَّهارَ سَيَمضي في جَلاءٍ
كَقَولِ الحُرِّ لا يَكْبُو
ولا رَجْفَةٌ تُخْفي
ولا يُرْبِكُ المَعْنى عَنا
وَلِجِسْمِ الحُرِّ رائحَةٌ
حَتّى ولو نام في حِضْنِ الرَّدى
تَبْقى مُحَلِّقَةً
لِلْعَدْلِ تَنْتَسِبُ.
محمد غزال
٢٢. ٣. ٢٠٢١
الشاعر سليم علاء الدين
كِلْ مَا إِجَا بْبَال لْحَكِيْ
يِلْبِسْ مَرَا
وِيْسَهِّرَا
بْبَيْت لْقَصِيْدْ
بْيِخْلَقْ بِفِكْرَكْ عِيْدْ
وْبِيْصَوِّرَا
حِلْوِيْ مِتِلْ لِبْنَانْ
وْ”صَابِيْعِهَا بِيْنَقِّطُوا نِسْوَانْ”.
كِلْ مَا إِجَا بْبال لْحَكِيْ يِنْقَالْ
بِيْصِيْر شَغْلِةْ بَالْ
وْبِيْقُوْلْ وَيْنَكْ يَا بِلالْ ؟
شُوْف الشِّعِرْ عَ كْتَافْ صَوْتَكْ شَالْ
يَا مْغَنِّج لْوَادِيْ
وِمْحَيِّك مْن التِّيْنْ سِجَّادِيْ
وِمْعَلِّقَا عَالْلَيْلْ
إِنْتَ لْقَصِيْدِيْ وْإِنْت بِنْت جْبَيْلْ
يَ مْقَطَّر بْكَرْكِةْ فِدَا
مَا فِيْ حَدَا
قَدَّكْ حَزِيْنْ
وْمَا فِيْ حَدَا
مِتْلَكْ عَم يْغَنِّيْ حِدَا :
يَا أَرْضِنَا نِحْنَا جَايِينْ
صَوْبِكْ، مَا عُدْنَا مْطَوِّلِيْنْ
وْيَا رِفْقَتِيْ بْدَرْبِ النِّضَالْ
مَشُّوْا مَعِيْ عَلَى فْلَسْطِيْنْ .
…………………………. سليم علاء الدين
قصيدتي في تكريمه في منتدى شهرياد في بيروت الثلاثاء في 25 ايلول سبتمبر 2018. وهي من قصائد كتابي الثاني “حبق”.
الكاتبة هيام حيدر نجم
الشعراء لا يرحلون !!
هم يدخلون في غيبوبة الكلمة
على سرير القصيدة
الكاتب حيدر أ. حيدر
كانت آخر لقاءاتنا، وقد كان منهك القوى، ذاك الذي اعتاد أن يزرع المكان حركة وبركة، حديثٌ طويلٌ أذكره عن ظهر همس، وهو الذي طوّع الصوت على شاكلة حرفه، وغزل بميبر النبض قميص وحيه…
سندياتنا التي نتفيّأ ظلّها كلّما ادلهمّت الأيام، والتّينة العتيقة التي أثمرت أكواز حبّ ووحي…
#بلال_شرارة مثلك لا يرحل، بل ينغرس في أعمق جُزّيءٍ في الرّوح ليبقى خالدًا فينا أينما يمّمنا شطرَ أحلامنا… #وداعا
الشاعرة ميساء ماجد
وداعا بلال شرارة رئيس الحركة الثقافية في لبنان أيها الجميل الممتلئ بالفكر والأدب
إلى كل من عرفك لا يمكن أن ينساك
قلوبنا كلها أسى لرحيلك تغمّدك الله بواسع رحمته
د. رنة يحي
إلى الحيّ فكراً وقلباً بلال شرارة :
أصبح القلم بعدك عجوزاً
يخلو من إشراقاته
ليل اللقاءات أسود قاتم
يدور كإطار حافلة معطلة
افتقدت مقودها
مدّ الموت يده واستضافك
فالتوت السماء وارتعشت الأرض
وحبلت السحب بالدمع
فكسرت ظهر الأرز
نار الرحيل باتت تنادي:
ثكلت القصيدة
سكتت أجراس الأدب
وباتت بنت جبيل يتيمة
لم تعد رائحة الشعر كالغار
تسرب عطر الثقافة من قارورة الزمن
غادرت تاركاً لنا شال الحرية
لنقي فيه روح الشعر من الاضطهاد
سافرت أيها الربيع في الربيع
رحلت إلى خريف الغيب
لتضيئ شموع الفكر للأبد
لك بلال أقول:
لا تزال الحلبة تضج بقلمك
حي في الورق أنت
حي في القلب أنت
خالد في التاريخ أنت
الشاعر والأديب د. طراد حمادة
خصال حميدة عديدة. تحلى بها المرحوم بلال شرارة. وطبعت شخصيته المميزة في اشتغالها. الادبي والسياسي والحركي الحزبي المعطوف على صلاته وتواصله وحواره مع الاخر المتفق او المختلف على السواء
بلال شرارة ابن بنت جبيل البار. عاملي الروح والتربية مشيع بكل سمات الارض الطيبة. كان بنت جبيل تسكنه كما كان يسكنها. متمكن في المكان ياخذ منه الخصال المجتمعية وروح الارض الطيبة
اثر هذا الانتساب الى العاملية. خصال اهل جبل عامل على شخصيته الادبية الشمولية وعلى انتاجه الادبي الذي سوف يحظى ب الاهتمام والدراسة
كان بلال شرارة. جارا وفيا لفلسطين عاشقا لها ومناسبا من اجلها في مقدمة ابناء جيله. وكانوا في بنت جبيل حزبا كبيرا. وظلوا على العهد حتى استحقت بنت جبيل المدينة المحبوبة ان تكون عاصمة المقاومة
الهوى الفلسطيني رافقه ميل لحب الجامعة. وتشيع للمذهب الحق مع تعلق بالوحدة الاسلامية. وتلك خصال التشيع الحقيقية
بلال شرارة كان حركيا صادقا. محاورا. معتدل الافكار مع تمسك ب الاصول. وقد اكتسب هذه الصفات من بيئته واسرته الجنوبية ومن خصال ال شرارة. بما اتصفوا به من علم وخلق وتعددية مشهودة
رحم الله بلال شرارة. مات في الزمن الصعب. كافح وصمد. وانتقل الى جوار ربه مطمئنا
تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جنانه. والصبر والسلوان لاسرته الكريمة واخوانه
بيان اتحاد الكتاب اللبنانيين
نشر رئيس إتحاد الكتاب اللبنانيين د. الياس زغيب بيان اتحاد الكتاب وجاء فيه : ” اتحاد الكتّاب الّلبنانيّين ينعى رئيس الحركة الثقافية في لبنان الشاعر والأديب والمبدع بلال شرارة وقد جاء في بيان النعي: جفّت عروق التين، يبست أوراق الزيتون، فما كان من عاشقهما الا الرحيل. رحل بلال شرارة بعد ان تسمر في الأرض مقاومًا لا يعرف الاستكانة ولا يتسلل الى قلمه النعاس. الحرف سلاحه الأمضى وكلماته حد السيف، والثقافة حصنه المنيع تتفرع منه قلاع هي مؤسسات تنبض إبداعًا، تحرسها بلابل الشعر والنثر والرسم والفن والأدب . رحيل بلال شرارة خسارة ثقافيّة وفكريّة ونضاليّة ، انه احد أعمدة الإبداع على انواعه. اتحاد الكتّاب الّلبنانيّين الذي سكن قلب وعقل الراحل يودعه بحزن بالغ وأسى كبير ويتقدم من ادباء لبنان وشعرائه ومثقفيه ومن الحركة الثقافية في لبنان ومن عائلته الكريمة بأحر التعازي اننا نسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جنانه وان يلهمنا وأهله وقادريه الصبر والسلوان. بيروت ٢٢/٣/٢٠٢١ اتحاد الكتّاب الّلبنانيّين أمانة الإعلام والعلاقات العامة “
منتدى شهرياد
ينعي منتدى شهرياد رئيس الحركة الثقافية في لبنان الشاعر الكبير بلال شراره، اسكنه الله فسيح جناته وألهم محبيه الصبر والسلوان
نتذكر ما كتبه في جريدة السفير في العام ٢٠١٢:
“الآن أنا مرتاح الضمير إلى آخرتي تماماً، وأحمد الله الذي لا يُحمد على مكروه سواه أنني عندما تدنو ساعتي سأذهب إلى الباري عزّ وجلّ وأردّ له سبحانه أمانة الروح …”.
الملتقى الثقافي اللبناني
ببالغ الحزن والأسى ينعى الملتقى الثقافي اللبناني أحد أعمدة الثقافة في لبنان؛ بلال شرارة الرجل الذي بنى بيتا لقلبه على لسانه، وشرّع نوافذه على الصدق والحقيقة العارية، يغادرنا اليوم خفيفا إلا من حب فلسطين الذي راكمه في قلبه وعقله حتى النفس الأخير، تاركا خلفه عمرا من النضال في جبهات القتال وفي ميادين الثقافة. من يعرف بلال شرارة يمكنه أن يلاحظ مدى تطابق شخصيته مع اسمه، فهو صديق الوادي والعصافير وابن الارض وترابها، الطيب الوديع المحب، وهو ايضا النار والبركان والثورة الهادرة التي لم تخفت شرارتها في وعيه ووجدانه أبدا. لقد وظف بلال شرارة كل إمكاناته الثقافية والمعرفية في خدمة قضيته الأم فلسطين فزرعها على كل منبر ارتقاه وعلى كل كرسي جلس عليه في نشاط ثقافي ورمى بذرتها في كل أذن دنت من فمه، حتى اقرنت به واقترن بها كاقتران الابن بأمه.
ان الملتقى الثقافي اللبناني يتقدم من كل مثقفي لبنان وفلسطين والعالم العربي ومن عائلته الكريمة ومن الحركة الثقافية في لبنان بأسمى ايات العزاء والمواساة راجيا المولى عز وجل أن يتغمد فقيدنا الكبير بواسع رحمته ورضوانه.
منتدى قناديل سهرانة
بلال شرارة طريق سيكمل مساره على سطرِ كلِّ شاعرٍ وأديب وسيلازم طيفه مجالسنا التي كانت تجتمع في ظلِّ نظرته الأكاديمية الجامعة ، هدفه بالحفاظ على الجو الثقافي العام سيعيش معنا ويزهر ، بلال شرارة هذا الصراط الثقافي القويم ترجل اليوم من على صهوة الحياة ليرتقي مِنبر الخلود الأبدي نحن في منتدى قناديل سهرانة بشخص رئيسه الأستاذ زياد عقيقي والهيئة الإدارية وكافة الناشطين فيهِ نتقدم من عائلته الكريمة وكذلك من الحركة الثقافية في لبنان بأحر التعازي القلبية راجين من الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهمكم الصبر والسلوان على فراقه
النائب والوزير السابق ياسين جابر
خسر المجلس النيابي ركناً بارزاً من أركانه بوفاة الصديق بلال شرارة، الكاتب والاديب والمحلل السياسي والخبير في الشؤون الخارجية .هو خسارة لكل لبنان .بإسمي وبإسم لجنة الشؤون الخارجية النيابية اتقدم من عائلته ومحبيه بأحر التعازي .رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
الشاعر ايراهيم عودة
أجيال من حملة القلم تدين لكَ يا بلال
رحمك الله بعدد ما نثرتَ علينا من حروف
حركة ” فتح ” والرئيس عباس
أبرق الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري معزيا ، كما أصدرت قيادة حركة (فتح) في لبنان بيانا جائء فيه ” إن حركة فتح تعرب عن بالغ أسفها وحزنها لرحيل المناضل الكبير بلال شرارة الذي أفنى حياته في النضال من أجل فلسطين وعدالة قضيتها، ودفاعا عن الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، وشارك في المواجهات الأولى مع العدو الصهيوني على ربى وتلال بنت جبيل، إلى جانب رفاقه من الفدائيين الأوائل من حركة (فتح) والثورة الفلسطينية”.
ومنحه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الجنسية الفلسطينية منذ أعوام، “تقديرا لنشاطه ونضاله من أجل القضية الفلسطينية والقدس”.
وتقدمت الحركة بـ “التعازي الحارة إلى (رئيس مجلس النواب) نبيه بري، والمكتب السياسي لحركة “امل” وأسرة الفقيد ورفقائه وأصدقائه ومحبيه
د. سامي ريشوني
كتب الدكتور سامي ريشوني في جريدة ” النهار ” الكلمة التالية
الكلام لا يكفي أبداً…
خَسِرَ الوسط الوطني والثقافي،
رمزاً بارزاً،
هو الكاتب والأديب
المرحوم الأستاذ بلال شرارة..
برزَ في كل المواقع التي شغَلَها،
وخصوصاً في مَيدان الثقافة والأدب…
وكان رحماتُ الله عليه،
من أبرزِ المدافعين
عن حُرية الكلمة ودورِها الكبير…
أستاذ بلال،
الحزن يمنع عني الكلام،
لأن الكلام في الحزن يبقى
مقصراً،
قليلاً،
عاجزاً عن وصف المشاعر..
يا استاذ بلال، لك أقول :
أن الحياة لا تنصف الكرام…
وأن الموت ليس هو النهاية،
فالكرام باقون نجوماً في سمائنا…يا أستاذ بلال،
حركة حماس
نقل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الاستاذ اسماعيل هنية إلى دولة الرئيس نبيه بري وإلى أسرة الأستاذ شرارة رحمه الله في اتصال هاتفي تعازي قيادة حركة حماس، مستذكرًا دور الراحل منذ بدايات النضال الأولى لفلسطين والمقاومة وجهده من أجل تحصين ذاكرة اللبنانيّين والعرب أن فلسطين بوصلتهما الدائمة، وأن الاحتلال هو الشر المطلق.
الموسيقار نشأت أنور سلمان
وداعاً بلال شرارة ..
خسرنا اليوم صديقاً مُحبّاً وشخصية ملأت حياة لبنان الثقافية وهجاً وعطاءاً في العقود الأخيرة.
نحمّله سلامنا لقافلة الأصدقاء الكبار الذين سبقوه ..
لروحه السلام ولذكراه البقاء.
الكاتب عماد العبد الله
بلال كان أهدأ من غزال يقيل الى فيء الشجر
وفي دماغه كانت تجري بصخبٍ كل المعارك المتخيلة .. كانت الكتابة لديه إطلالة الدماغ على الخارج .. الدماغ الذي خذله في النهاية .. لك مني صمتٌ متوتر ونظرة الغزالة العمياء للنبع الجاري ..
رحمات الله عليك ..
المهندس سمير الحسيني
رحل حامل أمانة الثقافة والعلم والفنون
رحل وترك لنا فسحة من الأمل لمستقبل يُزْهِرْ براعم من أناشيد الحنين والاشتياق
رحل من حَمِلَ همّ المثقفين والمثقفات وشؤونهم في عالم تتعارك به الرذيلة على الفضيلة
رحل من أمسك عصاه ملوحاً بها نحو دواوين من قصائد وأشعار لا يدرك قيمتها سوى من تابعه ووقف إلى جانبه كخياله في المصاعب والمحن
رحل البلال مؤذناً بعودته إلى ربوع أرضه في وطن عشقه حتى الثمالة
رحل شرارة لبنان وفلسطين وكل وطن يحكي العروبة والوفاء والأصالة
رحل بسلام كما كان يعمّ السلام علينا تاركاً ارثاً غني علينا أن نحمله كما حمله وكما أوصانا به
بلال شرارة رجل ولا كل الرجال والأب الموجّه لكل من عرفه
لروحك الرحمة والمغفرة
لروحك السلام والطمأنينة
الشاعر ورد عصام العبد الله
لم يكن بلال بالنسبة لنا صديقا لعصام فقط ، تربينا على وجوده و على ترداد اسمه في بيتنا ، فقد كان أيضا مشجعا و حاضنا و مساعدا لي شخصيا في العديد من الامور ، عندما بدأت بالعمل في بداية التسعينيات .
كبرت الصداقة لتصبح عائلية بوجود حسن و لاحقا عبير …
آخر مرة التقينا فيها كانت في الدوحة ، حيث كان في زيارة رسمية ، و هو قد اعتاد ان يتصل قبل كل مرة يزور مكانا لديه فيه أهل او اصدقاء او محبين .
أذكر انه كما دائما ، طلب الهروب من الاجواء الرسمية ، فاصطحبناه الى احد المقاهي حيث يشعر بالراحة اكثر ، الى حيث هو قادر ، على السولفة و الانتقاد و النقاش دونما حسابات .
لم تغب فلسطين مرة عن نقاش معه حتى ولو عرضا ، كما لم يغب الشعر و الادب عن باله ، و الاهم ، لم تغب النكتة الجميلة التي كان احد البارعين فيها .
عند وفاة عصام ، كان بلال قريبا من العائلة ، و كان حاضرا بعكازه كأنه فقد حبيبا لم يستطع ان يودعه ، او على الاقل، ان يتحضر لوداعه .
هزّني خبر وفاته كما هزّ العديد من محبيه .
لا تنفكّ طاولة السماء عن الاتساع ، ما احلاها من سماء و ما أقساها من حياة .
لعائلة بلال أحرّ التعازي . رحمه الله
الشاعر مهدي منصور
البلاد لم تعد تشبهنا يا بلال..
ولكننا ما زلنا نحبها..
الاستعارات ضرورية لنعيش كما أرادت لنا القصائد، والكنايات تغيرت منذ وقع الواقع في بئر الغرابة..
ها أنت كلما آنسنتك جهة حفرت إليها بعصاك طريقاً فرعية، وكلما خالجتك امرأة كتبتها كي تخسرك كما يليق بشاعر رحالة…
من بنت جبيل أمس، إلى بعلبك الليلة مرورا ببيروت وأنت تطوي الطرقات كسجادة صلاة وتقيسها بالقصائد…
الناس في القرى يرون بآذانهم، فما مررت على محفل إلا وتداعى السكان إلى لقائك كأنك الدهشة. أنت لم تعدهم بغير ما استطعت اليه سبيلا، أن تظل لهم مثلهم، وألا تكف عن الكتابة..
أكتب لك وأنا إلى جانبك الآن، كما كنت منذ كانت السماء أقل حضوراً بمندوبيها الدائمين بيننا وفي منازلنا وتحت أسرتنا وأسرارنا، أشعر أن العمر فكرة تحتاج إلى نقاش، فكيف لي، مثلاً، أن أفسر طفولتك على أبواب الستين أو السنوات التي بيننا وهي تتراءى كأضاحي نقدمها على مذبح الشعر كل ربيع..؟
في طريق العودة، والثلج يحاصرنا من كل جانب، والسيارات مركونة مثل القدر على طريق البيت.. والبرد يتسلل من خلال زجاج النوافذ كما تتسلل الكلمات التي تمدح النبيذ إلى الخابية…
وحده البيت الذي يتوق الى فكرتك صيفٌ ناضجٌ في صقيع هذا العالم…
كتبت هذا النص إلى بلال، يوم كنا علقين في الثلج بعد أمسية في بعلبك…
رحل بلال، وما زلنا عالقين في الثلج التي تحيط بنا كالذكريات الموحشة…
حزين كأن اللغة هجرتني الى الأبد…
الشاعر الشيخ فضل مخدّر
عندما يترجل الفارس عن صهوة جواده تبقى شيم فروسيته تصدح، ورايته ترفرف وقلبه ينبض بما فيه، فلا فرق بين ارتقاء السرج أو الثبات على التراب، شجاعة وإقداماً، ومنازلة.
بلال شرارة من أؤلئك الفرسان قامة من الشجاعة في مضمار الثقافة والإبداع، بل هو قائد لأجيال على مدى عمر من البذل والجهد والعطاء.
رجل بمقدار وطن وعنفوان مقاوم، وعطاء البيادر، وجود المواسم.
يفتقدك الوادي أبا حسان، يفتقدك تراب عاملة وجبله الناطق بالحب وبنادق الكبرياء والكرامة، تفتقدك بنت جبيل، وتفتقدك حبيبتك فلسطين.
يفتقدك الشعر ولقاءات الأمل بإشراقات لبنان الثقافة وتطلعات بنيه.
ستبقى مثالاً يقتدى ونبراساً يشع وسراجاً ينير دروب الأجيال في هذا الوطن المقهور على مدى كل جيل.
ولي معك قصة من قلم وقرطاس وقصيدة.
إلى رحمة الله يا أخي وصديقي الحبيب.
ولذويك ومحبيك الصبر والسلوان
الكاتبة والروائية زينة جرادي
اليوم سقطت آخر ورقة عز وكرامة
وداعًا صديق العمر بلال شرارة
الشاعر سليمان جمعة
لروحك السلام!
قلت له وغص الكلام :
انت يا بلال
متل رشة المي
الداعبت رعشة عشب عطشان
انت متل لمسة الفي
القطفت عطر الدفا عن وج نيسان
انت الانسان .
رحلت…
لروحك السلام
الفنان والنقابي علي كلش
رحل من كانت فلسطين
في عقله وقلبه
الكاتب يوسف جابر
كل الكلام والتعبير لن يصف حزننا على فقدانك استاذنا الغالي بلال شرارة كان شرف لي العمل معك وبقربك وتعلمت منك الكثير والكثير.. وكنت قدوة ورمز للثقافة والشعر والأدب والتفاني بالعمل والتضحية والنضال..
والحزن اليوم أكبر من كل الصفات والمعاني والكلمات..
رحمك الله ولن ننساك وستعيش في قلوبنا للأبد
الشاعر ابراهيم الجريفاني
ورحــل الشــــاعر بـــــلال شـــــرارة ..
الموت صدقا يوجع الأحياء لا يوجع الأموات ، عادت بي الذكريات منذ الأمس للشاعر الأديب ورجل أحب الثقافة فنذر نفسه لا ، صديق الجميع
يحترمه الرفاق لإنسانيته وبشاشة روحه المطمئنة ، عرفته في 2009 ، وشرفني بحضوره توقيع (نثيث الروح ) ووأتبع ذلك بمداومة الحضور للتوقيعات الأخرى ،
من عرف العزيز بلال شرارة لايمكن أن ينساه ، فله قدرة إحتواء المحبة وكرن التعامل والأدب الجم في علاقته ،
عرفت منه السمو في التواضع والسؤال الدائم والعطاء ، كان والشقيق الآخر الشاعر الكبير المير طارق ناصر الدين ، ممن أحرص على وصلهم والإنصات لحديثهم الثري الوارف محبة العميق في تجربة الفكر ،
العزيز الشاعر بلال شرارة رافقته في معرض بيروت الدولي للكتاب فقد كانت الحركة الثقافية ، جناحها يعج المثقفين وحركة دؤبة ، فكان بحكم الجوار يسرق الوقت ليأتي ويطمئن على المنشورات والسؤال عن الجديد ،
لك ياصديقي عهد محبة باق ولن ينهتي مع رحيلك ،
عزائي ومواساتي لأخي عماد شرارة ولأبنتي الشاعرة الإعلامية عبير شررة
وللشاعر الكبير الشقيق المير طارق ناصر الدين وكل الرفاق ممن مان مقهى حلويات الحلاب في الروشه قرب الرمله البيضاء يجمهنا ومقهى الروضة ومقر الحركة الثقافية ،
من مواقف لا أنساها مع العزيز الراحل كان يحرص على نسخة من ديواني لدولة الرئيس نبيه بري ، فهاتفني يوما وقال ( إبراهيم الأستاذ كان طوال الطريق الى صيدا يقرأ في كتابك ويحمل لك التقدير لفكرك وما حوت نصوصك ..
الكاتبة أحلام بيضون
رحم الله الصديق الحي في قلوبنا والعزاء لكل مثقف لبناني عربي ، وشكرا لما قدمته للثقافة من خدما كنت في كل مرة أقصد فيها صفحة بلال، كي أتذوق نكهة بنت جبيل في ألفاظه، وعبق النضال في معانيه، كنت أقع على نص رثائي يقصر أو يطول، لمفكر أو مناضل رحل على امتداد لبنان، أو العالم العربي… غير أن بلال رغم اتساع علاقاته الاجتماعية والثقافية، لم ينس الحيّ الذي ترعرع فيه، وكان يرثي الجيران والجارات المودعين بأرق الكلمات، يذكرهم بالأسماء والمناسبات، فتشعر وكأنه عايشهم منذ لحظة، أو كأنه كان يقضي طيلة وقته معهم.
وكنت أتساءل، من سيرثي الباقين غدا، وليس من سيرثيك، لأنني كنت أعلم أن “الأستاذ بلال”، وهو لقبه المعتاد، كان دمث الأخلاق كثير الأصدقاء، متعدد النشاطات، وكان لا بد أن يترك غيابه فراغا، أو “خواء” في المكان، كما عبر هو نفسه مؤخرا، كذلك سيبعث غيابه تأثرا عاطفيا لدى من عرفه عن قرب، وبالتالي، كنت متأكدة أنه سيكون موضع رثاء كثر ممن عرفوه وأحبوه، وأحبوا أسلوبه البسيط في الكتابة، إلى حدّ العامّية، والمواري لمعان عميقة في الاجتماع والسياسة.
سيفتقدك “الوادي” يا بلال، والدواري، وشجرة التوت التي كنت تكثر الكلام عنها، وبنت جبيل، وضواحي بيروت وقلبها، وصور والنبطية، وأينما كنت تحلّ.
ستذكرك دواوين الشعر، والحركات الثقافية، ومجلة الحياة النيابية، ودوائر مجلس النواب حيث كنت مديرا عاما للعلاقات الخارجية، وإن كنت أعرف أنك كنت تفضل الشارع على ذلك المكان.
لن تشعر بالوحدة تحت أشجار الكينا، في ذلك المكان الجميل الذي طالما ذكرت، بين من طاب ثراهم في مرتفعات بنت جبيل. فنم قريرا، برحمة واسعة من الله.
الأستاذ علوان شرف الدين
عاشق فلسطين، ورفيق درب المجاهدين..
الشّاعر الأستاذ بلال شرارة .. إلى جنان الخلد..
لك من إدارة وأسرة إذاعة صوت الفرح التي أحببت وواكبتها منذ الانطلاقة كل التقدير والعرفان، وانّا على فراقك لمحزونون ..
الفنان علي شحرور
استاذ بلال شرارة الله يرحمك ويجعل مثواك الجنة انا كتيير حزين من بعدك “لا أحد يتجول في الوادي الآن إلا الاحلام. لو اني أراها!”
سيشتاقك الوادي والشعر والشعراء…
استاذ بلال شرارة لروحك الرحمة والسلام…
رابطة بنت جبيل
تنعي الرابطة الثقافية الإجتماعيةلأبناء بنت جبيل الأستاذ بلال شراره مدير عام في مجلس النواب ، بعد مسيرة حافلة ، مناضلاً من أجل فلسطين والناشط على صعيد الثقافة فهو رئيس الحركة الثقافية في لبنان وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين . ومن مؤسسي الرابطة الثقافية ،انحاز الى صفوف المحرومين فانخرط في حركة أمل وهو عضو مكتبها السياسي .
هاقد ترجل الفارس عن جواده فإلى جنة الخلد أستاذ بلال .
د. علا خضارو
“لا أحد يتجول في الوادي الآن إلا الاحلام. لو اني أراها!”
سيشتاقك الوادي والشعر والشعراء…
استاذ بلال شرارة لروحك الرحمة والسلام…
الكاتب يوسف العبد الله
الشعر باق نسيجاََ لحنه الوتر
لمًا تزل في رباه يعبق الزًهر
ولم تزل في السماء الشمس ضاحكة
تختال يمسك في اذيالها القمر
لكنها اليوم في أشعارنا صور
سوداء لا القلب يهواها ولا النًظر
قد غاب عنها بلال غاب منشدها
صقر المعاني إلى عينيه تفتقر
بلال رفعت هذا الروض قد رقصت
فيه الأزاهير والأطيار والنًهر
فأين شعرك يشدو مع بلابله وأين سحرك طيب الزًهر يعتصر
رحلت عنه فما عادت به مهج
كأنًما الليل لا خل ولا قمر
منتدى العباسية الثقافي
يتقدّم المنتدى الثقافي الاجتماعي العباسيّة، بأحرّ التعازي من الحركة الثقافية في لبنان، ومن نائب رئيسها الأستاذ د. باسم عباس، لرحيل رئيس الحركة الثقافية في لبنان الأستاذ بلال شرارة، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يتغمّده بواسع رحمته، فالخسارة ثقيلة وكبيرة على المستوى الوطني، وبين المنتدى الثقافي والشخصية الراحلة مشاركات ولقاءات لها بصمتها الكبيرة على الواقع الثقافي والأدبي وما تزال. عزاؤنا لذوي الفقيد والأهل والأحبّة ولرفاق الأديب الراحل. أعظم الله لكم الأجر والثواب. *إدارة المنتدى الثقافي الاجتماعي العباسية*.
الشاعر اسامة حيدر
في هذا اليوم الحزين يرحل بلال شرارة…
فلْيأسفْ تينُ بنت جبيل، ولتحزن الكلمة، وليطُلْ ما أستطاع هذا الليل فالحزن عميقٌ وخسارة الشعر فادحة…
أشهدُ أنه كان يزرع في كل حديث سانح حُبّه لفلسطين وأمله بأن يعيش “وقتا فلسطينيّا اضافيّا”
الإعلامية جيهان دلول
إلى رحمة الله ورضوانه
بلال شرارة
الشاعر والاديب والمناضل
رئيس الحركة الثقافية ومدير العلاقات الخارجية في مجلس النواب اللبناني… في ذمة الله
إنا لله وإنا إليه راجعون..
الكاتبة جمانة صوّان
بلال…
من سيشق باب الفجر
ويتناول الشمس من شرفته
من سيمسح الندى عن كروم التين والعنب
أمّا خجل ملاك الموت
أمام روحك الحلوة
بماذا تحايل عليك لتُسلمه اياها راضياً مرضيا
هل خانك الربيع
أم اصطفاك لينثر عباءتك
دحنون على تلال بنت جبيل
وداعاً أيها الجميل .
صفحة أخبار ونشاطات ثقافية
تعلن إدارة صفحة أخبار ونشاطات ثقافية توقفها عن نشر اي جديد لمدة 3 ايام حدادا على رحيل رئيس الحركة الثقافية في لبنان الأستاذ بلال شرارة ..
موقع “ميزان الزمان” للأدب والفن
يعلن موقع ميزان الزمان توقفه عن نشر أي جديد على موقعه وصفحته الفيسبوكية لمدة ثلاثة أيام حدادا على رحيل رئيس الحركة الثقافية في لبنان الشاعر والأديب بلال شرارة