_1_
تعالي نُذوّبُ أحزانَنا في الفُراتِ ونُصدِرُها فَرَحاً وعرائِسَ نهرٍ ..
تعالي نُعَلّمُ أولادَنا كيف يبكونَ
من فرْطِ بهجَتِهِمْ،
كيفَ يسترشِدونَ بهذا السّوادِ
إلى الياسمين
وكيفَ ينامونَ جوعى
كباقي الجِياعِ
وكيفَ يغارونَ من موتِ إخوانِهِمْ
تحتَ أنقاضِ حُلمٍ تعذّرَ،
كيفَ يُوارونَ ألعابَهُمْ
حينَ يلقونَ طِفلاً
يُواري بِعينيهِ موتَ الحياةْ.
تعالي نُذَوّبُ أحزانَنا في الفُراتْ.
-2-
مَرّ دهرٌ عليهِ
يسيرُ خِلالَ القُرى ..
كُلّما حلّ في قريةٍ
حمّلتْهُ حماقاتِها
ومضى نحو أخرى ..
ليَحمِلَ ما هو أثقَلُ،
حتى إذا ما أتى قريةَ العِشْقِ
قالتْ لهُ وردةٌ:
هلْ لنا مِنكَ يا سيّدَ الرّملِ
أيُّ نصيبٍ؟
تواضَعَ للوردةِ المُشتهاةِ لِيَحمِلها،
وتهاوى
بِكُلّ الحماقاتِ
والحُبّ
ذاك الجَمَلْ.