…وقّع الشاعر محمد موفق العيّاش أول نسخة من ديوانه ” أنتِ إحدى المعجزات ” لصاحبة دار نريمان للنشر الشاعرة نريمان علوش , بعد أن استلم كتابه الشعري الورقي .
وكان العيّاش قد كتب عن ديوانه الكلمة التالية :
أصدقائي..
لأنني أحلُمُ بالمدرسة (العيّاشيّة)..
إلى جانب المدرسة المعرّيّة للمعرّيّ، و النّزاريّة لنزار قباني، والشّوقيّة لأحمد شوقي..
فإنني أضع بين أيديكم ديواني الشعريّ الأوّل (أنتِ إحدى المُعجزاتِ)، قلبي الذي نضَجَ على نار الشعر خلال سنوات،مجموعة من قصائدي التي نسجتها من خيوط الفجر، وزغب الحروف، وعِطرِ النساء، وغَضَبِ الشُّعوب.
أضعُ كتابي بين أيديكم.. ورغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي تعصف بلبنان إلّا أن الشعر لا توقفه التغييرات التي تحدث فوق القشرة الأرضية، فالشعر شيئ باطني كالزلازل والبراكين يخرج متى أراد وكيف أراد..
ولأنني الأب الشرعيّ لهذه القصائد التي أحبّها وأغار عليها، فقد جمعتُهَا في هذا الديوان للحفاظ عليها، ولكي لا يُقال عن قصيدة من قصائدي ذات يوم بأنها (فَلْتانة) هُنا وهُناك على مواقع التواصل الإلكتروني، أو في دفاتر المُحبّين والعشّاق.
ولأننا لم نعرف المتنبّي،والمعرّي، وابن المعتزّ،والبحتري، وبول إيلوار،وسيلفادور دالي، ورامبو إلا من خلال كُتبهم، فإنني أتجلّى بهذا الكتاب إليكم وإلى كُلّ من لم يعرفني، لعلّه -حينَ ترونني- يستوي قلبي على جوديّ الشّعر بعد رحلة في بحره وعلى أمواجه الحارقة.
أصدقائي..
شاءَ اللهُ، وشاءَ الشّعرُ أن يَفتحَ لي بابَهُ لأدخلَهَ على حصان الكلمات،
فافْتَحُوا لِي أبوابَكم وأيديَكم..
وافْتَحْوا لِي أسماعَكم وأعيُنَكم..
واسْتقبلوني..
محمد موفق العياش
بيروت 9-3-2021
كلمة المقدمة للشاعرة نريمان علوش :
وكتبت الاعلامية والشاعرة نريمان علوش ( صاحبة دار نريمان للنشر ) مقدمة للديوان قالت فيها :
يتيح الحب لنا الوصول إلى أبعد من أنفسنا – بوفوار
كمعجزة فنّية اجترحها سرياليّ أمثال بول ايلوار، لوي اراغون، اندريه برايتون أو ربما سلفادور دالي وقفت أمام معجزات الشاعر محمد عيّاش أبحث في تلقائيته الموزونة الواعية عن رمزية المعنى وملامحه، متقفّية مركب الحب حيث كان يجذف نحو كينونة قلبه وقصيدته، مؤمنًا أن الحب وحدَه ما يستفز ويثير شهوة الشاعر في الكتابة بغض النظر عن عدد النساء اللواتي مررن في قصائده، لكن الحب يبقى واحدًا، يحملنا إلى أبعد من أنفسنا، إلى حيث يسكن الشّعراء.
وكنرجسة ترنو إلى ثغر الماء، تفتحُ القصيدةُ جفنيها في وجه الأنا ساردةً النظرات بمعانٍ منظّمة، ومن باب التأويل تسرح بتوقعاتك نحو مكتب نزار قباني لتراه جالسًا مع أوراقه وكتاباته ونرجسيّته، متأمّلا أن يُنصَف التصور الأول بعد العبور إلى الكلمات.
ربما كان تعبير نزار عن تمجيده لذاته عذرًا يرفع عن الشعراء ذنب النرجسية فشرَع لهم الإنغماسَ بلذّة التصفيق لأناهم العليا أو “أنا” لغاتِهم العليا.
وكما تعزيز المتنبي لأناه حين يقول :
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي”
“وأسمعت كلماتي مــن به صمم
كذلك الشاعر محمد عيّاش في قصيدته “المدخل” إلى شِعره ينبئ بعزّة القوافي التي تلمّها معاجم ثلاثة (الرب ، الحب، والمتنبي)
في هذه الكلمات اختتم أبيات قصيدته ليُحكم القبض على العزة بكامل معانيها.
يشدّك تماسك الأبيات فتمشي على ميزان مشاعرك بالالتزام على حبل المعنى. لا نشاز، لا ضوء عال يغمض عينيك، لا أمواج تتلاطم بمركبك ولا ريح تقلّم أشجارك. لا أعلم إن كان هذا الهدوء يفي بغرض الدهشة أو خلاص القصيدة أو ربما الإيحاءات التي تميل بك صوب مطاردة مجنونة للمعنى، ولكن لا شكّ أن انتظام النبض سيؤدي بك حتماً إلى خلاص هادئ من بين ضلوع القصيد. وممّا لا شكّ فيه أيضًا هو رصيد الشاعر المعرفي الشعري الذي يزرعه بين السطور ليحكي لنا عن استثناءات مرّت على جسد القصيدة وقطّبت جوازات مرورها بتفعيل إيقاع سلس المذاق.
في قصائده الكثير من الجروح المرّة وأمل بأن يمدّ له القارئ يده وينتشله من الاحتراق :
“يا قارئ شعري خذ بيدي
إن كنت أمامك مجروحا”
هنا وبعد أن قطعت القصيدةُ أميالًا من البوح، ارتمت أنفاسُها على صدر الورق لاهثةً تستمد روحَها من نظرات القارئ، وما إن استعادت حَنجرتَها حتى لبس الشاعر جانحيه وحلّق حاملًا صوته في قافية مغرّدة لعلَّ الطير يصير شاعرًا، فيحاور المرأة بمختلف ثقافاتها ما بين الجزائرية والتونسية والدمشقيّة والمصرية، ما بين الخائنة والعاشقة والوفية، فينتحل شغف المرأة ومشاعر الإنتظار:
أنا كريحانةٍ، في جوفها شغفٌ
أن ألتقي رجلًا يهوى الرياحينا
أعيش في غرفةٍ وحدي كنرجسةٍ
أقضي نهاري مع المرآة تزيينا
وكأن الشاعر ينادي نفسه بلسان حبيبته ويبحث عن قصيدة تفرش مسافة ورديّة بينهما لتصير إحدى معجزاته.
وبرائحة الليمون والجُلنار تتعطّر قوافي
النساء في تمايلهن الأخير بين المعاني على الرّغم من محاولات الثورة لإغوائه واستمالة بوحه، إلّا أن تلك الغواية لم تشتعل وربّما تكون فتيلاً لديوان ثوري مؤجّل.
” حين أكون ثائرًا
ألغي دمي… وأستحيل نارا”
على أمل أن تنضج تلك النار في مسافات انتظار ديوان جديد.
الناشرة
ناريمان علوش
قصيدة مختارة من الديوان :
إنْهَضي كَهيروشيما..
إنْهَضي إنْهَضي كَهَيْرُوشِيمَا
وَدَعي خلْفَكِ الغَرَامَ القَديمَا
وادْفُني تحتَكِ الجراحَ..وكُوني
جَنَّةَ الأرضِ لا تكوني الجَحيمَا
مَزِّقي الماضي في يديكِ إذا ما
كانَ ماضيكِ مُحزِنَاً وأليمَا
أوقفي هذهِ الدُّموعَ قليلاً
أتظنّينَ محجَريكِ غُيُومَا
كُلُّ هذي الأحزانُ فيكِ؟ لماذا؟
لستِ عَمْيَاءَ.. لا ولَسْتِ عقيمَا
قَدَرُ اللهِ جَيِّدٌ.. فاطْمَئنّي
واسْألي إنْ سألتِ رَبَّاً كريما
لا تعيشي على الهَدَايا القُدَامى
وتَضُمّي رَسَائلاً.. ورُسُومَا
لا تَظُنّي كُلَّ الرِّجالِ رجَالاً
كم زُهُورٍ في الأرضِ كانتْ سُمُومَا
أطْرُدي اليأسَ والهُمُومَ..وسيري
أنتِ لمْ تُخلَقي لِتَحوي الهُمُومَا
كَحِّلي مُقلَةً بكتْ مِنْ عَذَابٍ
كُلُّ قلبٍ أبكاكِ كانَ لئيمَا
وارْتَدي أجملَ الفساتينِ لوناً
وضَعي أفضَلَ العُطُورِ شَميما
وَضَعي أحمَرَ الشِّفاهِ على ثغرٍ
يُضاهي بِفَلْقَتَيْهِ النُّجُومَا
أنتِ أصلُ الجمالِ لا تهمِلِيهِ
كُلُّ حُسنٍ لولاكِ كانَ يتيمَا..
أنتِ في هذهِ الحياةِ.. حَيَاةٌ
فارْفُضي الآنَ أنْ تكوني رَميمَا
وافْخَري في الحياةِ أنَّكِ أُنثى
بينَ نهدَيْكِ تجمعينَ النَّعيمَا
قصيدة للشاعر محمد العياش ( من ديوان ” أنتِ إحدى المعجزات )
# الفهرس :
يتضمن ديوان(أنتِ إحدى المُعجزاتِ) 35 قصيدة هذه عناوينها :
المقدمة
١- إلى القارئ
٢- قصَّتي
٣- لا تكوني كالورد
٤- سيّدة المقهى
٥- النبيَّة
٦- أنتِ إحدى المُعجزاتِ
٧- جنوبيّة العينين
٨- لو كُنتَ تكبُرُني
٩- ذات العطر الفرنسي
١٠- أمام امرأة
١١- العازبة والهاجس
١٢- أمي
١٣- أبي
١٤- تناقضات م.ع
١٥- مُفاجأة
١٦- حوار بين نهدين محرومين
١٧- متى بريدُكِ يأتي
١٨- إلى خائنة
١٩- الرِّداء الأزرق
٢٠- مُسافر
٢١- إلى زوجتي من بيروت
٢٢- إنهضي كَهَيْرُوشيما
٢٣- لم أشهد مثلَكِ
٢٤- السِّلْسَال الصّليبي
٢٥- صاحبة الخلخال
٢٦- درس في الكبرياء
٢٧- رسالة من سيّدة عاشقة
٢٨- إلى لانا الدِّمشقيَّة
٢٩- إلى امرأة مصريّة
٣٠- جزائريّة تتعطّر بالشِّعر
٣١- حوار مع حسناء تونسيّة
٣٢- صاحبة القفطان المغربي
٣٣- إلى ابنة بلقيس في سبأ
٣٤- هنادي
٣٥- حالات