كتب الشاعر اليمني خالد الشرافي قصيدتين ، الأولى لبيروت التي عانت من انفجار المرفأ ، والثانية لليمن التي يعاني شعبها من الإنقسام والحروب :
-1-
( حماك الله يا بيروت )
فؤادي اليوم يا بيروتْ
بقايا من شظايا الموتْ
وأشلاءٌ مضرجةٌ
تناجي الله لا اللاهوتْ
فؤادي اليوم يا بيروت
زجاجاتٌ محطمة
مرافئ كالهبا وبيوت
ومثلك في الأسى روحي
رفاتٌ في رصيف الحزنِ
أضرحة بلا تابوتْ
وجرحٌ في سما لبنانْ
وفوق دمائه أحزانْ
وتحت دمائه كبدي
بنيران الردى مفتوت
***************
فؤادي اليوم يا بيروت
دموع في الحشا تجري
دماءً في شراييني
لأجلك في الهوى نزفت
حروفا بوحها أشجانْ
وقافيةً
على بحر المآسي عبرةً
تبكيكِ يا لبنانْ
بأوزانٍ وترثيني
لماذا يحرقون الوردَ
والأزهارَ
والأغصانْ
لماذا يعشقون الموتْ
لماذا يكرهون الحب يا بيروت
*************
كلانا اليوم يا بيروت
غدونا في جبين الحزنِ
وسمًا واسمنا منحوتْ
كلانا اليوم يابيروت
ضحايا الحقد والجبروتْ
تفجرنا قنابلُ
من جحيم الظلم والطاغوتْ
بها حُرقت أمانينا
أسامينا
مرافينا
وكم زادت مآسينا
كلانا اليوم يا بيروت
تباغتنا أيادي الموت
حماك الله يا بيروت
حمانا الله يا بيروت
-2-
( ما زلت أحلم )
مـا زلـتُ أحـلـمُ يا صنعـا وأبـتـسمُ
للـحـلـمِ قـلـبٌ وللبسمِ الجميلِ فـمُ
فهل تغارينَ من بَسْمي ومن حُلُمي
لأنَّــكِ الــيـومَ جـــرحٌ نـــازفٌ ودَمُ
الكلُّ حـولكِ يـبـكي حـسرةً وأسى
لمَّـا رأوا الحزنَ في عينيكِ يرتسمُ
فاستيأسوا من بـزوغِ الفجرِ ثانيةً
وقـالَ قـائـلُـهـم لا تـنتهي الـظُّـلـمُ
راحوا يبثّونَ في النَّاسِ القنوطَ بلا
وعيٍ غدوا يخدمونَ الجورَ لو علموا
وحدي أنا من يرى في الأفـقِ بارقـةً
لـهـا اشتياقًا يُـغـنّـي الحرفُ والقلـمُ
أستشرفُ النورَ لم أفـقـدْ سنا أمـلي
أراهُ يـدنـو فـتـخـطـو نحـوهُ الـقـدمُ
لن يُـنـقـذَ الـيـأسُ يـا أحـرارُ أمّـتَـنـا
ولــيـسَ يَـنـفـعـُـنـا حــزنٌ ولا نـــدمُ
لا يـصنـعُ الـمـجـدَ إلّا مـن لـهُ حـُلُـمٌ
إلى الـمـعـالي وعـزمٌ لـيـس يـنـهـزمُ
ما أحـوجَ الـروحَ للآمـالِ إن ذبُـلــتْ
فيهـا الأمـاني وأشقى حالـَهـا الألـمُ
إذا تـمـادى الدُّجى فالفجرُ مُـنـبـثـقٌ
مـا الـلـيـلُ إلّا لأنـوارِ الضحى رَحِـمُ
للدَّهرِ حينَ يَطلُّ الصبحُ في وطني
زَهوٌ وللنَّصرِ في شتَّى الرُّبوعِ سُـمو