هوية الدلالة اللغوية
تكتسب هوية الدلالة اللغوية أبعادا تتصل أساسا بالوحدات الدلالية وهي الكلمة والجملة والمقام تمثل شروط المعنى ذلك أن للمعنى اسباب تشده وتحكمه أو ما نصطلح عليه من الأسباب فإن المعنى العمودي الذي تختزنه في مخزوننا اللغوي وهو الكلمة وتمثل الجملة محور العرض الأفقي عندما تشد فيه الكلمة إلى المعنى فتتوثق الصلة بينهما ويبقى هذا المعنى مشدودا إلى ان يقع الوعي بالسياق، الذي قيلت فيه فضلا عن أبعاد النبرة.
وهنا نؤكد على أن الدلالة اللغوية تتكامل عند اتساق مستويات ثلاثة تصبح كالمنضدة المتراصفة كالكتلة التصنيفية التي يكمل بعضها البعض وهذه المستويات تقترن بادراك الكلمة ضمن المخزون الذهني ثم ادراجها في سياقها التركيبي ثم احلالها من المقام والسياق الأدائي.
مبدأ التنضيد Stratification
المعنى هو القبض على جملة معطيات الدلالة الثلاثة وهذا يخلصنا إلى الوحدات الدلالية :
السياق أو الوحدة السياقية داخل النص، L énoncé أي نص الخطاب Discours في سياقه الواسع
النص يقوم في علم الدلالة على السياق الأوسع ولذلك حرص بعض الباحثين في الدلالة على أن يمزجوا بين السياق اللغوي والسياق الأدائي العام ودققوا نوعي، هذا السياق بما أسموه السياق الأكبر والسياق الأصغر Macro _Context/Micro Context
هذا النص أو هذه الوحدة السياقية تتجسم في نص الحوار أي جملة ما دار بين طرفين من أطراف التخاطب هما باث ومتقبل بحيث لا ينجز التحليل الدلالي عن طريق الاقتطاع أي عن طريق استخراج جمله تكون مجتثة من سياقها ذلك ان اقتطاع الجملة من السياق، يفضي إلى ما يسمى بالشاهد الأبتر،بمعنى أن الخطاب الكلامي، المستشهد به يكون اصطناعيا على أن هذا النص إن لم يكن الملفوظ الحواري الذي تتم به عملية التواصل بين طرفين فإنه قد يكون المنطوق، الجملي لأحد الأطراف المتخاطبة فيكون السياق الذي ننقله سياقا وحيد البعد، Unidimension وهذا ما يحدث إذا ما نسبنا نصا إلى صاحبه.
إن الوحدة السياقية يمكن أن تكون عبر توالي ملفوظات ساهم في أدائها أكثر من واحد كانوا مشتركين في عملية التواصل ويمكن أن تكون مكونة من نسيج خطاب بثه متكلم من المفترض انه يحاور، منصتا أو منصتين دون أن يكونوا بالضرورة قد شاركوه عملية الأداء اللغوي،وهذا ما يصطلح عليه بالنص التعليمي او التأليفي من خطبة او شعر، أو قرآن .
(يتبع)
# (الدكتورة الناقدة مفيدة الجلاصي / تونس )