أنكيدو…
لا تختبئ تحت الماء…
إصعد إلى شجرة الصفصاف هناك…
واصرخ بأعلى الصوت…
ولا تدّعي الموت…
هولاكو في كلَّ مكان…
ينهش المزيد من الحطام…
يبصقُ الدّمَ على ألواحٍ من رخام…
وأنتَ الإنسيّ الذي يؤمن بثمار الحبّ…
والعدل والسلام….
أنت لست منّا ولست ملاك…
لكنّك شريان نور…
في ليلٍ حالكٍ مع كوكبةٍ من الأفلاك…
أنكيدو…
فلا يغرّنك ملمس الأفاعي تحت الماء…
ولا يغرّنك كثرة الإزدحام أمام الأبواب…
فالحقّ مُقفل بابه…
ومفتاح البيت بيدِ عجوزٍ شمطاء…
تغوي الحساسين…
وتُلبس الثعالب وجه الأصدقاء…
أنكيدو…
لا جار بعد القمر يحفظ الأسرار…
وقابيل ترك وجهه الملائكي داخل الدار….
وعبث ما عبث…
وقتل من قتل…
وبعدها إبتسم كليثٍ خبثه مكّار…
أنكيدو…
لم نعد قادرين على الإنتظار…
والورد في حدائقنا صار يعلوه الصبّار…
وسرقوا من جارة القمر كلّ الأقمار…
وشهدوا زوراً انّهم من الأبرار…
أنكيدو أنت لا تجيد البكاء…
جئت إلينا في زمن القحط…
نصفكَ أنسيٌّ ونصفك الآخر من نسج الخيال…
أنكيدو إفتح ذراعيك للريح…
وانثر رمادكَ الملائكيّ مدرار….

# (الشاعرة سهاد شمس الدين / لبنان )