-1-
قالت السمراء يوماً
طوق اللؤلؤ…
إنها الأنيقة الساحرة
المشبعة بالسكينة والعفة،
أعشق التفافي حول عنقها
أغرف بنهم من عطرها
أغفو بسبات فوق صدرها
أستمتع بسماع دقات قلبها
أختبيء بخجل بين خصلات شعرها
أرتبك بشغف حين تحتضنني أناملها
ولكن لن أخفي سراً إن قلت بأنني أزداد كبرياءً حين تختارني لتتزين بي من أجل لقاء أحدهم.
-2-
قالت يوماً السمراء
واقعٌ مرير
لم تعد تجدي عبارات التبرير
غابت معالم الفرح وهرب السرور
مات الحب وحل مكانه صمت القبور
واقع مرير
اصبح الحلم عدو السرير
شاخت الوجوه ومات الشعور
اشتد الصقيع وهاجر الطير الاسير
واقع مرير
أفلت الشمس وراح الدفء وجاء الزمهرير
استوطن الظلام الشديد مكان النهار المنير
جف الحبر وتيتمت القصيدة ولم يعد يسمع للقلم صرير
-3-
قالت يوماً السمراء
تنهدّت ثم قالتْ:
كيف لي أن أطفيء ناراً اشعلها بلهيب انفاسه ورحل!؟
كيف لي أن أعيد ترتيب كحل عيني بعد ان بعثره بالقبل!؟
كيف لي أن أسرح شعري البنيّ بعد ان بعثر جدائله بأنامله وأفل!؟
كيف لي أن أروي زهرةً زرعها براحة يدي وهجر على عجل!؟
كيف لي أن أكتب قصيدةٍ نظم حروفها بشفتيه وسافر بلا أمل
-4-
قالت يوماً السمراء
ككل يومٍ في صباحي أستنشق نسيم الصباح وأبعث بأنفاسي للشمس لاقول لها ها أنا مازلت حية ، وبعدها أستجمع أناملي لاحتضن قلبي وأطمئن على من هو بداخله فأحضنه وأهمس له هل ما زلت هنا؟! هل لملمت شظايا احلامي!؟ هل داعبت افكاري!؟ هل عزفت لحناً على وقع أنفاسي !؟ هل أخذت من نبضي لتحيا أبد الدهر في أعماقي!؟
فيرسل نبضة تقول لي : “لا عليك فأنا ارضى الأسر بكامل إرادتي”
-5-
قال لي يوماً يا سمرائي
جاءها فجأةً ..
طلب منها رشفة ..
ارتبكت ..لكن ابدا ما تمنعت..
ارتشفَ القليل وتركَ على فنجانها قبلة..
ذُهلتْ ..لكن الفرحة من عينها تفلتت..
قال لها لا تتعجبي فعندما ترتشفين القهوه ستخبرك الحكاية..
اخذت فنجانها وشربت … فارتجفت شفاهها وارتعدت..
انه وقع القبله التي ترك.. فسقطت قطرة قهوة وكانت البدايه.
# الكاتبة نجوى الغزال / بر الياس / البقاع / لبنان