لو كان هذا النص آخر ما أكتبه !
ماذا كنت سأقول لكم ؟
عودوا إلى طفولتكم وعيشوا بلا ذكريات تؤلمكم ،ولا قلق على مستقبل يؤرق حياتكم ،لطالما تساءلت لماذا كنت سعيدة أثناء طفولتي ؟
ووجدت أخيرا الإجابة : كنا فقط نعيش اللحظة الرّاهنة
ونستمتع بها ولا يتعبنا حمل الأحجار على درج رؤوسنا الشاهق العلو.
كنا نتصرف بعفوية وتلقائية ومحبة .
ردات أفعالنا إنسانية بلا تصنع واحتكام للأعراف والتقاليد أو الحرص على عدم إثارة الشبهة أو تشويه صورتك الجميلة في أعين الناس.
كنا أنفسنا، بَصمتُنا لم تطمسها أغبرة قوانين المجتمع .
كن أنت لا تخشَ أن تظهر ابتسامتك للآخرين.
لا تهتم لصورتك في عيونهم بل انظر إلى ذلك المدى في أعماقك.
تصرّف بعفويتك. لا تتغاضَ عن أي إساءة وجهت إليك ظلما.
لا تكبت مشاعر الألم طويلا في جسدك كالسكاكين لأنها لن تخرج من صندوقك الأسود , وأي موقف أو ذكرى ستسترجع جميع تلك المشاعر المؤلمة بحدتها لتعاود طعنك الآف المرّات.
لا تجعلها تتراكم لتصبح جبلا شاهقا تتسلقه دون أن تصل إلى بر الأمان!
لا تتغاضَ عن أي إساءة وجهت إليك ظلما واختر كلمات تليق بمقامك.
كلمات تمر كالنسيم. فرُبَّ كلمة فتنة مشعلة للحروب، وربّ كلمة مطفئة لها.
الكلمة الطيبة هي مفتاحك لأقفال قلوب البشر تذكر أنّ الحديد يلين مع الدفء.
لا تسكت عن حقك واحرص على كرامتك ولو على حساب خسارتك لأشخاص أو عمل أو لقمة عيش مغمّية بالذل.
اغترف من الحب واملأ قربة قلبك وكلما ظنئت اشرب من ذلك الكأس الإلهيّ المقدس.
إنّ الله يحبّك مهما أسأت إلى نفسك وشوّهت صنعته. فاعلم أنّه يحبك، وأبوابه دائما مفتوحة إليك على مصراعيها في كل حين.
فرحته بعودتك كفرحة أم موسى برضيعها.
احرص على ذلك الحبل الذي يربطك به فهو حبل النجاة.
فقط كن أنت.
# بقلم : علا محمود بيضون/ لبنان