لون السراب
ولأنني عشقت فيك الحياة
صغت لونا للسّراب
تمسّكتْ يداي بأمل نحيل
مضيتُ وحقيبة الصّبر زادي
إلى غاباتك الظّليلة
إلى وكنات الهسيس
عبرتُ تلال الحزن
أرّخت بوح الجداول
في فلول مجاريها
شارفتُ سهولها المفتوحة على حضن السّماء
رسمتُ ملامح الطّريق بخطى النّخيل
الرّتيبةحدّ الغياب
مهابة ان يلملم النّمل ثرثرات بوحي
قمحا لمعابد القصيدة
شارفتُ الفرح النّائم في عيون المدى
فبتّ قاب قوسين من سدرةالأفق الخضيب
قواربك هناك
هاجعة في الأقاصي
تجمع أشلاء صوتي من ثنايا الزّبد
وهناك
على متون المراسي أكفّ تلوّح من بعيد
لبحر يلبسني كقميص غارق في البلل
يساير الموج في اضطرابه
ويترك رائحة الملح تشتهي أنف الرّمال
تؤرّخ انتظاراتهاعلى الشّواهد المنسية
فتكبو فوق جياد الهجير
لتحرس الوقت البليد
كسرير يستظلّ غيمة
يتلو أسرار المواثيق المؤجّلة
ينثال من عطش ماكر
ليغسل أقدام النّوى
يشرب أحجيات الرّسائل
تأخذني شبهة التّأويل
تتأبّط نجواي اليقين
قلق يباريه الرّجاء
ان ما فقدناه في السنة ألنار
أخفاه الرّماد
حنين يؤجّج موقد الذّاكرة
ذكريات تجسّ نبض الأماكن
أيّها المساء العاري من الصّهيل
هز ّ كتف الحلم
أيقظه من سباته
لنطير حيث مآلات المدى
فلا الرّيح تخاتل وجهتي
ولا اتوه عن قراءة بوصلتي إليك
فأقبض راحة كفّي الملأى بالسّنابل
كي لا تسلبني رحى الايّام حنطة أحلامي