النسوةُ الكلماتُ ُ
أوّلُ صيحة للأبجدية ضد موت الشعر ،
والنصْفُ الأشفُّ من المرور الهشّ
للمعنى على الأوزان ,
والمتهافتاتُ من العذوبةِ
كانحلال الروحِ في البحر الطويلِ
النسوةُ المتحدّراتُ من الأساطيرِ البعيدةِ
في أغاني البابليّين القدامى,
نسوةُ الشبقِ المعتّقِ في معابد آلهات الجنسِِ
من جبلٍ لجيلِ
النسوةُ الملكاتُ
يستعجلْنَ تقديم الذبائحِ
للمجاز المحضِ
كيما يتّحدْن مع الألوهة في تأنُّثها,
عذارى أرجوان الموت فوق الشاطئ الصُّوريّ,
والمتقلّباتُ كلدغة الأفعى على ظمأ الأسرّةِ,
حيث يرفع حزنُ وادي النيلِ
أهراماً من السأم الثقيلِ
النسوةُ المتمنّعاتُ وقد سهرْنَ على مفاتنهنّ
في ضوء الشموعِ
وذبْنَ من التفرّس في احمرار نهودهنّ الصّلبِ
وهو يذود عن تفاحهِ المهدورِ
بالأسنان والأيدي,
ويحرسُ ما بحوزته من الأمل البخيلِ
النسوةُ الشجراتُ
إذ يمخرْن ساقيةَ الزمانِ
كغابةٍ ثكلى,
المثالُ الحيّ للجسد الخياليّ المنكّسِ
فوق صرخةِ نهر ابراهيمَ
وهي تقضُّ مضجعها
لتغمر بالضراعةِ وجهَ تموزَ القتيلِ
النسوةُ المتمايلاتُ على مداخل حمصَ
في قلب الظهيرةِ,
نسوةُ الندم المسوّر بالحنين الصّرْفِ
حول ضريح ديك الجنّ
وهو يُريق لوعتهُ على (ورْدٍ)
ويرمقُ من وراء القبر تمثالَ التفاتتهِ
الى الزمن الجميلِ
هل كنّ لولا الريح من أحدٍ ؟,
وأيةُ آيةٍ كانت ستحفظهنّ في عُلَب الحكايةِ،
أو تعود بهنّ نحو الأرضِ ،
كيما نحتمي بهبوبهنّ على الحياةِ
هبوبَ ذاكرة النخيلِ على النخيلِ
نحن( الرجال الجُوف) ,
حطّابي دمِ الهذيان في المعنى ,
سعاةَ بريدهِ الملتاعِ في نفَق القصيدةِ,
والأشقاء الشتائيين للجسد المؤنثِ
وهْو يقطف من فضاء(النون)
ما سفَح اليمامُ من الهديلِ
نصغي كما لو أننا أسلافُ أنفسنا
الى الريح التي تعوي بأسماء النساء الميّتاتِ
من التهجّد حول وحشتهنّ
في الشجر الظّليلِ
تلك الرياحُ الهوجُ تحملنا على خشب المناحات العظيمةِ
للجمال الغضّ ،
كيما تستضيء بنا الخرافةُ دون أن ندري
وكي نجتاز هذا الأرخبيلَ المرِّ
للألق المسمّرِ فوق خنجرها العليلِ
# الشاعر شوقي بزيع / لبنان
( من ديوان ” سراب المثنى”)