-1-
القوافلُ أناختْ جِمالَها في منتَصَفِ الطريق،
وأعادتِ الصحراءُ ارتداءَ جاهليتَها المشوبةَ بالقلقِ والضياع،
ونسجَ ظلامُ الغابةِ مِن سوادِه عباءاتٍ يتلطَّى تحتها اللصوصُ الذين أغتالوا الضَّوْءَ وسرقوا أعِنَّةَ الجياد…
ولا بَرْقَ يُومِضُ في البعيد،
وفوق الأفقِ يتزاحمُ غمامٌ عابسٌ،
والنبْضُ يئِنُّ تحت حِرابِ الشوكِ واليباس،
ولا شيءَ سوى ما يرقدُ من جمْرٍ يتراكمُ فوقه حطامُ المواعيد ،
ويستعصي على شهواتِه ملامسةَ الريح .
فإلى أنْ يتململَ الجمْرُ تحت الرماد،
تتوجَّعُ الأسئلةُ حائرةً فوق عطشِ الصحراء،
وننتظرُ سيادةً للعقل لا بُدَّ آتيةً ولو مضرَّجةً بالوجع…
-2-
مَلَلْ
كأنَّ دروبًا وطِئْنا ثراها
وقد أحْرقَ الرملُ فوق لَظاها ندى حلمِنا
تَئِنُّ مِن غربةِ القفرِ
وتنأى بصمْتِ الكَلَلْ…
وأنَّ موانئَ مُثقَلَةً بانتظارِ الوصولِ الذي
لم تَلُحْ في المدى بارقاتٌ له
قد غادرَتْ
وما مِن جوابٍ وصلْ…
#( من كتاب ” بروق في فضاء الروح”)
-3-
لكي يستعيدَ الصُُبحُ إِشراقَه في دمانا من أقاصِي الظلامْ
وتخلعَ عنها رداءَ الرمادِ بساحاتِنا جمرةٌ وَقْدُها لا تنامْ
سنرفعُ نحو السماءِ بأصواتِنا نداءاتِ حقٍّ بلونِ هَدِيلِ الحمامْ
سنمضي إلى آخرِ الشوطِ، نَسْمُو بِغَاياتِنا،
نرفعُ قَبْضاتِنا للأَمامْ
لكي يرحلَ الفاصبون لأحلامِنا
ويزهرَ فوق الدروبِ رفاهُ الأنامْ.