..نشرت مجلة ” الأمن ” في عدد آذار ( مارس ) الحالي مقالة للكاتبة ميشلين مبارك نقلت خلالها آراء بعض الكتّاب والمبدعين لمناسبة الإحتفال بيوم المرأة العالمي .
نقتطف من المقالة :
8 آذار يوم المرأة العالمي
يحتفل لبنان والعالم في 8 آذار من كل عام بيوم المرأة العالمي، هذا العيد وإن كان أصله أجنبي إنما أصبح معروفا أكثر في بلادنا منذ عدة سنوات.
مما لا شك فيه، بأنّ وباء كورونا أثّر على العديد من النشاطات والانجازات على صعيد العالم، هناك تخوف حقيقي بأنّ يسبب أيضاً خسارة المرأة للعديد من مكتسباتها التي حققتها على مدى سنوات. فوفقا لتقرير دولي حديث قامت به هيئة الامم المتحدة للمرأة، إنّ النساء في ظل الحجر المنزلي، أصبحن يقمن بالعدد الاكبر من الاعمال المنزلية عبر العودة الى الصور النمطية السائدة في خمسينات القرن الماضي، وأصبح من الممكن أن تخسر المرأة فرصا كثيرة للتوظيف والتقدم.
نعود الى الاحتفال بيوم المرأة العالمي، الذي هو دعوة للاعتراف بما قامت وتقوم به المرأة من أدوار استثنائية في تاريخ بلدانهن ومجتمعاتهن. إضافة الى التقدم الذي أحرزته في العديد من المجالات العلمية والادبية والقانونية…فالتغيير الذي نتكلم عنه ليس انجازات عملية فحسب، إنما هو التغيير في نظرتنا وتفكيرنا وبالتالي في تصرفاتنا اليومية تجاه المرأة.
من هذا المنطلق وكتحية الى المرأة في عيدها، جمعت مجلة الامن ثلاثة آراء مختلفة لمبدعين رجال من لبنان عبر سؤالهم: من هي المرأة بالنسبة اليك؟
الفنان التشكيلي حسن جوني عبّر عن رأيه قائلا “إنّ المرأة بصفاتها المتعددة أم وأخت وزوجة وحبيبة وملهمة تعني أنّ هذا العالم موجود دائما بين يديها ، فإما أن تحولّه فردوسًا أبديًا أو تحوله جحيمًا لا يُطاق، فيا نعمة من كانت “امرأته” من مبدعات العوالم العالية والغالية بحيث أنه سيعترف دائما أنّ الامر على هذه الارض مرتبط بكلمة تخرج من شفيتها، ونظرة تشّع من عينيها”.
الاديب والاعلامي جورج طرابلسي تناول الموضوع من منظار مغاير فاعتبر في “غياب الام عن جنة العهد القديم جعلها ناقصة، فجاء العهد الجديد ليصحح هذا الخطأ بولادة النور من مشعل العذراء، التي أصبح معها لـ”الصلة” معنى “الصلاة” …
ومن هنا، فإنّ نظرتي الى المرأة هي النظرة الى “أناي” في مرآة الذات، فأنا منها ولها، وهي مني ولي، معاً نرسم دائرة الحياة المتفلتة من قيود الزمكان، ساعين الى الكمال في رحلة الترقي الهادفة الى بلوغ النور الاساس، المنبثقة منه ثنائية الصورة/المثال. والى ذلك الحين، نتقّد عشقاً، ونشتعل “صِلة” ونستعر “صلاة”، ونسطع نوراً الى الابد”.
ختامًا أعرب الشاعر نعيم تلحوق عن ثلاثة أشياء تتقدم بها المرأة: “الفكرة، الصورة والضوء…علامات لايهام الكوكب الذي نحيا فيه، هي عمل متقدم على الحرية، لأنها بنت الكون…هي من اخترع الوجود بجرح، بتفاحة، بإغواء… ورسمت رجالا كثيرين ليقابلنها…
المرأة كائن افتراضي، لكنّه سريّ…لا يفهمه إلاّ الذي اخترعه، أمّا الرجل فهو كائن افتراضي مكشوف، لانه اختراع المرأة… كلمّا تحوّلت المرأة كلما تحوّلت الحرية…فلنسعَ الى المرأة أولا…”
مع هذه الاراء، نختم قائلين لكِ كل عام وأنتِ تكملين الرجل وهو يكملك.
# الكاتبة ميشلين مبارك/ شهرياد الكلام