بين الزِّنى والحكمة القديمة :
———————————–
فوقَ كلِّ انتقادٍ مُعتادٍ وببغاويَّةٍ مُتوارَثة ، وبابتعادٍ عن نقدِ العظماءِ حتَّى لا يتجلَّى في رؤى الحياةِ ما يُبهِتُ صورةَ الجمالِ حينها …
أنَّا جمعاً … و نأياً بنا عن أيِّ انتكاسٍ أو ارتكاسٍ لرواسبِ التربيةِ المُعَشِّشةِ فينا ، وحتَّى ننعمَ بالشُّموليةِ الواسعةِ المَّتسعةِ ، و بدءاً من الألفِ المقصورةِ القاعدةِ على ذيلِها ، لتُحيلَ معها حكمةً متناهيةً في تصدُّرِ قولةِ : / الزِّنى/ المُشَدَّدةِ المُتشدِّدةِ والتي أَسنَدَتْ كلَّ توصيفٍ اجتماعيٍّ للشَّائنِ فيها ، وبرغمِ قداسةِ محتواها المُسانِدِ للخلقِ البشريِّ ، ورغمَ ما تحملُهُ من تَوَهانٍ في تفسيرِ اللَّفظةِ المُنبثقةِ من قلبِ لغةٍ مخلوقةٍ مُختَلَقةٍ …
يتناهى إلى وجدانياتِنا تعالُقُها اللَّافتُ بِحكمةِ – الزِّنْ – كَنافذةٍ مُشرِفةٍ على الحبِّ حينَ إهمالِها -أي الألف المقصورة- و لظلمٍ مُمارَسٍ عليها عبرَ العصورِ تحيلُ معها الألفَ الممدودةَ الصَّامدةَ المُتصعِّدةَ الواقفةَ الدَّالةَ نحوَ السَّماءِ كإصبع إفلاطونيَّةٍ مهيبةٍ و لانطواءٍ خجولٍ منها كأنثى بريَّةٍ طوَّعتها الذكورةُ استثماراً … لا – بل – استغلالاً بِطيِّ وتطويقِ أوراقِها المُنفرِدةِ فَتجعَّدتْ وأثرتْ قوَّتَهُ …
كما عقائدُ باليةٌ مجاهدةٌ في حربٍٍ يجوز أن توصف ب :
/جلجامشية _عشتارية/ متكرِّرةٍ مُشوَّهةٍ طاحنةِ الأسطَرَة ، تُغني كلَّ صورةٍ جامدةٍ جاحدةٍ لأمواتٍ في أعماقِ الأعماقِ ،
و بِظنِّيةٍ سافِرةٍ مُعاندةٍ لحياةٍ لا تليقُ بالبهاءِ ، وحتى لا تُشبِعَ الإنسانيةَ الحقَّةَ بتقصِّدٍ راصدٍ غيرِ واعٍ …
ترنونا محكمةُ السَّماءِ الطَّالعةُ المُتَسامِقةُ نحو ذئبةِ الغيومِ الواثقةِ لننتشلَ انطباقاتِنا بينَ الظاهرِ والباطنِ وإلَّا فلا تعويلُ هنا على إبداعاتِنا الجارفةِ بكلِّ صورِها وتمظهراتِها وحتَّى لا تتساوى ومحكمةُ الأرضِ الجائرةُ المحدودةُ المُحدَّدةُ كَبروزاتٍ جارحةٍ ه المُتجسِّدةِ في الجمع …
سدرة القول هنا :
أَحنُوا قاماتِكُم العاجزةَ عن الاستقامِ الدَّاخليِّ …
ارفعوا قبعاتِكُم إجلالاً لكلِّ تجرُّؤاتٍ قابعةٍ مستكينةٍ في تكهُّفاتِ دهاليزكُم تنفثُ كلَّ ثوراتِها …
وانثروا عطرَكُم باعتناقِ الجمالِ في الرُّؤى الكونيَّة …
# الكاتبة غاده رسلان الشعراني