عن رواية ” الساكتات ” الصادرة عن دار التنوير في بيروت للكاتبة رينيه حايك كتبت الإعلامية دلال قنديل ياغي هذه القراءة :
يوميات التجاذب الداخلي ، مراوحة الصمت والثورة الى ان يتوالد الإنفحار الكبير ،
بسكينة متمهلة في سرد المعاش بتفاصيل تنمو على ضفاف الإستقلالية غير المحققة لأربع سيدات متنوعات الأهواء جمعتهن صداقة وفاء لسنين طويلة عايشن معاً عبور الحياة بهن دون أن يعشنها..
ثلاثة منهن إخترن الهرب من العائلة إلى كنف الإرتباط الذي حمل الشيء ونقيضه يتقلبن على نار الذكورية وخيبة التنازلات..
صورة ختامية يتحلقن في سهرة الميلاد في دارة السيدة العزباء بعد أن تختار إحداهن الإنفصال عن زوجها المأخوذ عنها وعن أولاده لعلاقاته وعالمه الخاص ، تحلقن حول صور الماضي ورسائله وكلماته وضحكاته التي نسين أنها صدرت يوماً عنهن يوم حلمن بحياة أفضل..
على مفارق العمر وأزماته وحدهم اولادهن حضروا بفرح على أطلال ما عبر ليزدن الى النهاية تشويقاً قبل أن تسدل الستارة على يوميات تتراكم تفاصيلها لتجعلنا نغص بالمزيد قبل أن نغادرها طوعاً أو بقرار ..
نعيش الرواية بصفحاتها ال ٣٠٠ متنقلين بسردية الجمل الرشيقة دون تعب , ندخل غرف النوم والمكاتب بقلق , المرض الذي يغالب الجسد حد الفتك والشغف بالعطاء الذي يتحول وظيفة وكأننا كل واحدة منهن نتقلب في أحوالاهن ..
بعض الروايات لا تسكننا بعد سطرها الأخير بعد أن يتماهى كل سطر مع حيواتنا على تنوعها..رواية اليوميات ببعد نسائي..برقة المرأة وعذاباتها ..
بجرأة التحول من الظلمة الى النور وصولا للتمرد..