ما لا يقال أنا
..
قد كان لي
بعض شيء لا يقالُ
وأمَّا الآن ما لا يقال
انجاب عن كلِّي
..
الصمتُ
ملمس جسمي إذ يُشَكُّ
ألا مجرَّحاً ليس يبدي
راعف القولِ
..
تطول من
كثرة الوخزات رعشته
وبالرعاش
يسنُّ القول في النصلِ
..
ما احتاج أكثر
فالرعشاتُ مختصر الكلام
من نفضة للوحي في الرسلِ
..
يُشكُّ بالنطق جسمي
وهو معتدل على صموتٍ من الأوتاد
لا تُملي
..
فلا يرى أنه ذاك اللسانُ
ألا في البوح كان
خزاناتٍ مع القفلِ
..
إنَّ اللسان الذي
قد كان أجَّره فمي
رماه دلاء قاطع الحبلِ
..
فغار في البئر
كم في البئر ثرثرة
حيث اللسان
لقيطُ العالم السفلي
..
ما لا يقال أنا
ما لا يباح أنا
والنطق
تجسير عطرٍ سار للوصلِ
..
تبدو المضامين عندي
اللحم إن وخزوا
والدمَّ إن سال
والأعراض في الحملِ
..
ما احتجت فيها لأبعاد مدبَّبةٍ
إنِّي محوتُ بها
ما هيئتي .. شكلي
..
يكفي لأحيا
بأنِّي ناطقٌ ألماً
ما بالجلامد من سمتٍ
أنا أدلي
..
بل بالمنافذ من عطري
أدرِّب للشكل الهلامي
أن فلتستو سهلي
..
كن قمتِّي
حين تبدو وهدتي قدراً
وحين أغدو مباحاً في يد النذل
..
علَّيتُ عطري
وصمتي فوق ربوته
والنطق أسفلُ في دخانه يغلي
..
ما لا يقال أنا في حسن طلعته
يكفي كمرتفع الهيباتِ يستعلي
..
يرى وليس يرى
والغيم حاجبه
والشمس إن شاء
من ذا ملمحاً تُجلي
..
ما بعد ذلك أحتاج الشروح
ولا الشفرات
منشرحٌ بعدي بما قبلي
..
ومستراح وجودي وسط هوجته
وعاصفي
أنني دلّلته طفلي
..
فقام يشغب في حضني
وأمَّنها
فنام
ثوبي لحاف العصف بالسدلِ
..
والكف تربيتُ أحلام القطافِ
على حفيف عاصفة الأشجار
بالهدلِ
..
وكل هذا
ولم أنطق
وسرت على ما لا يقال ابتداء
سيرة العدل
..
علّمتها
أنّ في الإفصاح مهلكة
والصمت مُستَنطَقٌ
دوما على مهلِ
# الشاعر سلمان عبد الحسين / البحرين