سلام ايتها الحياة…
سلام لكِ وسلام عليكِ…
وسلام لِمن أحبت السلام بكِ…
وألف سلام لمن أرادت أن تكون مختلفة فيكِ!
سابقت الريح على أجنحتك المتأرجحة نارًا ونورًا…
سلام لمن أرادت أن تكون غير اعتيادية
رفضت أن تصنع من جدائلها الحريرية أرجوحة لهواجس الايام…
قهرت المواجع بابتسامة شغوفة…
عبرت فوق الجسور الملغومة بالافكار الموبوءة….
جندت الليل خيلًا جامحًا يصهل في وجه مغتصبيّ صحوتها….
أشهرت يديها سيوفًا تشق بها قيودًا صدئة…
رسّخت خطواتها نحو آفاق ملونة بعزيمتها.
هي اسطورة لم تُقرأ بعد ،
حروفها صرخات مدوية في أذن المستحيل…
رحلة لمخاض وردة طالت فأنجبت سليلة الفلاحين والكادحين والياسمين…
سلام لفراشة السلام الخاشعة .
سلام لبراكين الملح الجارف دمعها المقطر بماء الزهر..
سلام لمواقد القهر و دخانها الأسود المثرثر تحت عينيها…
للمخاض الأول للصرخة الأولى
للولادة الأخيرة.
لبشائر الفصول المتجددة في روض خديها…
لتأتآت الحساسين المعششة تحت جلدها تقتات على جراحها ….
لخمائر النور على راحتيها ،
لمناسك الهدى
لمساكب الوجع ….
لتعرق جبينها الأخضر ، لتشققات قدميها و ما فيهم من حكايا وأشواك و عنبر .
لأرض داستها ألهمت ترابها بالزهر
والأقحوان….
لفجرٍ صلّته عمرًا موازيًا لقهرٍ وسهرٍ وضجرٍ …
لليلٍ لاكته صمتًا سال غيمًا
ومطرًا وكوثر…
لشبابيكٍ شرّعتها على احتمالاتٍ و مجازاتٍ ولم تقفل…
و “أخيرا “سلام لقصيدة عَجَزت أن تصِفها فاعتكفت خلف السطور تلطم خيبتها و وحشتها .
سلام على يومٍ أنتِ فيه السلام.
الكاتبة سمر كرامه / لبنان