لأن البحر كان بعيدا
ولم أكن قد لمست مركبا من قبل،
ولأن هروبي مهما بلغت شدته
كان ينتهي بالنوم أو توسله
أصبح التحديق بالسقف مركبي.
حفظت عن طريق الهروب
خرائط الرطوبة في سقف كل بيت سكنته
الاضواء المستديرة في أسقف الحافلات
والبيضاء المستطيلة في قاعات المحاضرات.
بحثت عن الطريق الى الله
في خطوط أسقف عيادات الطب النسائي
وعن حضنه في أضواء أسقف غرف العمليات
حين وجدتك توقفت عن الهرب
ولكن بقي التحديق في السقف عادة أليفة
منزوعة الحرقة…
في آخر مرة استلقيت جنبك
رحت أحدق بالزهور الصغيرة الناتئة
التي تزين السقف فوق سريرنا
كانت حجرية وبيضاء
وكانت أنفاسك عبيرها
حدقت بها كثيرا حتى أصبحت
جزءا من قلبي
وأصبح التحديق في السقف
نافذة على حديقة الله.
# الشاعرة حنين الصايغ / 2018/ لبنان