قررت أن أبوح إليها بحبي فأخجَلني عفافها، كنت أخشى أن تَضيع ، فمثلها لا يمكنك أن تعبره بسلام دون أن يجعلك تتوقف عنده، ماذا أفعل؟!
هل أذهب إليها أخبرها بذلك؟!
ربما ستكره هذه الفعلة، لا ينبغي أن أفعل شيئًا محتمل أن يحرك غضبها الرقيق..
هل أتغاضى عنها وعن عجزي عن الوصول إليها ؟!
وكيف ذلك وأنا أصبحت أحب أن أستيقظ كل يومٍ لأرآها ، أراها فقط وإن لم ترآني، تمر بي لا تُلقي لي بالًا ، وبالي أنا لا يمر به أحد سِواها..
ماذا أفعل؟!
لا أود أن أخبر أحدًا بما في قلبي لها، أشعر أن هناك شيئًا يمنعني، ربما تلك الهالة النورانية حولها، ربما حياءها المُفرط، ربما نقاءها النادر، ربما أشعر أنه ليس من حق الجميع أن يذكرها في حديثه، لابد وأن أنتقي من سأخبرهم عنها بعناية فائقة.. فائقة جدًا..
عرفت من سأحدثه عنها..
ربها .. خالقها ومُبدع چمالها، العليم بمفاتِح الأبواب إليها ، القادر على رزقي بهذه النبتة النادرة، التي أتيقن أنه لن ينالها الا رچل قد رضى الله عنه..
وما لبثت أدعوا حتى تذكرت أنني ربما لا أستحق، ربما أتمسك بِحبالٍ باليَة، فتوقفت عن الدعاء بها، وتحولت للدعاء بأن يرزقني الله توبةً نصوحًا، وعملًا صالحًا خالصًا لوجهه، وأن يصرف قلبي عن تعلقه بما ليس له.. ويرزقني بمن يرضاها لي..
وأنا لا أتصور على الإطلاق أن تكون هي التي سيرضاها الله لي..
ليس لشئ الا أنني أقل، أقل بكثير..
بعد حينٍ ليس بالكثير، رزقني الله الطريق الصحيح إليها، لم أخبرها بحبي الدفين، ولا انبهاري الطويل، بل أخبرت الله فرزقني الطريق الذي لن يضرها أو يزعجها..
وحين نظرت اليها بعد أن رُزِقت بها، كانت أچمل بكثير مما كنت أعهدها..
فلقد كانت تُصيبني عدوى الحياء من شدة حياءها فأستحي أن أطيل النظر ، وأجاهد نفسي ألا ألتفت، ولكن قلبي كان يلتفت..
ربما لو كنت اتخذت طريقًا غير ذلك لكانت الأحداث مختلفة..
ولكن من أراد أن يَهنَأ بِرزقه ، عليه أن يأخذه بطريقٍ يُرضي اللهَ أولاً، وحتمًا سيرضيهِ اللهُ ؛ ولو بعد حين.
# الكاتب مراد علمدار أبو أحمد / تونس