العميد الدكتور محمد توفيق ابو علي
نشر اليوم حديقة وَرده الساحرة “عروة يقرأ وِرد الياسمين”
و هي من منشورات دار ناريمان الالكترونية.
و قد قضيتُ النهار و شطرا من الليل انتقل في جنبات هذه الحديقة،فعجزتُ عن الانتقاء،فكل ما في هذه الحديقة من “شعر” “خواطر” و “حكايات” أصص من الجمال فريد،ساحر و مغرٍ،و يعجزك عن الاختيار.فكل صفحة تلَّةٌ من سحر و خلَّة من جمال و منحنى من الإبداع الباذخ الفاتن.
و كم لامس روحي ذكره ل”عروتَيْ” روحه ابيه و امه،ذكر ينضح بالبرِّ الذي لا مثيل له.
و لا أعرف لماذا حملتني حديقة محمد ابو علي “عروة يقرأ وِرد الياسمين” إلى “سعدي”صاحب “كلستان” اي حديقة الورد.
و انني استطيع ان أقول براحة ضمير أن حديقة محمد ابو علي لا تقلُّ شأنا و لا قيمة و لا فنية و لا توزيعا هندسيا عن “كلستان” سعدي شاعر الفارسية العظيم،فمن شعرٍ لخاطرةٍ إلى حكاية تمتد حديقة محمد ابو علي على امتداد القلب و الروح نافذة من الحواس كلها،الظاهرة و الباطنة، المعروفة و الخفية إلى ثنايا النفس و الهوى الصوفي الطاهر النظيف.
العشق في “عروة يقرأ وِرد الياسمين” لا يخطئه قلب،و لا تضل عن سبيله نفس توَّاقة إلى الانعتاق من المادي للاتحاد بالعُلوي السماوي.
لقد اخبرنا ابن سينا أن النفسَ “هبطت إليك من المحل الأرفعِ”
اما ابو علي فلقد أطلقها في سماء الجمال “ورقاء ذات تعزُّزٍ و تمنعِ” فأطلقها من سجنها إلى الفضاء الأرحب، إلى الخلق و الإبداع الفريد.
محمد ابو علي ليس شاعرا عاديا،و لا اديبا عابرا، إنه مبدع خلَّاق يغزل الحروفَ نقاء و ينسجها كلماتٍ على نَوْل من الطهر لتكون كل قصيدة قطيفة من سناء لا ينقضي نوره.
ليس في “عروة يقرأ وِرد الياسمين” الا الحب،و لا يوجد فيه مثقال ذرة من كراهية،حتى إذا أراد شيئا غير ذلك كنَّى بالإشارة إلى العتم و الظلام و سؤ منقلبهما.
النور،العطر،الحب،الوفاء،الصدق،الطهر،النقاء و الياسمين..اسيجة لحديقته، و يا لجمالها من اسيجة.
عرفتُ محمد توفيق ابو علي لأربعة عقود و نيف،و منذ اليوم الأول حتى هذه الساعة ما زادني الزمان فيه الا حبا و اخوَّة و صداقة في قلبي و روحي و عينَي. فلطالما نشر الحب و الوداعة و الصفاء و الجمال،بكلماته و سلوكه و دخيلته في المحيط الذي ضمَّنا مع طيبين و طيبات،ضاع بعضهم في دروب الحياة و لم تضع ذكراهم.
لا استطيع ان اقرأ محمد ابو علي الا بحب،فهذا رجل مسالم النفس،طيب القلب،نقي الروح،نشر جماله في قلوب الفريق الذي كنَّاه،و عرَّشت بلاغُته في سليقة نادرة،في دنيا الابداع،حتى اكاد اجزم،إنه من قلة قليلة في لبنان تكتب عبارة فصيحة ببلاغة بسيطة،سهولتها ممتنعة،و نصوصه شواهد صادقة مبسوطة للقاصي و الداني.
احبُّ أن أبارك لكَ،يا عميد،هذا الفيض من السحر و العطر و الجمال
و لكنني كسواي،رأينا فيه بركة من فيضك الزاخر الذي عشقناه
و تعلمنا منه معاني العشق الأنيق،فتفضَّلتَ به علينا،كعادتك دائما.
Mohammad Toufic Abou Ali
كل الحب
عماد حمزة