أكره المتحذلقين ، الذين يحبون لعب دور المثقف الكبير، يتشدقون بمبادئ هم لا يؤمنون بها أصلا ، يتسلحون بها كأوسمة غير مستحقة، فوق صدورهم الخاوية.
تقززني الأقنعة التى يرتدونها، نبرات أصواتهم و هم يستعرضون أسماء كتب لم يقرؤا الا عناوينها.
احب الأشخاص الواضحين مثل النهار، اللذين يقبلون عليك دون مساحيق، من لا يجيدون التجمل، رائحتهم تشبه الأرض بعد المطر، لا يطلبون و لا يشحذون العواطف و المشاعر، ينسحبون بصمت حين يجرحون و يسامحون أيضا في صمت.
احب أولئك اللذين يدخلون حياتك على أطراف اصابعهم، يدخلون ليبقوا الى الأبد، من لا يهجرون قلبك مهما ابتعدت و اخذتك الحياة، يكونون هنا لاسناد روحك دون أن تطلب.
أحترم جدا الواضحين وضوح الشمس، يحرقك وضوحهم لكنك لا تملك إلا الانحناء أمامه، من يبسطون أمامك حزنهم و فرحهم وحتى رغباتهم دون خجل .
احن دائما لمن يمسحون بأيديهم على رأسك ، فينمحي يتمك في لحظات، و تشرق ابتسامتك من بين غيوم دموعك، مثل سماء دافئة في يوم شتاء بارد.
أشفق على من بإسم الحب يتاجرون، لأجل حفلة جسد ستكون غالبا مخيبة للآمال، فقط لو كانوا مباشرين أكثر، كان الحب سينجو من أقدامهم الملوثة.
أحب جدا ، البسطاء الاميون من يبتسمون في وجهك رغم جبال الحزن الرازخة على أكتافهم، يقاسمونك اللقمة و الكأس، و يحكون لك نكات بذيئة تجعلك تضحك من قلبك، من لا غاية لهم إلا اسعادك ، أحبهم واضحك كثيرا على نكاتهم البذيئة
# الشاعرة والكاتبة ريم القمري / تونس