” لبنان..
رجلٌ من نارٍ ودخان”
# بقلم الكاتبة زينة جرادي :
يا رجلاً من نار ودخان
سَلَبْتَني رَغَباتي وتأوُّهاتي وآخِر القَطَراتِ في نشواتي
بَقيتُ أنا واقفةً على الرَّصيفِ وحيدةً
وأنتَ مَشَيت
ضِعتُ في زَحْمةِ الوجوهِ العابرةِ المُثْقَلَةِ بالاشتياق
خلفَ أسوارِ الحنينِ إلى الليّالي النّاعسةِ في همسِ الجَسَد
إلى نُزُهاتِ القُبَلِ الضَّائِعَةِ على أَرصِفَةِ الشِّفاه
إلى أمسٍ صارَ مِن مَفاصِلِ الذِّكريات…
بَقيتَ أنتَ في نقطةِ الانطلاق
وتُهتُ أنا في غَياهِبِ النِّسيان
مثلَ طائرٍ اسْتَبَدَّ به الخَوْفُ مِن بنادقِ الصّيادين
أو كَبُحَّةِ نايٍ جَرَحَتْها الأغوارُ العميقة
كنجمةٍ سَقَطَتْ من سماء…
لكنَّكَ أشرقتَ وَهْجاً في الأشواق ونَسيتَ الوفاء
يا رجلاً بيني وبينَك تنحني سنابلُ العِتاب
بيني وبينَكَ يقفُ الشَّفَقُ غُروباً وتُرتِّلُ السَّماء
تمشي هَمَساتُ الأنفاسِ نحو مَدائِنِ العبير
ولا يبقى منكَ إلاّ طيفُ زمنٍ مُغَطَّى بِغُبارٍ على رصيف…
في مَعْبَدِك أقمتُ صلواتي
وعلى عَتَباتِكَ بَنَيْتُ خَيالاتِ المَصير…
قصيدة (رجلٌ من نارٍ ودخان).
للشاعرة المبدعة / زينة جرادي
تقيم شاعرتنا الصلوات، في معبد محبوبها ،
لكي يشرق وجهه وهجا في ليل الاشواق،
وتبني علي عتباته خيالات مصير يكتنفه الغموض ،
تحيط بها الوجوه العابرة المثقلة بالاشتياق،
تائهة شاعرتتا في غياهب النسيان،
يفصل بينها وبين طيف الحبيب، شفق الغروب ،
تنحني له سنابل العتاب،
بعد ان سلبها تأوهات الرغبات،
الي اخر قطرة من النشوات،
وتركها وحيدة تناجي همسات انفاسه،
لتسافر الي مدائن العبير والنفحات،
عابرة اسوار الحنين الي الليالي الناعسة،
حيث نقطة الانطلاق الي ارصفة الشفاه .
لنزهة من القبلات الضائعة ،
مع رجل من نار ودخان !!!!!