يؤدي رقصةَ التأويلِ فردا
كحلاجٍ رمى للغيب نردا
ويومىءُ للمعاني من قريبٍ
فتزدادُ المسافةُ منه بعدا
يسافرُ خلفَ ماضيهِ،، غريبٌ
أضاعَ الدربَ واستبقاهُ عبدا
مشى والريحُ تعوي مثل ذئبٍ
يشمُّ دماءه فتسيلُ وردا
تبالغُ في الظنونِ فتعتريها
وتمعنُ في طريقِ الوصل صدّا
هي الماضي العتيق بلا وجوهٍ
هي الآتي الذي ألقاه سعدا
فألمحُ في مراياها جبيني
يضيء بعتمة المنفى فيندى
فصرت قرين شيطان القوافي
وصرت لعبقر الشعراء ندا
والقيتُ العصا في طور موسى
وصوت فحيحها اغوى فأردى
تقمصت النخيل فزاد طلعا
والقيت الثمار فكان شهدا
انا حبل الامان لمن دعاني
وحبل للمشانق إن تحدى
جنوبي وقد أعطيت كلي
وبعض البعض من بعضي تبدى
انا لغة القلوب ومحتواها
وقد فطرت على الحب المفدى
واعطيت السماحة والتفاني
فاعطيت السنا مجدا وعهدا
واهلي إن تمرد في حماهم
عدوّ أصبحوا في الأرض مُردا
فكم من عالم بالظلم يفتي
ويرجم محسنا ويقيم حدا
وحاكم أمتي في الغي ماضٍ
بلاد الموز لا ترضاه قردا
فلا عجب وقد صرنا نعاجا
ثعالب كرمنا تختال أسدا
لقد جاعت بلادي والرزايا
تعيث بمنبت الأحرار حقدا
أما في موطني رجل شريف
يعيد لعزة الاوطان مجد
# الشاعر محمد البندر / لبنان
( هنا فيديو مسجل بصوت الشاعر للقصيدة على قناة يوتيوب ):