يوميّات ” منع التّجوّل” / 2 / رسالة إلى ولدي :
نَمْ يا ولدي..
فالصّبحُ لم
ينبلجْ بعدُ
نَمْ وأرِحْ أقدامَ
ضميرِك
وتجوّلْ فقط في
أحلامِك
وافعلْ ما يحلو
لكَ في منامِك
فصوتُك مهما
علا
لن يسمعَهُ سوى آذانِك
وما تسمعُهُ من
أصواتٍ
هو فقط..وعد
بل.. رعد
وربّما.. سعد
يأتيكَ من جهادِ
شرنقةٍ حريريّة
أو من جعجعةِ
سلاحٍ يحميكَ
من طواحينَ
هوائيّة
أو عونًا من الله يأتيكَ
من زنودٍ ترفعُ
الجُرنَ في أعراسٍ
قرويّة
نَمْ يا ولدي
فالصّبحُ لم تنحسرْ عنه
بعدُ الغيومُ
الرّماديّة
وما تراه عيناك
ليسَتْ نجومًا
صباحيّة
بل هي نجومُ
الظّهرِ اليوميّة
تعلو أكتافَ القَهرِ
وتتبخترُ بعنجهيّة
فَنَمْ يا ولدي
وكُنْ يقِظًا..
حذِرًا..
ذكيّا..
فالذّكيُّ
ليس مَنْ يحذَرُ
عدوّا شقيًّا
أو شقيقا
فالذّكيُّ مَنْ يزرع
في دنياه قمحًا
ويطحنُهُ عندالشّدّة
دقيقا
والحُرُّ يا ولدي
ألّا تكونَ مرتهَنًا
وأنْ تكون بأخيكَ
رفيقا
هيّا اخْلَعْ عنك
ثوبًا رَثَّ فيه الزّمنُ فتلألأ تِيْهًا..
وكُنْ نبِيهًا
وَدَعْ سواكَ يشاركُ في مائدة
الوجود
ولا تجعلْ نفسَكَ مَلِكًا والشّعبُ جَوَارِيكَ
فلربّما صِرتَ
عند ربّكَ عبدًا
خائنًا للحقيقة
وإيّاكَ أنْ تكونَ
“أخشيديّا”
فالحبُّ يا ولدي
ما كان يومًا
إلّا سيّدًا
حتّى في سجونِ
العبوديّة
والضّيقة
عِشْ دُنياكَ يا ولدي
حُرَّ المبادئِ
طليقا
فليسَ يغتالُ
الحرّيّةَ
سوى رجلٍ ظنَّ
نفسَه مِن عندِ الله مُنَزَّلًا
أو خالَ نفسَهُ
سيّدَ الخليقة.
# الكاتبة عايدة قزحيّا / لبنان