قلبي يحضن نفسه
رأيتُ قلبي خارج جسمي
مرةً يصيرُ طفلاً شقيِّاً
ومرةً شيخاً طاعنا
في الخوف
والحكمة
والذكريات
مرةً يشتبكُ معَ الهواء
على غصنٍ في البراري
ومرةً يحضن نفسه
ليحتمي من البرد
في ظلِّ من غادرني إليه
فركضتُ خلفه
كي أمسك بي وأعيدني إليَّ
فانتبهتُ إلى شخصٍ آخر في المرايا
فصرختُ أنت هنا؟!
قال أخذتُ قلبكَ منكَ
ولم تنتبه حينها
إنِّي سرقتُ أيضاً ملامحك
وتركتُك خلفَكَ تراقب صمتكَ
وأمامك صمتكَ يربكُه خلفكَ
كيف ستخرج سالماً منكَ
يا ابن المكان الدائريّ؟
فركضت إلى ظلّ الكلمات
التي نَجَتْ من حادثة الحلم الأخير
وادخرتها
في جرَّة الحزن ليوم كهذا
فالحزن أمينٌ على المعنى
لا يخذله كي لا يخسره
فانزلقت خطاي
ووقعتُ على دمعةٍ مليئة بالأسماء
انحنيتُ في حذرٍ عليها
حتى لا يراها النوم
تَلَمَّسْتُ أحرفها على عجلٍ
فانشطرت أسئلة على أصابعي
وسَلَّمَتْ جوابها للنوم
حفرتُ صمتي
لعلَّني أظفرُ بما تبقى من الحلم
في حضرة الذاكرة
وأحملُه على كتفي
وأمشي قبل أن تشتدَّ علينا
رياحُ الغياب
وكلما مشيتُ خطوةً
سخرت ساقاي منِّي
وتوغلتُ في شرك الحنين
ساقايَّ عدوان مراوغان
متحدان ضدي مع المعنى
على سطح المرايا
ولا شيء أفعلُه
غير التآلف مع شبحي
في نهايات الطريق
ووجهي الذي في المرايا
يراوغني
حين أبحث في البراري
عن فراشةٍ
تُنقذ المعنى من مفردات الغياب
والمعنى يخاف من الكلام
كما تخاف عاشقة على قُبلةٍ
تَعَلَّقَتْ بضفيرتها
هرَباً من الرياح
فأغمضتُ عينيَّ خلف الضباب
لربما آنستُ وجهي
عندما ينشطرالضوء من قُبلةٍ نائمة
على شفتين في زوايا الذاكرة
وأعلِّقُ أغنيتي على غصن
في الهواء الطلق
وأودِّعَ نفسي
لأسمع الايقاع حراً
وأسمع أغنيتيي بصوت أغنيتي
وأثقبَ بما شَعَّ منها
الدائرة
# الشاعر أنور الأسمر / عمان / الاردن ( شهرياد الكلام )